«الرئيس الأمريكي» بين الاستنكارات لقمعه الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة
متابعه: محمد جوده
بداية لابد أن أتساءل كما يتساءل الجميع هل أدرك العالم الآن، ولاسيما؛ العالم العربي والإسلامي خداع وزيف الولايات المتحدة على مدار عقود لزعمها الدفاع عن حرية التعبير، وحماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية! التي كانت تفرضها على بعض الدول؟
جرائم الابادة الجماعية في غزة
وهل نشاهد إدانات من الدول العربية والإسلامية بكل شدة لقمع الحكومة الأمريكية للمتظاهرين السلميين في الجامعات الولايات المتحدة لمطالبتهم بوقف جرائم الابادة الجماعية والتجويع الممنهج في غزة؟
التظاهر في الجامعات الأمريكية
كانوا يستنكروها ويدينوها في دولنا؟، رغم أننا لم نشاهد قمع وحشي للمتظاهرين كما نراه الآن في الجامعات الأمريكية؟
لقد شاهد العالم بأسره ما يحدث الآن في الجامعات الأمريكية
القيم الغربية والأمريكية بشأن حرية التعبير التي تتهاوىّ حين ما يتعلق الأمر بإسرائيل!.
السياسات الأمريكية
وهنا أثمن في مقالي الموقف الأخلاقي لطلبة الجامعات الأمريكية ولكافّة المتظاهرين
الذين يعبرون عن زيادة حالة الوعي المجتمعي وخاصةً الشباب
وفي مواجهة السياسات الأمريكية الداعمة لجرائم الإحتلال الوحشية واللا إنسانية في غزة.
إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان والحرية
ونؤكد؛ على حق المواطنين الأمريكيين في التظاهر السلمي، وأن مايحدث الآن من قمع لهؤلاء المتظاهرين الذين تحركت لديهم الإنسانية بشأن المأساة الغير مسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بأكملة
يعُد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان ولحرية التعبير التي حث علي حمايتها القانون الدولي التي كانت واشنطن ضمن الدول التي قامت بتأسيسه.
حملة القمع الخبيثة
لذا؛ نعرب عن إدانتنا لحملة القمع الخبيثة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية ضد طلاب الجامعات
الذين يحتجون تأييداً للشعب الفلسطيني الذي يباد على الملأ بالسلاح الأمريكي.
فكان يجب على إدارة "جوبايدن" أن تخجل من إدعاءات الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير وهي تدوسها في عقر دارها
وأن تدرك أن العالم لم يعُد يرىّ فيها الآن إلا الشر المطلق الذي يُهدد البشرية جمعاء
مظاهرات تأييد الشعب الفلسطيني
وكان المتظاهرون المؤيدون للشعب الفلسطيني في غزة نظموا خلال الأيام القليلة الماضية، مظاهرات في العديد من الجامعات الأمريكية.
مطالبات بسحب الأموال الداعمة لإسرائيل
يطالبون إدارات جامعاتهم بسحب الأموال من الشركات التي تستفيد منها الحرب الإسرائيلية على غزة
وكان ضمن مطالبهم أيضاً قطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية.
اشتعال وتيرة الاحتجاجات
وتوسعت وتيرة الإحتجاجات في أمريكا حيثُ أطلق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من:
الكليات والجامعات المختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
ووصل عددها لأكثر من "75 "جامعة مظاهرة مشتركة في حرم جامعة جورج واشنطن
مواصلة الإحتجاجات الوطنية ضد رد إدارة "جوبايدن" على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
مساندات طلابية من أجل غزة
وفى تطور هام وخطير، بدأت الإتحادات العمالية الامريكية "UAW” والتى تمثل قوة لا يستهان بها في التأثير على القرار الأمريكي إعلان مساندتها للحركة الطلابية من اجل غزة
وأعرب "872 "عضو من مجلس إدارتهما عن دعمهم لمخيم التضامن الطلابي لـ "غزة " في جامعة جنوب كاليفورنيا وغيرها من الجامعات الأمريكية.
تفاصيل مكالمة نتنياهو و رئيس أمريكا
وأفزعت الإحتجاجات الطلابية رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الذي سارع بالإتصال بالرئيس الأمريكي "جوبايدن"
قائلاً: إن الإحتجاجات في الجامعات الأمريكية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة "مروعة" ويجب إيقافها
وذلك بإستخدام تعليقاتةُ العامة الأولىّ حول هذا الموضوع لنقد المتظاهرين الطلاب وتصويرهم على أنهم معادون للسامية!؟
إدعاءات "نتنياهو" للحرم الجامعي
وأضاف "نتنياهو "ما يحدث في حرم الجامعات الأمريكية أمر خطير مدعياً؛ أنه إستولت الحشود المعادية للسامية على الجامعات الرائدة
وتابع إنهم يدعون إلى إبادة إسرائيل، وإنهم يهاجمون الطلاب اليهود وإنهم يهاجمون الكلية اليهودية، وفق الصحف الأمريكية.
وخرج بعض الطلاب اليهود في وقت لاحق وكذبوا إدعاءات "نتنياهو" ووصفوها بالتحريضية وأن الطلاب اليهود في أمان.
ذعر رئيس حكومة الإحتلال اليمينية
ألفت في مقالي إلى سبب هذا الذعر لرئيس حكومة الإحتلال اليمينية المتطرفه بشأن إحتجاجات جامعة كولومبيا بالذات لأن الطلاب هناك ليسوا مجرد طلاب عاديين.
بل إنهم أبناء أعضاء الكونغرس الأمريكي ورجال الأعمال وهم قادة أمريكا القادمين
الذين رفضوا وصف تصريحات "نتنياهو " لهم بأنهم معادون للسامية
وأن مطالبتة للرئيس الأمريكي بوقف الإحتجاجات فوراً تدخل سافر في شؤون الولايات المتحدة الداخلي
وقال؛ بعض المتظاهرين من الطلاب إن ما كان يُقال سراً وبشكل سياسي ودبلوماسي أصبح يُقال علنا وبكل صفاقة وتبجح وإجرام!
أراء الطلاب المتظاهرين
فلا يحق لرئيس حكومة دولة أجنبية تطلب من دولة أخرىّ، ومن المفترض أنها دولة عظمىّ
وبتحكم العالم في خطاب رسمي معلن، أنها تردع طلابها الجامعيين وتمنعهم من الخروج في مظاهرات!
ووفق ماقال أحد الطلاب المتظاهرين على منصة التواصل الإجتماعي “X"
اعتبر بعض الطلاب بعد ما أنضم طلاب "جامعة هارفارد" الآن إلى حركة المخيمات لدعم غزة
تصريح" نتنياهو" المذعور الذي يقارن الإحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية بألمانيا النازية.
اعتراض "بن غفير" على إدارة "بايدن"
ألفت؛ إلى ماهو أشد جنوناً وجرما وتطاول سافر على شعب واعي
وأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" يعرض على إدارة "بايدن" المساعدة في تكوين ميليشيات عسكرية من اليهود
تتصدى لتلك الإحتجاجات، والذي أعتبره بعد المحللين والسياسيين جنون وتطرف وجموح
وخروج عن المألوف ويعُد كسر لكل القواعد والسياسات والبروتوكولات المتبعه.
تصريح رئيس مجلس النواب الأمريكي عن حماس
وألفت؛ أيضاً إلى تصريح رئيس مجلس النواب الأمريكي بأن حماس دعمت الإحتجاجات في جامعة كولومبيا!
وتصريح آخر له يقول: فيهإن دعم إسرائيل واجب إنجيلي !!
وأتساءل؛ هنا هل هذا رئيس مجلس نواب أكبر دولة في العالم؟!
كانت حماس كما تدعي أنها دعمت الإحتجاجات في الجامعة إذا "حماس" قد إخترقت أمريكا
وبهذا فهي دولة كبرىّ وليست حركة!؟، وإحتجاجات الجامعات الأمريكية تثير سُعار الغزاة وأتباعهم
وأصبحت فلسطين تتسيّد العالم وغزة تمسك بخناقه!!.
تصريح رئيس مجلس النواب
وبشأن: تصريح رئيس مجلس النواب الآخير "دعم إسرائيل واجب إنجيلي" يؤكد؛ أن الحرب في غزة حرب دينية، وأن الإبادة وجريمة التجويع تتم بمباركة وإدارة أمريكية
أضاف أنها حرب على الإسلام، لأنه في حين تتعالىّ الأصوات داخل الولايات المتحدة
مطالبةً بوقف دعم إسرائيل بسبب حربها الوحشية على قطاع غزة
ويقول رئيس مجلس النواب "مايك جونسون" إن مساندتها واجب ديني إنجيلي
ولم يقف حديثه عند هذا الحد بل زعم "جونسون" أن هناك توجيهاً في الإنجيل يدعو للوقوف إلى جانب إسرائيل!، وأن إسرائيل حليف حيوي للولايات المتحدة
وأن معظم الناس يفهمون ضرورة تمويل الإسرائيليين الذين قالوا؛ إنهم يقاتلون من أجل وجودهم
وأن إسرائيل هي الديمقراطية الثابتة الوحيدة في الشرق الأوسط وأنها ستنتصر طالما إستمر الدعم الأميركي لها.
اعتقال الطلاب الأمريكيين
ينبغي على قيادة جامعة كولوبيا أن تتعلم من احتجاجات عام 1968 لأن الإتصال بالشرطة لإعتقال الطلاب
ولم يؤد إلا إلى تأجيج التوترات في الحرم الجامعي في ذلك الوقت ووسع نطاق التوتر
رئيسة جامعة كولومبيا
وستكون هذه المرة مختلفة بالفعل، وإذا أقنعت "نعمت شفيق" رئيسة جامعة كولومبيا، العالم بأي شيئ خلال هذه الأيام الكارثية العديدة الماضية
ومن شبه المؤكد: أنه لا يوجد موقف في الحياة التنفيذية الأمريكية على أنه لا شكر أو مستنفد أو أقل تحسد عليه من إدارة مؤسسة أكاديمية كبرىّ في عصر التحريض المزمن والإنعكاسي
وتعرضت "شفيق" لإنتقادات واسعة لإستسلامها للجمهوريين في الكونغرس في جلسة إستماع حول معاداة السامية الأسبوع الماضي
وسرعان ما وجد المنتقدين وأنا واحد منهم أنها لم تكن تكاد تملقة بما فيه الكفاية.
النواب الجمهوريين المنحازين لإسرائيل
ودعا هؤلاء النواب الجمهوريين المنحازين لإسرائيل ويدعموها دعم مطلق في حرب الإبادة على غزة
وإنضم إلى رفضهم عدد كبير من الديمقراطيين، إلى إستقالة "نعمت شفيق" وسط تصاعد المظاهرات الطلابية لصالح القضية الفلسطينية
وفي الوقت نفسه إجتمع ما يقرب من "100" عضو من جامعة كولومبيا وبارنارد، الذين يمثلون مجموعة متنوعة من الآراء حول الحرب نفسها
لإدانة قرارها إستدعاء إدارة شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي لإعتقال الطلاب في إحتجاج سلمي.
في حين أن هناك إجماع واسع جداً على أن جلب الشرطة كان متسرعاً وعكسياً
رفض المحاكم الأمريكية التهم المنسوبة إليهم
ورفضت المحاكم الأمريكية جميع التهم المنسوبه إليهم في صفعة غير مسبوقة للإدارة الأمريكية ونالت ترحيب واسع النطاق من المجتمع الأمريكي.
وكان يجب على رئيسة جامعة كولومبيا والسلطات الأمريكية فهم الماضي جيداً لأنه أمر بالغ الأهمية لفهم الإضطرابات التي تشهدها عموم الولايات المتحدة الآن
وفي ربيع عام 1968، تحرك رئيس جامعة كولومبيا"غرايسون كيرك"، على الإضطرابات التي أصبحت نقطة إنعطاف في موجة نشاط الحرم الجامعي التي كانت تعيد توجيه التاريخ
تعبيرات الغضب في كولومبيا
وبحلول نهاية أبريل، تجاوزت تعبيرات الغضب بشأن علاقات جامعة كولومبيا بصناعة الدفاع، وبالتالي التشابك الأمريكي في فيتنام
وفضلاً عن: خطتها غير المدروسة بشكل فريد لبناء صالة ألعاب رياضية خاصةً على الأراضي العامة في هارلم، وأكثر من الهتافات والعلامات المرسومة باليد
وفي غضون أيام إحتل الطلاب خمسة مباني، وإستولوا على مكتب الرئيس، وأخذوا العميد هنري كولمان كرهينة، وإحتجزوه في مكتبه لمدة 24 ساعة.
وتبع ذلك 7 أيام من الإضطراب المتصاعد قبل إحضار إنفاذ القانون لتفكيك الإنتفاضة
مما أدىّ إلى إعتقال المئات من الطلاب وإصاباتهم، وفوضىّ على المستوىّ التالي وإضراب وإستقالة "كيرك" آنذاك
وبعد أكثر من نصف قرن إستغرق الأمر "نعمت شفيق" ذات الأصول العربية حوالي 24 ساعة لمعرفة أنه تم القبض على مجموعة أصغر بكثير من المتظاهرين، حوالي 108 في المجموع.
التضامن مع غزة
وأقاموا مخيماً في الحديقة الجنوبية تضامناً مع غزة، وحتى الشرطة بدت مرتبكة بشكل غامض، وصف "جون شيل"، رئيس الدوريات في القسم، الطلاب المستهدفين بأنهم "سلميون"
وقال لمجموعة من المراسلين بعد الإجتياح أنهم تفاعلوا مع الطلاب بدون مقاومة على الإطلاق، وكانوا يقولون ما يريدون قوله بطريقة سلمية.
انقسام جامعة تكساس
وختاماً: بعد الإعتقال الجماعي، إنقسمت جامعة تكساس في أوستن حول دور الشرطة في الإحتجاجات المؤيدة للفلسطين
وفي اليوم التالي من توّسع الإحتجاجات الطلابية لإعتقال 57 شخصاً خلال الإحتجاجات في جامعة تكساس
وينقسم الطلاب بسبب حملة الشرطة، تجمع مجدداً المئات لمظاهرة تهدف إلى الضغط على جامعة تكساس
في أوستن لسحب الإستثمارات من مصنعي الأسلحة الذين يستفيدون من الحرب الإسرائيلية في غزة
وكذلك للتعبير عن معارضتهم لحملة الجامعة على برامج التنوع والإنصاف والشمول"DEI"
والملفت أن المتظاهرون كانوا يحملون لافتات تحمل رسائل
وبما في ذلك "أنقذوا غزة" و"اليهود من أجل فلسطين حرة" و"جاي هارتزيل جبان"
وفي إشارة إلى رئيس جامعة تكساس في أوستن، في حين أن البرج الذي يهيمن على حرم الجامعة وذكرىّ الإعتقالات الأخيرة كان يلوح في الأفق عليهم.
وتتواصل الإحتجاجات الطلابية لنصرة غزة متحدّية القيود وإمتدادها إلى عشرات الجامعات بمختلف ربوع أمريكا، ومنها:
جامعات رائدة
هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا
وألحقها، إتساع غير مسبوق للإحتجاج الطلابي في دعم فلسطين بجميع الولايات المتحدة، وأن خيام جديد نصبت في تلك الجامعات وأخرها جامعتي "نورث كارولينا وأريزونا"
ووسط إستمرار الحراك الطلابي التي تطالب مؤسسات التعليم العالي بإدانة الحرب على غزة وسحب إستثماراتها من شركات إسرائيلية
وفضلاً عن إمتداد الحراك إلى جامعات أخرىّ في دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا شهدت جميعها مظاهرات حاشدة وداعمة لتلك الجامعات الأمريكية
وليعرف "نتنياهو" التي أفزعه هذا الحراك التي لم تشاهده الولايات المتحدة لأكثر من نصف قرن أن المد قد بدأ، وأن الوقت أصبح ضده وضد حكومتةُ العنصرية والتاريخ يُصنع من عقر دار حليفتهم.
حركة الحرم الجامعي في الولايات المتحدة
وأؤكد: في مقالي أن حركة الحرم الجامعي في الولايات المتحدة المستمرة التي إنبثقت من جامعة كولومبيا لم تأتي بسبب معاداة اليهود
كما زعم أو يظن البعض "لا" بل نشأت من صدمة عميقة بسبب العنف البشع والعشوائي الذي مارسته إسرائيل على الفلسطينيين في غزة، وما الذي تكشفه إحتجاجات كولومبيا عن أمريكا؟
ما كشفته هذه الإحتجاجات بشكل أكثر وضوحاً بالنسبة لي ليس أزمة ثقافة الطلاب أو التعليم العالي الأمريكي
أدعىّ البعض، بل أزمة سياسية في الولايات المتحدة تركز على السياسة الخارجية للبلاد
وعلى وجه التحديد علاقتها الوثيقة والطويلة الأمد مع إسرائيل ودعمها الأعمىّ والمطلق لها
هل حان الوقت لكي نتساءل ويتساءل الأمريكيون أنفسهم، ومبادلة موضوع إسرائيل والفلسطين بموضوع آخر
وكانت حركة إحتجاج طلابية مثل هذه تحدث على هذا النطاق في بلدان أخرىّ، فماذا سيكون رد الولايات المتحدة؟
إدانات عالية من المتحدثين في أمريكا
ما أؤكدة؛ قبل أن أنخيله بسهولة هو إدانات عالية من المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية وإفتتاحيات في الصحافة الأمريكية الرائدة حول التعصب الإستبدادي أو إضمحلال الديمقراطية.