الأربعاء 25 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

"البلبل الباكي" أبرز محطات عبد الغني السيد في حياته الفنية

E757728C-40F5-4474-93A8-8AC0007612B8
E757728C-40F5-4474-93A8-8AC0007612B8

كتبت - أميرة محمد 

يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل عبد الغني السيد، "البلبل الباكي"، الذي ولد في 29 مارس 1912.

تميز عبد الغني السيد بصوته الرخيم الشجي، الذي لفت انتباه الجميع منذ ظهوره الأول في الإذاعة المصرية مع افتتاحها عام 1934.

تبنى الموسيقار الكبير زكي مراد عبد الغني السيد، وساعده في بداية حياته الفنية، حيث قدم له العديد من الأغاني التي حققت نجاحًا كبيرًا.

نشأته

عاش عبد الغني السيد طفولة معذبة مع زوجة أبيه، التي كانت تضربه وتعامله بقسوة.

حتى أنها في إحدى المرات ألقت عليه مياه ساخنة، والتصقت الملابس التي يرتديها بجسمه، وحينما شاهده والده قام بتطليقها على الفور.

لعبت الصدفة دورا كبيرا في دخوله عالم الفن؛ إذ أنه عمل في طفولته "استورجي" بمحلات "علي خليل" للأثاث.

وأثناء غنائه في المحل سمعه الملحن الكبير زكي مراد، والد الفنانة ليلى مراد، وقام بتبنيه فنيا وقدمه للفنانة منيرة المهدية، التي أعجبت كثيرا بصوته، ومنحته دور البطولة في أعمالها المسرحية.

التحق السيد بالإذاعة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي، وقدم أول أسطوانة له "نسيتي حبي بعد اللي كان" وحققت له شهرة كبيرة.

ثم اقتحم بعدها مجال التمثيل من خلال فيلم "وراء الستار" عام 1937.

أعماله الفنية 

قدم خلال مسيرته الفنية نحو 800 أغنية، ما بين أغاني مسرح وإذاعة وسينما وأغان وطنية ورومانسية وقصائد ودينية، 

ومن أشهر الأغاني: "البيض الأمارة، أنا وحدي يا ليل سهران، بحبك مهما أشوف منك، الحلو شاورلي بمنديله، ليه يا جميل ياللي بعادك طال، جبال الكحل، آه من العيون".

ومنهم أيضا: "سبحان اللي صور، يا بايع الصبر، أنا وأنت في الهوى، لا دمع كفى وطفى النار، الحب حلم جميل، كفاية البعد يا نسمة العصاري، عطشان والنبي، آه يا حبيبي، يا موعودين بالهن".

وقدم أيضا: "افرح، ودي السلام والنبي، يا حبيبي الله يخليك، عمر الحب مالهش نهاية، صعبان عليه، الدنيا غنوة بقربك، وحشتني عينيه، أنت فاكر ولا ناسي، سحر جمالك فاق الحد".

بإضافة إلى: "أنت على بالي، بكره حتندم، العشرة صعبانة عليا"، ومن أغانيه الدينية "يا حاج بيت الله، يا رمضان"، وكانت آخر أغنياته "أنا ما تنسيش" والتي أعادتها المطربة لطيفة التونسية فيما بعد.

كما غنى لعملاقة التلحين مثل رياض السنباطي ومحمود الشريف ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ومحمد القصبجي وبليغ حمدي وكمال الطويل.

منحته الصحافة عددا من الألقاب منها "البلبل الباكي"، و"معبود النساء".

كما تغزلت الصحافة في أناقة النجم الراحل، وفي إحدى حفلاته أطلقت عليه مجلة "آخر ساعة" لقب أشيك مطرب في مصر.

كان عبدالغني السيد صديقا مقربا لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكان يعتبره أبا وصاحبا وأستاذا، وكان منافسه وصديقه في نفس الوقت.

 كما كان يحب الفنان الراحل محمد فوزي، ويعتبره من أنجح وأهم الفنانين في تاريخ الموسيقى، وكان يتحدث عنه طيلة الوقت بكل حب.

 كما كان يعشق صوت فيروز، خاصة أنه كان يسافر كل عام لمدة 3 شهور للبنان، وهناك يلتقي بـ عاصي وإلياس رحباني.

كما كان يعتبر محمد قنديل ابنه، وكان يحب صوته ويشيد به كثيرا، كذلك الحال بالنسبة لعبدالحليم حافظ.

حكاية كراهية عبد الغنى للعندليب الاسمر

على الرغم من تداول حكايات عن كراهية عبدالغني السيد لعبدالحليم حافظ، إلا أن نجله "محمد" نفى الأمر برمته، قائلًا: "إزاي بيكرهه ووالدي كان عايز يسميني عبدالحليم على اسمه".

مؤكدا أن مسلسل "العندليب" شوّه صورة والده، ولم يحدث أن شعر والده بالغيرة تجاه عبدالحليم، مستكملا: "حينما عرض الموسيقار محمد الموجي على والدي أغنية (صافيني مرة)". 

وتابع: "قال له والدي أعطيها لعبدالحليم حتى يبدأ بها، وكانت بالفعل هي السبب في نجاحه وشهرته، وهذه الرواية أيضا أكدها الموجي في أحد البرامج الإذاعية".

أحب عبدالغني السيد ابنة أحد الوزراء في عهد الملك فاروق، وبعدها تزوجا في حفل عائلي بسيط، وبعد أسبوع فقط.

 أصدر الملك فاروق قرارا بتطليقه من زوجته، اعتراضا على زواج "مغنواتي" من ابنة الباشاوات، وحتى لا يتجرأ أحد من البسطاء على الزواج من أبناء الأثرياء.

وتم الطلاق رغما عنه، وكره "السيد" الملك فاروق لهذا السبب، خاصة أن إصدار أمر ملكي كان يجب تنفيذه، واضطر لتطليق زوجته رغم حبه الشديد لها.

أغنية "نسيتي حبي"

وفي الثلاثينيات حققت أغنيته "نسيتي حبي بعد اللي كان" مبيعات قاربت المليون نسخة، وهي ظاهرة كان يصعب تحقيقها آنذاك.

كما قدم العديد من الأغاني الوطنية في مرحلة الخمسينيات تقارب الـ30، وضاع معظمها في أرشيف الإذاعة.

إلى أن قامت السيدة هدى نجلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بإعطاء نجله "محمد" بعض هذه الأغنيات التي كانت تحتفظ بها.

ومع استلام الرئيس الراحل أنور السادات، الحكم منع إذاعة هذه الاغاني. 

ومن أشهر هذه الأغاني: "من شعبي إلى عبد الناصر، خمس فدادين، الأرض دي أرضنا، العربي أخو العربي، نداء الوطن، كلنا عمال، يا مسافر المنصورة، تحيا بلادي، ثورة الأحلام".

قال عنه عبد الوهاب: "عبد الغني السيد هو الرجل الذي هزمني مرتين في حياتي.. في المرة الأولى عندما كان منافسًا قويًا لي، وفي المرة الثانية عندما مات فخسرت أقوى وأحب صديق لي".

أعماله السينمائية 

أما سينمائيا فقد قدم عبد الغني السيد 16 فيلمًا، أربعة منها قام فيها بدور البطولة، والأخرى ظهر كفنان فقط أو دور ثانوي.

وأول أعماله كان فيلم "وراء الستار" عام 1937، ثم شارك في أعمالا أخرى منها: "المرأة كل شيء، ضحيت غرامي، البيت الكبير، طاقية الإخفاء، أسرار الناس، نور من السماء".

وشارك أيضا في: "بنت العمدة، سفير جهنم، عريس من أسطنبول، شارع محمد علي"، كما كما شارك بالغناء فقط في أفلام: "عايدة، وراء الستار، بابا أمين، كيلو 99".

زيجاته

أما حياته الشخصية فقد تزوج ثلاث مرات، الأولى كانت من قريبة له وكان زواجًا تقليديًا وأنجب منها "زينب، وبثينة".

الزوجة الثانية كانت ابنة وزير في فترة الأربعينيات والتي أُعجبت بصوته وهندامه، وحين تم التعارف بينهما وطلبت منه أن يقدم لها أسطوانة من أُغنياته هدية لها.

 فأهداها أغنيته الشهيرة "نسيتي حبي"، فأحبته أكثر من خلالها، وتزوجا لعدة أيام فقط قبل صدور قرار من الملك فاروق بتطليقهما كونه لم يرد أن تصبح عادة متبعة ويتزوج البسطاء من طبقات الأعيان.

وتزوج للمرة الثالثة من "شجون توفيق راسخ"، التي عاشت قصة كفاح في تربية أبنائها منه "ليلى، إيمان، محمد"، بعد وفاة "عبد الغني".

وحصلت على لقب "الأُم المثالية" على مستوى الجمهورية عام 1982. أغنية "صافيني مرة"

من مفارقات القدر أن أغنية "صافيني مرة التي اعتذر عبد الغني السيد عن غنائها بسبب رؤيته أنها الأنسب لعبد الحليم حافظ، وبالفعل كانت فاتحة الشهرة له.

مرضه

نوبة قلبية أصابت عبد الغني السيد خلال زيارته لتحية كاريوكا وزوجها الفنان فايز حلاوة، للإصلاح بينهما، فردت عليه بأسلوب قاسِ تأثر منه "السيد" وأحس بالمرارة وعلى إثر ذلك تم نقله إلى المستشفى.

وفي المستشفى زاره العندليب عبد الحليم حافظ قبيل ساعات من رحيله وقال له عبد الغني": "نفسي العب طاولة مع بليغ حمدي وعلي إسماعيل".

ثم طلب منه أن يغني له "في يوم .. في شهر .. في سنة"، وبصعوبة غناها "العندليب" محاولًا إخفاء دموعه تلك اللحظة، بعدها لفظ عبد الغني أنفاسه الأخيرة في 21 أغسطس 1962.

وفاته

 

ورحل الفنان عبدالغني السيد،  عن عالمنا في يوم 9 ديسمبر عام 1962 عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد تعرضه لجلطة في قدمه قبل وفاته بعدة أشهر.

تم نسخ الرابط