سر استخدام أم كلثوم المنديل والنظارة السوداء

كتبت - أميرة محمد 

أم كلثوم، كوكب الشرق، سيدة الغناء العربيّ، رحلت عنا في 3 فبراير 1975، تاركةً وراءها إرثًا فنيًّا خالداً لأكثر من قرن.

نشأتها 

ولدت أم كلثوم في إحدى قرى محافظة الدقهلية، وبدأت مسيرتها الفنيّة مبكرًا، حيث برز صوتها المميّز منذ صغرها. 

بدأت الغناء مع والدها في الموالد والأفراح، ثمّ انتقلت إلى القاهرة عام 1922، لتبدأ رحلتها نحو النجومية.

لم يجتمع العرب على شيء مثلما اجتمعوا على صوت أم كلثوم.

فقد تميّزت بشخصيتها القوية واحترامها لنفسها وفنّها، فاحترمها الملوك والزعماء وعامة الشعب على حدٍّ سواء.

أصبح صوتها رمزًا للعروبة، متمكنًا من توحيد الوجدان العربي.

تميّزت أم كلثوم في معظم حفلاتها الغنائية بإطلالة مميزة تركت بصمة في أذهان جميع محبّيها. 

ارتبطت ملامح شخصيتها بالمنديل الطويل الورديّ وارتداء النظارة السوداء.

سر استخدام المناديل

يرجع سرّ المناديل التي كانت تحملها أم كلثوم أثناء غنائها على المسرح إلى إصابتها بمرضٍ يسبب زيادةً في نشاط الغدة الدرقية.

ممّا أدّى إلى زيادة تعرق كفي يديها. فكانت تحرص على حمل المنديل لتجفيف العرق.

ومع استمرار إطلالتها بالمنديل في الكثير من حفلاتها الغنائية، أصبح المنديل جزءًا من شخصيتها.

سر استخدام النظارة السوداء

أمّا النظارة السوداء، فكانت ترتديها بسبب إصابتها في عمر الخمسينات بمرض الغدة الدرقية التسمّمية في عينيها، ممّا أدّى إلى جحوظ العينين.

فكانت لا ترغب في رؤية الجمهور لعينيها، لذلك كانت ترتدي النظارة باستمرار في معظم حفلاتها الغنائية ومقابلاتها التلفزيونية.

خوفٌ من الجمهور

على الرغم من مكانتها السامقة في قلوب محبّيها، إلّا أنّ أم كلثوم كانت تشعر بالخوف من الجمهور. 

ففي إحدى المقابلات الإذاعية مع الإعلامي وجدي الحكيم، علّلت سبب إطلالتها بالمنديل.

قائلةً: "خوفي من الجمهور علشان بعمله ألف حساب هو سبب ظهوري بالمنديل".

رحلت أم كلثوم، لكنّ فنّها بقي خالِدًا، محفورًا في ذاكرة الأجيال. 

فصوتها يلامس القلوب ويُحرك المشاعر، وكلماتها تُعبّر عن الحبّ والحياة والوطن.