بقلم: أحمد مسعود
تجولت داخل طرقات نفسي ابحث عن نور لأضئ به تلك الطرقات الحالكة السواد، تعثرت وتخبطت لكن عيناي بدأت تعتاد الظلام وتألفه.
عثرت علي كتاب ذكريات في ذلك الظلام ، ما كل تلك الصفحات المتهرئة الممزقة ؟!
تلك أقصوصة لم تكتمل ، ورسمه لم تنتهي، وصورة احترق نصفها
[caption id="attachment_128480" align="alignnone" width="300"]
سرمدية المواطن[/caption]
ابحث عن شئ يدفعني للحياة، شئ يجعلني أكمل ممارستها.
حككت بين فخدي في قوه، تساقطت مئات الفئران تجري في الممرات المظلمة تبحث عن طعام
لم تجد ما تأكله فعادت لتقرض بعضا من أطرافي ، لم اشعر بالألم ولكن غمرني التعاطف معها.
كان نباح عصافير بطني يصم الأذان، رأيت حشود غفيرة تجري بجنون نحو كسرة خبز تلوح في الأفق البعيد
انطلقت في سرعة مكللة بالعنف نحو تلك الكسرة
كانت الكسرة كلما اقتربت منها ابتعدت
أشم رائحتها فقط وشيئا فشيئا بدأ الظلام ينقشع والصورة تتضح لأري ذلك الجبل الذي احمله علي صدري
رفعت بصري فوق عنقي المنكسرعلي الأرض في إذلال مهين لأري دراكولا عملاق يحمل كسره الخبز يرمي قطعه في الهواء
نتقاتل عليها فتسيل الدماء ليشربها بكل استمتاع، تتبعه الفئران في كل مكان .
تمنيت لو أن الظلام لم ينقشع، كان الظلام يحمل الأمل في ذلك العمى الذي يسببه
لكن النور حمل اليأس المميت في داخله ليكتسح الأمل من كل جنبات النفس، انه اليأس القاتل يحمل السواد الي النفس .
صعدت الي سريري القديم الذي يشبه القبر لأنام مبكرا فعملي ينتظرني غدا في الصباح الباكر وتلك الفئران تريد أن تأكل ..
[caption id="attachment_128479" align="alignnone" width="194"]
سرمدية المواطن[/caption]
[caption id="attachment_128523" align="alignnone" width="217"]
الدكتور أحمد مسعود[/caption]
موضوعات متعلقة
لعنة البارود
عنترة في ذاكرة التاريخ
“السيالة”.. لسه مش عارف يِفَرق بين ورق المدارس وكرسات الرسم