"الشاذلي" يروي تفاصيل أقصر خطبة لـ حرب أكتوبر

كتب الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، بفترة حرب أكتوبر عام 1973، مذكراته للحرب وكيف تم التخطيط لها وتفاصيل الحرب بأكمله، باعتباره كان العقل المدبر لهذه الحرب، وتحتوي مذكراته على معلومات مثيرة عن الحرب وتفاصيله في عدة زوايا.

أقصر خطبة في حرب أكتوبر

ووثق الشاذلي في مذكراته سر أقصر خطبة في الحرب، التي اختارها في لحظة مفاجئة، وكانت جملة لحظية قالها وهي قصة "الله أكبر" التي قيلت في حرب أكتوبر وكانت سببا مهما من أسباب رفع الروح المعنوية للجيوش واستراتيجية من عدة استراتيجيات أخرى ساهمت في نصر أكتوبر منذ 51 سنة.

خطبة مجهزة

ويروي رئيس أركان هيئة حرب القوات المسلحة الأسبق كواليس اعتماد الخطبة، موضحا أنه في اليوم السابق للحرب أي الخامس من أكتوبر 1973 والذي كان يوم الجمعة، تم التجهيز لهذه الخطبة.
وأوضح الشاذلي أن خطبة "الله أكبر" لم يتم التجهيز لها قبل مدة كبيرة، وإنما قيلت بعد جولة تفقدية

قام بها الشاذلي على الجيش وتحديدا الجيش الثالث الميداني.
وتحدث الشاذلي عن التفاصيل قائلا، إنه دخل على اللواء عبد المنعم واصل الذي وجده يحضر خطبة للجنود، ويصف خطبته بأنها كانت حماسية مشجعة.

وعلق الشاذلي على الخطبة وطرح رأيه في الخطبة بأنها حماسية ولكن الجنود مشحونين. بهذه الحماسة فضلا عن أن الجنود لن يستمعوا للخطبة في وسط المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى.

استبدال الخطبة المعدة بالله أكبر

وهنا لمعت في ذهن الشاذلي فكرة الله أكبر التي قال عنها أنها أقصر خطبة وأقواها.
واتصل الشاذلي بمدير إدارة الشؤون العامة فورا وعرض عليه الفكرة وطلب منه تجميع ٥٠ مكبر صور ترانزيستور، وسأله عن امكانية تنفيذ هذه الفكرة وهل يمكن توفير المعدات الكافية لها.

وتم تسليم المكبرات على الجيشين الثاني والثالث؛ وذلك صباح اليوم التالي تم تسليم المكبرات أي يوم بدء الحرب 6 أكتوبر 1973.

وأوضح الشاذلي أنه وضع على كلو كيلو فردين أو ثلاثة يحملون معهم مكبر صوت من الترانزيستور ويقولون فيه "الله أكبر"، وبالتالي كان الجنود يرددونها وراءهم.

واشتعلت الجبهة بنداء "الله أكبر" يرددها آلاف الجنود خلف نكبرات الصوت أثناء عبورهم للقناة وفي طريقهم لاقتحام خط بارليف؛ في العاشر من رمضان  يوم السبت الموافق أي يوم 6 أكتوبر 1973.