نجمة إبراهيم "ملكة الشر" التي خطفت الأضواء بأدائها المميز
في ذكرى رحيلها، نستذكر اليوم الفنانة القديرة نجمة إبراهيم، التي اشتهرت بأدوار الشر التي حفرت اسمها في ذاكرة السينما المصرية.
نشأتها
ولدت نجمة إبراهيم لعائلة يهودية، واسمها الحقيقي هو بوليني أوديون، بدأت حياتها الفنية كممثلة كوميدية ومطربة وراقصة، قبل أن تتحول إلى أدوار الشر التي تميزت بها.
بدايتها الفنية
وكان أول ظهور لها على المسرح من خلال فرقة نجيب الريحانى، واسمها الحقيقي بوليني أوديون، وكانت ملامحها توحي بالشر، إلا عرف عنها طيبة القلب. اشتهرت نجمة إبراهيم بجملها الخالدة التي مازالت عالقة في أذهاننا حتى اليوم، مثل "قطيعة محدش بياكلها بالساهل" و"الولية عضت إيدى وأنا بخنقها تقولش عدوتها". أصبحت نجمة إبراهيم مصدر رعب للأطفال، حيث استخدمتها بعض الأمهات كسلاح لتهديد أبنائها، خاصة بعد دورها الشهير في فيلم "ريا وسكينة" عام 1953. 
أعمالها الفنية
قدمت نجمة إبراهيم العديد من الأفلام الناجحة، منها "اليتيمتين، والحرمان، ولن أبكي أبدًا، والليالي الدافئة، وإسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، وصراع الأبطال". فضلت نجمة إبراهيم أن تدفن في مصر حسب وصيتها، ورفضت مغادرة مصر إلى إسرائيل كما فعلت شقيقتها "سيرينا". تبرعت نجمة إبراهيم بربحها لصالح الجيش، ومنحها الرئيس الراحل أنور السادات وسام الاستحقاق لعطائها. أشهرت نجمة إبراهيم إسلامها في 4 يوليو 1932، واختارت اسم "نجمة داود إبراهيم". وقد وردت وثيقة نادرة تؤكد إشهارها للإسلام، وتقول الوثيقة: "إنه في يوم 4-7-1932، وفي حضوري أنا وكيل شياخة الأزهر والواضح ختمي وتوقيعي أدناه وبحضور الشهود الواضعين أختامهم وتوقيعهم أدناه".
وأضافت: "قامت السيدة بوليني أوديون بنطق الشهادتين وإشهار إسلامها واختيار اسم جديد لها وهو نجمة داود إبراهيم". وتابعت: "وطلب توثيقه ويحق لها التوقيع به وقد قدمنا الطلب إلى السيد شيخ الأزهر، وقد حدد لها 40 يومًا للمراجعة". واستكملت: "والتأكد قبل أن توثق لها الشهادة ويصدر لها التوقيع وصحته من قبل المحكمة وإخطار الحاخامية بذلك". لكن حياتها لم تكن خالية من التحديات، ففي نهاية مسيرتها الفنية، واجهت نجمة إبراهيم صعوبات شديدة، بدءًا من ضعف شديد في البصر يهدد بفقدانها نهائيًا. ولكن على الرغم من تلك الظروف القاسية، لم تستسلم نجمة إبراهيم واستمرت في ممارسة فنها. حيث شاركت في مسرحيات مؤثرة مثل "يا طالع الشجرة" و"ياسين وبهية" وهي تعاني في صمت من فقدان بصرها. 
قرر الرئيس جمال عبد الناصر علاج نجمة إبراهيم على نفقة الدولة في إسبانيا، وعادت مبصرة، لكن الشلل ألم بها.
وفاة الفنانة نجمة إبراهيم
مما أجبرها على الاعتزال والاختفاء لسنوات طويلة حتى رحيلها في 4 يونيو 1976، تاركةً خلفها إرثًا غنيًا من الأعمال الفنية. رحلت نجمة إبراهيم تاركة بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري، ورمزًا للمرأة القوية المكافحة التي لم تستسلم للصعاب.