رامي عاشور يكشف لـ"القارئ نيوز"أهداف المخطط الإيراني الإسرائيلي
كتبت: أمنية فرج
كشف الدكتور"رامي عاشور"، دكتور العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعضو وفد مصر بمنظمة اليونسكو، في تصريحات خاصة لـ "القارئ نيوز"، عن المخطط الإيراني الإسرائيلي ومكاسب كلا الطرفان خلاف الهجوم المتبادل بينهما.
كيف بدأ السيناريو المخطط له من الطرفين؟
أوضح "عاشور"، أنه عندما تم قصف القنصلية الايرانية في سوريا، استطاعت اسرائيل أن توصل رسالة للإيرانيين، بأنها قادرة على استهداف إيران وغيرها من ضرباتها.
وأضاف المحلل السياسي، هنا بدأ يستشعر الشعب الإيراني عدم الثقة في حكومته وجيشه، لكون أسرائيل تجرأت وقصفت قنصليتهم في سوريا، وشعروا أن قوات الاحتلال حققت انتصار عليهم.
وتابع: ومن ناحية أخرى شعرت الحكومة الإيرانية بأن هيبتها تأثرت واهتزت ليس أمام شعبها فقط، بل في المنطقة العربية بالكامل.
كان لابد من الهجوم الإيراني
وأضاف عضو وفد مصر بمنظمة اليونسكو، أنه في حال تقاعس النظام الايراني عن الرد على الهجوم الاسرائيلي،
سيتسم بالخنوع أمام شعبه، لا سيما في ظل المعارضة الحالية التي يشهدها النظام من قبل الشعب الايراني،
واعترضاته على العمليات القمعية وانتهاكات حقوق الانسان داخل الدولة.
وأكد، كان لابد من الهجوم الإيراني، لكي يستعيد قوته وسلطته وثقته بنفسه أمام شعبه، مضيفا أننا "نستطيع قولنا بأن إيران حققت مكاسب أعقاب هذا الهجوم".
الخطة معروفة منذ البداية
ولفت عاشور، أن إيران أخبرت إسرائيل بالوكالة، بعملية الهجوم ومعادها، واستدل على ذلك، بأن كل الدول المجاورة أغلقت المجال الجوي، وهذا يعني أنهم على علم بالخطة الإيرانية قبل الشروع في تنفيذها.
وأضاف كان لابد من إيران أن تفصح عن الخطة كاملة، لتوخي الحذر من قبل الطرف المستهدف،
حتى لا تنقلب الدنيا فوق رؤوس النظام الإيراني، فبدلا من أن تحقق أهدافها وتعيد ثقتها بنفسها تهدم كل ما فعلته وينهار النظام.
إسرائيل رحبت بالهجوم الإيراني لهذه الأسباب
واستكمل عضو منظمة اليونسكو، وعلى الجانب الاخر، رحبت إسرائيل بالخطة الإيرانية، نظرا لما سيعود عليها من مكاسب وأهداف.
ولفت عاشور، أن الهجوم الإيراني المكون من 60 صارخ، و120 طائرة مسيرة، لم يستطع اختراق المجال الجوي لاسرائيل،
الأمر الذي بث الثقة في نفوس الإسرائليين تجاه حكومة بنيامين نتنياهو، بعدما وصفها البعض منهم بأنها حكومة الضعف والهوان.
وتابع المحلل السياسي، أن حكومة بنيامين نتنياهو جعلت الشعب الاسرائيلي يتهيأ له بأن وجود اليمين المتطرف "بنيامين نتنياهو"، يشعرهم بالأمن والامان، وقدرته على حماية الكيان الصهيوني.
وقال: "وبهذا نستيطيع القول بأن كلا من إيران وإسرائيل حافظا على سلطتهما وأعادا هيبتهما للمنطقة، وأعادا كلاهما الثقة في نفوس شعبهما، وفي نقس الوقت احتفظا كلاهما بقيمة الردع.
ليس من مصلحة إسرائيل التشابك مع إيران
وأضاف رامي عاشور، أن اسرائيل ليس في نيتها استهداف الأراضي الايرانية، بل أنها سوف تستثمر في هذا الهجوم،
في أنه موقف يستدعى الدفاع الشرغي عن النفس.
وبالتالي تكثف من عملياتها العسكرية بمناطق تواجد ووكلاء إيران لا سيما في رفح الفلسطينية لمجابهة حماس.
وفي نفس التوقيت تستهدف حزب الله بلبنان، وكل هذا تحت مسمى الرد على الهجوم الإيراني.
الوجود الإيراني في المنطقة لصالح إسرائيل
وأكد المحلل السياسي، أن إسرائيل ليس من مصلحتها الاعتداء الحقيقي على إيران، لان الوجود الإيراني بالمنطقة،
يعني تطبيع الإسرائليين مع مختلف الدول العربية، وتمكن أمريكا من بيع كم هائل من الأسلحة للعرب.
واستكمل، إسرائيل من مصلحتها اثبات وجودها في المنطقة وتخويف إيران فقط لا مهاجمتها،
وذلك لان إيران دولة إقليمية تسعى لعودة سيادتها على المنطقة وعودة الامبراطورية الفارسية،
وهذا يشكل تهديد على مصالح اسرائيل وأمريكا.
وقال عاشور" كل واحد من الدولتين دول هيبقا عايز يحد من نفوس التاني ، ولكن مش من مصلحته أنه يقضي عليه".
مدى احتمالية قيام حرب عالمية ثالثة
كما أوضح عضو منظمة اليونسكو، أن موضوع الحروب العسكرية والتصعيد، واحتمالية تحول الحروب إلى حرب عالمية ثالثة، هو أمر مستبعد تماما.
وأضاف أن الحرب العالمية تشكل لمصالح هذه الدول أمريكا وإسرائيل، مضيفا أن هذه القوة بعد أن ذاقت مرارة الحرب العالمية الثانية لن يسمحوا بالثالثة مهما كلف الأمر.
واختتم المحلل السياسي حديثه بقول: "ما حدث بين إيران واسرائيل ليس سيناريو بالاتفاق بين الطرفين بشكل مباشر،
ولكن من المرجح جدا أن يكون هذا الاتفاق تم وأدير من قبل الولايات المتحدة عن طريق ووكلائها.