هل تؤثر حروب إسرائيل على علاقتها مع الولايات المتحدة؟ ماذا يحدث في الشرق الأوسط؟
تقرير: ضحى ناصر
ثمة علاقات تعاون وطيدة جمعت بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للحد الذي لا يفصل معه أحد من العوام حول العالم أو في الدوائر السياسية والدبلوماسية أى من الدولتين عن الأخرى.
وتعتبر الولايات المتحدة إسرائيل أهم شركاؤها في منطقة الشرق الأوسط ووفقاً لموقع السفارة الأمريكية في إسرائيل غير أن سياسة إسرائيل تجاه الأزمات الأخيرة التي واجهتها طرأ في مقابلها لهجة جديدة للسياسة الأمريكية ولكن للحديث عن ذلك يجب علينا أن نعود لتاريخ العلاقات بين البلدين .
هاري ترومان كان أول من إعترف بإسرائيل
في الرابع عشر من مايو عام 1948 أصدر الرئيس الأمريكي هاري ترومان بيان الإعتراف بإسرائيل، تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ليتقدم أول سفير أمريكي في إسرائيل، وهو جيمس جروفر ماكدونالد بأوراق إعتماده في الثامن والعشرين من مارس من عام 1949.
التعاون العسكري
وبحسب الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية في إسرائيل فإن العلاقات بين البلدين ترتكز على أكثر من 3 مليار دولار من الدعم العسكري إلى جانب المشاركة في عمليات متبادلة رفيعة المستوى، وتشمل التدريبات العسكرية المشتركة والبحوث العسكرية، وتطوير الأسلحة من خلال القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب والحوار الإستراتيجي كل ستة أشهر إلى جانب تعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب.
التبادل التجاري
تعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لإسرائيل حيث وتُعد أهم خمس صادرات أمريكية إلى اسرائيل :
الماس، والآلات، والمنتجات الزراعية، والطائرات، والأجهزة البصرية والطبية.
وأكبر خمس واردات أمريكية من اسرائيل: الماس، والمنتجات الصيدلانية، والآلات، والأدوات البصرية والطبية، والمنتجات الزراعية.
الاستثمار الأمريكي المباشر في اسرائيل موجه في المقام الأول إلى قطاع الصناعات التحويلية، كما هو الحال مع الاستثمار الاسرائيلي في الولايات المتحدة.
أبرمت الولايات المتحدة واسرائيل اتفاقية تجارة حرة في عام 1985
وهي بمثابة الأساس لتوسيع التجارة والاستثمار بين البلدين من خلال الحد من الحواجز وتعزيز الشفافية التنظيمية.
ومن أجل تسهيل التعاون الاقتصادي، يعقد البلدان مجموعة اقتصادية مشتركة للتنمية كل عام لمناقشة الأوضاع الاقتصادية في كلا البلدين والإصلاحات الاقتصادية المحتملة للعام المقبل.
وإلى جانب تنسيق التبادلات العلمية والثقافية من خلال مؤسسة العلوم الثنائية، والمؤسسة الثنائية للتنمية والبحوث الزراعية، ومؤسسة التعليم الأمريكية الاسرائيلية.
الخلافات حول القضايا الإقليمية ليست جديدة
مع الضغوط الدولية لتحريك عملية السلام لإنهاء معاناة الفلسطينين في قطاع غزة وتحرير الرهائن الإسرائيلين والتوصل إلى إتفاقية لإنتهاء الحرب الدائرة منذ ستة أشهر وإنهاء حالة التوتر الإقليمي والدولي
وبدأت لهجة الولايات المتحدة تختلف ففي بداية الأزمة أكدت واشنطن مراراً على مساعيها الجادة نحو إنهاء الصراع
ومع دعمها الكامل لإسرائيل في حق الدفاع عن نفسها وهو ماجاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن .
وغير إن إزدياد الوضع سوءً ومضي إسرائيل قدماً في ممارساتها جعلا الولايات المتحدة تنتهج نهاجاً مغاير حيث تمثلت في تحذير إسرائيل من القيام بعملية شاملة في رفح.
كما إكتفت الولايات المتحدة بالإمتناع عن التصويت مع عدم إستخدام الفيتو ضد وقف إطلاق النار في مارس الماضي.
واحتج رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو على تلك الخطوة متهماً واشنطن بالتخلي عن سياستها السابقة .
وكشف موقع إكسيوس الأمريكي في فبراير الماضي أن واشنطن تعييد تقييم سياستها مشيراً إلى أن البعض داخل الإدارة الأمريكية يرى أن الإعتراف بفلسطين ربما يجب أن يكون هو الخطوة الأولى على طريق المفاوضات وليست الأخيرة.
مما يعيد للأذهان خلال الإدارة الأمريكية الديمقراطية بقيادة باراك أوباما عام 2009 أي في بداية ولايته الأولى، وكان يرى أن وقف الإستيطان والحلول الدبلوماسية يجب أن تتصدر أولويات إسرائيل فيما فضلت حكومة نتنياهو أنذاك المواجهة العسكرية.
إيران تشعل خلافاً جديداً بين واشنطن و تل أبيب
لكن الأمور ما لبثت أن هدأت بين الحليفتين ومع إعلان إيران في الأيام الماضية عن الإستعداد للرد على الغارة الإسرائيلية مبنى تابع للسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الجاري، والذي أسفر عن مقتل القائد بالحرس الثوري محمد رضا زاهدي وسبعة ضباط أخرين.
وأعلنت واشنطن عن دعمها لإسرائيل مطالبة الجانبين باللجوء إلى الحلول الغير عسكرية والتي قد تجلب كارثة إقليمية للمنطقة، ومع إقدام إيران على تنفيذ إنتقامها مساء أمس السبت، تصدت الدفاعات الإمريكية للقذائف الإيرانية .
وطالبت الإدارة الأمريكية تل أبيب الإكتفاء بالاحتجاج الدبلوماسي لتجنب نشوب حرباً إقليمية مشيرةً إلى مساعيها في الحشد الدولي ضد ماقامت به إيران .
ولكن تل أبيب مازلت تُصر على رد تدفع معه إيران الثمن غالياً بحسب تصريحات عضو مجلس الحرب بيني جانتس.
وبالتزامن مع إنعقاد مجلس الحرب وتأجيل العملية العسكرية في رفح في خطوة قد توحى برغبة حكومة نتنياهو بدراسة آليات رد حاسم على طهران.
الخلافات لا تؤثر على التحالف
وعلى الرغم من الخلافات في وجهات النظر بين الحكومتين إلا إن مجلس النواب الأمريكي، قد أعلن أمس السبت عن دراسة مشروع يهدف إلى دعم إسرائيل ومحاسبة إيران .
وإلى جانب دراسة توجيه حزمة دعم مالي جديدة لإسرائيل مع بحث تخصيص حزمة مالية لأوكرانيا تجنباً، لرفض الديمقراطين الذين يخشون أن يؤثر الدعم المقدم إلى إسرائيل على الدعم المقدم لكييف .
ويبقى التساؤل هل تتخلى واشنطن عن سياستها في حال إرتفعت وتيرة التصعيد بين إسرائيل و إيران أم أن الخلافات فى وجهة النظر ستظل ضمن أُطر محدودة.