«التخييم» رحلة دافئة حول نيران الحطب
بقلم: نهى علي
حينما يُذكر التخييم، كل ما كنت أفكر به هو رحلة دافئة حول نيران الحطب، وطهي طعام لذيذ في مكانٍ جميل بينما يجلس بعض الأهل والأصدقاء أمام الخيمة.
في مكان في الغابة بين الأشجار، أو مكان أمام المحيط حيث تتسارع الموجات، أو حتى ربما في الصحراء..
لطالما فكرت في التخييم كشيء أشبه بنزهة، ومازلت أفكر فيه بتلك الطريقة، ولكن منذ العام المنصرم.. منذ السابع من أكتوبر 2023.
ومنذ انتقلت العائلات الفلسطينية من غزة من بيوتهم، وأصبح الكثير يعيشون في خيم.. تغيّرت مخيلتين قليلًا.
في الواقع، ربما تغيرت مخيلتي كثيرًا فإلى جانب نيران الحطب، لا يسعني إلا أن أفكر أيضًا بنيران الاحتلال.
بجانب الطعام اللذيذ، لا يسعني إلا أن أفكر أيضًا في عدة أطفال ماتوا وهم جوعى.
لا تسيء فَهمي؛ فأنا مازلت أرغب بالتخييم يومًا ما، أرغب أن أستمتع به وبكل شيء آخر، لكني آمل أيضًا أنه يومًا ما سيتمكن أطفال فلسطين من الاستمتاع دون خوف.
أريد أن أبتسم بسعادة وأنا أعلم أن فلسطين سالمة، وغزة آمنة، والأطفال يعلمون أن الحق أتى بفضل الله ولأن هناك من لم يرضوا بما كان يحدث، واختاروا أن يتخذوا موقفًا حاسما.