"كوكب الشرق" أبرز محطات أم كلثوم الفنية ووصيتها الأخيرة
كتبت - أميرة محمد
على الرغم من مرور ما يقرب من 49 عامًا على رحيل كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، إلا أنها لا تزال حاضرةً في ذاكرة الأجيال.
حيث نجدهم يسمعون ويدندنون أغانيها الخالدة في كل مكان، من المقاهي إلى الراديو والتلفاز، بل وحتى في منصات التواصل الاجتماعي.
تعد أم كلثوم رمزًا للفن العربي الأصيل، حيث تميزت بأغانيها التي تعكس ثقافة وحضارة الوطن العربي، ولحنها كبار الموسيقيين مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي.
تثير أغاني أم كلثوم إعجاب الجيل الجديد، حيث نجد الكثير من الشباب يرددون أغانيها بكل حب وشغف، معبرين عن إعجابهم بصوتها العذب وكلماتها العميقة.
نشأتها
ولدت أم كلثوم باسمِ فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وبدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، حيث غنّت مع والدها في الموالد والأفراح.
انتقلت إلى القاهرة عام 1922، وشكلت أول فرقة موسيقية لها عام 1926.
بدايتها الفنية
كان لقاء أم كلثوم بالشاعرِ أحمد رامي والملحنِ محمد القصبجي نقطة تحول هامة في مسيرتها، حيثُ ساعدها ذلك على تحقيق شهرة واسعة من خلالِ مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسية" عام 1928.
كما شاركت بصوتها في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932.
مع إنشاءِ الإذاعة المصرية عام 1934، كانت أم كلثوم أول فنانةٍ تشارك فيها، لتصبحَ نجمةً لامعةً على شاشتها.
شاركت أم كلثوم في العديدِ من الأفلامِ، ثم تفرغت للغناءِ فقط، تاركةً لنا إرثًا غنيًا من الأغاني الخالدة مثل: "أنت عمري"، "الأطلال"، "حب إيه"، "ألف ليلة وليلة"، و"للصبر حدود".
مرضها
في الفترةِ الأخيرة من حياتها، عانت أم كلثوم من بعضِ المشكلات الصحية، خاصةً في القلب.
في 30 يناير 1975، نُقلت إلى مستشفى المعادي العسكري بعد تعرضها لنزيفٍ في المخ، ودخلت في غيبوبةٍ كاملةٍ بسبب توقفِ الكلى عن العمل ومضاعفاتٍ في القلب.
أثارت حالةُ أم كلثوم الصحية قلقَ المصريين جميعًا، واهتم بها الرئيسُ محمد أنور السادات بشكلٍ خاص، حيثُ كان يعتبرها من أهمِ المشاريع القومية المصرية.
وفاتها
بعد ثلاثةِ أيامٍ من دخولها المستشفى، أعلنَ الأطباء أن إصابةَ أم كلثوم في المخ لا يمكنُ علاجها، وأن حالتها تتدهورُ بشكلٍ سريع.
في 3 فبراير، خرجَ عنوان مفجعٌ في صحيفةِ الأخبار: "ماتت أم كلثوم".
وصيتها الأخيرة
قبل وفاتها، أوصت أم كلثوم بدفنها بجوار والدتها في مقبرة بالبساتين، وأوصت حارس المقبرة بتلك الوصية قائلة: "لما أموت تدخلني جنب أمي وتقفل العين ماتفتحهاش علينا تاني أبدًا".
فقد أشترت أم كلثوم مقبرة بالبساتين وكانت أول من دفن في تلك المقبرة هي والدتها، وقبل وفاتها بوقت قصير وعندما كانت تمر أم كلثوم من المقابر أوصت حارس المقبرة بتلك الوصية.
ويذكر أن رحلت أم كلثوم في 3 فبراير 1975 عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد صراع مع المرض.
وخلّفت وراءها مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من 50 عامًا، قدمت خلالها أجمل الأغاني العربية التي لا تزال تُخلّد في ذاكرة محبيها.