أبرز محطات عبد العظيم عبد الحق في مسيرته الفنية

كتبت - أميرة محمد 

في ذكرى وفاته، نستذكر الفنان عبد العظيم عبد الحق، صاحب المواهب المتعددة، الذي جمع بين التمثيل والتلحين والغناء والزجل.

لم تكن موهبة عبد الحق محصورة في مجال واحد، بل تميز في مختلف المجالات الفنية، تاركاً بصمة مميزة في كل منها.

وعلى الرغم من موهبته الفذة، إلا أنه لم يحظ بنفس القدر من التقدير الذي حظيت به مواهبه.

حيث ظل البعض يضعه في خانة الفنان الكومبارس، بسبب ظهوره المتكرر في أدوار هامشية مثل دور الجد أو الأب أو الرجل المتقاعد.

ولد عبد العظيم في قرية أبو قرقاص عام 1905، من عائلة أرستقراطية غنية.

نشاته

 

والتحق بالكتاب كي يتعلم مبادئ القراءة والكتابة ويحفظ القرآن الكريم ويلمّ بأحكامه، كي يلحق بركب طلاب الأزهر كسائر أقرانه.

 وخلال تلك الفترة كان الشيخ الذي يقوم على تحفيظه القرآن يتردد على البيت كي يتلو بعضًا من سور القرآن لجلب البركة.

كما كان ينشد التواشيح الدينية في بعض الأحيان، ومن خلال ذلك بدأت أذن الطفل الصغير تستعذب الصوت الحسن، فأحب أن يكون مثله.

تملكت عبدالعظيم، الرغبة في أن يكون صاحب صوت جميل يطرب كل من يستمع إليه.

فذهب إلى أحد الشيوخ بمدينة طنطا لتلقي علم القراءات.

بدايته الفنية

 

ويذكر في خلال لقاء أُجري معه في برنامج "صفحات من حياتي"، أن الشيخ طلب منه أن يطبق ما تعلمه من خلال

تلاوة آية من القرآن.

تحفز الطفل وشرع في قراءة آية من سورة النور "الله نورُ السماواتِ والأرضِ".

 كان يتوقع أن يستحسن الشيخ أسلوبه، لكن فوجئ به يقول له "أنت قلبت الدنيا كدا ليه، خليت السماء تحت والأرض فوق".

يقول إن هذا الموقف كان هو الدافع وراء دخوله إلى عالم الموسيقى.

واستفاد منه فيما بعد في قياس الجملة الموسيقية مع المعنى العام.

خلال تلك الفترة زار الطفل القادم من محافظة المنيا العاصمة القاهرة، وجد نفسه في شارع عماد الدين، يطوف بمسارحه.

ثم انتقل إلى منطقة روض الفرج؛ فوقع أسيرًا للمسارح المنتشرة بها.

وعندما عاد إلى قريته نقل تلك الخواطر والمشاعر إلى والده والتي انتهت برغبته في الاتجاه إلى عالم الفن.

وهو ما قابله ردة فعل غاضبة وقوية من والده، لأنها اصطدمت بما كان يطمح إليه والده وهو أن يلتحق بكلية الحقوق مثل أخيه "عبدالحميد عبدالحق" الذي كان وزيرًا للأوقاف ثم الشئون الاجتماعية.

وأخيه الآخر الذي كان وزيرًا للمواصلات، رغبة من والده في أن يصبح أبو الوزراء الثلاثة.

خوفًا من العقاب الذي من الممكن أن يطاله من والده طوى الشاب رغبته في الدخول إلى عالم الفن في قلبه، كان ينفذها

من وراء ستار.

وحيل أثناء تواجده بالمدرسة، حيث انضم إلى فريق الإذاعة.

وتعلم العزف على آلة الفلوت والآلات النحاسية، ثم تعلم العزف على الآلات الإيقاعية وهو في المرحلة الابتدائية.

وحفظ أغنيات سيد درويش، حتى لعبت الصدفة دورها، ورتبت له لقاءً مع سيد درويش نفسه.

ليقف أمامه ويغني كل ما حفظه من أغنياته، وبالفعل نال إعجابه وقتها.

لم تنجح محاولات الأب في إثناء عبدالعظيم عن رغبته في الدخول إلى عالم الفن.

مما اضطره إلى الهروب والمكوث فترة في حقول الذرة، ليجد نفسه عضوًا بفرقة أمين صدقي براتب 8 قروش يوميًا.

ثم انضم إلى المعهد العالي للفنون الموسيقية، مزاملًا عبدالحليم حافظ وكمال الطويل.

أعماله الفنية 

حوالي 500 لحن عزفته أنامل عبدالعظيم، منها ألحان عديدة لمطربين معروفين، أصبحت فيما بعد علامة لا يمكن لأحد نسيانها مثل:

لحن أغنية "رايداك والنبى ريداك" لليلى مراد.

والأغنية الشهيرة لمحمد رشدي "تحت الشجرة يا وهيبة"، والتي كتبها عبدالرحمن الأبنودي عندما كان في بداية مشواره الأدبي.

كما غنى للوحدة بين مصر وسوريا والتي كتبها بيرم التونسي وحملت عنوان "وحدة ما يغلبها غلاب"،

كذلك لحن "رسول السلامة" وهي التي غناها سيد مكاوي.

بدأ الممثل داخل عبدالعظيم مع الملحن، حيث يعد أول من أدخل المقدمة الموسيقية في المسلسلات المصرية.

منها "الرحيل، وهارب من الأيام، والضحية".

ووضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام منها "تحت سماء المدينة، مخلب القط، جيش أبرهة".

وظهر في عدد من المسلسلات مثل "عادات وتقاليد، والشهد والدموع، وليالي الحلمية".

وفي السينما كان له بصمة ظهرت في "أرض النفاق والسيد البلطي ويوميات نائب في الأرياف وخان الخليلي والرسالة والسمان والخريف".

 ويُشار إلى إنه رفض التلحين بعد أن رفضت الإذاعة لحنًا قدمة بمناسبة حرب أكتوبر.

واكتفى ببعض الأدوار السينما أو التليفزيون التي تمرر إليه بين حين وآخر.

في اللقاء الذي جمعه مع المذيعة "فريال صالح" قال إنه كان دائمًا ضد فكرة استخدام الآلات الغربية في الموسيقى الشرقية.

وذلك من أجل تحقيق الدمج الذي يضفي سيولة وانتشارًا على الموسيقى العربية.

معتبرًا أنها غنية بما فيه الكفاية لأن رهبان الموسيقى العرب عندما وضعوا قواعد الموسيقى حددوا معها أكثر من 365

سلمًا بعدد أيام السنة.

وربطوها بحركة الأفلاك، في حين إن الموسيقى الغربية لا تملك سوى سلمين فقط "الموسيقى بنت البيئة والأرض اللي نشأت عليها".

فيلم الإرهاب والكباب

آخر أفلامه فيلم "الإرهاب والكباب" مع شريف عرفة ، قدم مشهد لبضع دقائق.

لكنه كان من أكثر المشاهد تأثيراً في السينما العربية هو صاحب الصرخه فى عز الصمت لم يكن يلقيها سواه.

وفاته

توفي الفنان عبدالعظيم عبدالحق في الثالث من شهر أبريل عام 1993 بالقاهرة عن عمر يناهز 88 عاما.