الشيخ محمود صبح.. صوت فريد ومسيرة حافلة بالإبداع
كتبت - أميرة محمد
يصادف اليوم 25 إبريل ذكرى وفاة الشيخ محمود محمد صبح، الذي ولد في يناير عام 1898 في منزل جده لوالدته عالم الحديث الإمام الزرقاني في حوش الشرقاوي بالقاهرة.
عمل والده تاجراً للأخشاب، وفقد بصره في الرابعة من عمره بعد إصابته بالرمد.
على الرغم من فقدان بصره، إلا أن الشيخ محمود صبح لم يستسلم.
بل اتجه إلى حفظ القرآن الكريم قبل أن يتم العاشرة من عمره، وتعلم تجويده ببراعة.
لم تقتصر موهبة الشيخ محمود صبح على حفظ القرآن الكريم وتجويده فقط.
بل برع أيضاً في إنشاد الابتهالات الدينية، وأصبح مؤذن الفجر في العديد من مساجد القاهرة، واشتهر بجمال صوته وقوته.
ملك الموشحات
لقب الشيخ محمود صبح بـ "ملك الموشحات" و "بيتهوفن العرب" نظراً لموهبته الفريدة في غناء الموشحات، وقدرته على تحريك مشاعر المستمعين بألحانه وصداه.
هوى الغناء وتعلم الموسيقى، واستطاع أن يستوعب الألحان الصعبة، تعلم العزف على البيانو الذي كان موجودًا لدى إحدى الأسر العريقة التى تعرف عليها وهى أسرة الفلكى.
وكان أول معرفته بالآلات الموسيقية وعمره 14 عاماً، وأتقن العزف على العود والناي كما حفظ العديد من الأغانى التركية.
تردد على التكايا المولوية ليدرس الموسيقى ويعرف المقامات الموسيقية المستخدمة في تركيا.
وساعده صديقه الشيخ يوسف الكاشف على قراءة الكتب وحفظ الألحان، ومارس الألعاب الرياضية وفى مقدمتها المصارعة.
بدايته الفنية
قرر الشيخ أن يتحول من مقرئ للقرآن إلى مطرب فبدأ التلحين وهو فى الخامسة عشرة من عمرة وسمعه الشيخ سلامة حجازى الذى تنبأ له بمستقبل كبير.
كان يرفض أن يعوله أحد حتى أقرب الناس إليه، ويصر على أن يعول نفسه بنفسه ويرفض أن يصحبه أحد فى مشاويره
ويصر على أنه يرى.
انضم إلى فرقة دار التمثيل العربى فى عام 1932 كمطرب، ثم مطربا بالإذاعة الأهلية فى عام 1934.
وعند افتتاح الإذاعة المصرية تم الاستعانة به ليكون من رواد الإنشاد والغنا.
فكان يبدأ الإذاعة بتلاوة القرآن ثم الابتهالات الدينية ليغني بعدها بعض أدواره ثم يختمها بالتلاوة مرة أخرى.
حتى لقب بملك الإذاعات الأهلية، سجل له الخواجة ميشيان الأرمني شركة إنتاج الأسطوانات الموسيقية المصرية أسطوانات لأدواره وموشحاته، كما سجلت شركة أوديون أعماله.
وأصبح له عشاق كثيرون يحبون الاستماع إليه سواء كان غناءً أم عزفًا على العود، وامتدت شهرته إلى الأقطار العربية.
دُعى إلى افتتاح إذاعة القدس ١٩٣٦ وأبهر الحضور عندما قرأ القرآن وغنى وعزف على الناي والعود.
شن حملة على الفنان محمد عبدالوهاب الذي اهتم بتطوير الغناء والموسيقى.
لدرجة أنه كان يقطع غنائه على الهواء مباشرة ويهاجمه ويعود للغناء مرة أخرى.
أول من لحن البرامج الغنائية فى الإذاعة المصرية ففى عام 1935.
لحن البرنامج الغنائي "تتويج فرعون"، قدم فيها ألوانًا جديدة من الغناء الموشح والقصيدة والدور والأغنية عام 1940.
ووضع عشرات الأدوار والموشحات، كما ألف العديد من السماعيات، ومن أهم مواويله
"سلطان جمالك على أهل الغرام حاكم"، و"طول الليالى وأنا طيفك على بالى".
امتدت إبدعاته إلى المسرح الغنائي فكانت له جهود ناجحة فلحن رواية عنترة لفرقة جورج أبيض لأحمد شوقى، وأوبرا
عقيلة لبيرم التونسي.
يعتبر علما من أعلام فن الموشحات فقد تأثر بالالحان التركية والفارسية.
وأشهر موشحاته (رب قلب من غرام دأب من سحر العيون )، (يا نديم الروح)، (أيها الساقى).
وهو صاحب مدرسة في الموسيقى والغناء وتتلمذ على يديه المطرب وديع الصافي، ورياض البندك.
وفاته
تزوج مرتين وأنجب من زوجته الثانية ثلاثة أبناء، توفى فى 25 أبريل عام 1941.
بعد حياة عاشها يرتل القرآن ويؤذن الفجر ويلحن ويغنى وينفخ فى نايه.