فى الذكرى الـ 51.. تفاصيل اختيار يوم وساعة حرب 6 أكتوبر

يأتي يوم السادس من أكتوبر كل عام مذكرا بنصرنا العظيم في أكتوبر 1973 عندما انتصرت القوات المصرية على العدو الإسرائيلي، ورغم تفوق القوات الإسرائيلية على القوات المصرية في التدريب والأسلحة والتكنولوجيات المستخدمة، وتمتعها بقوات جوية لا يمكن منافستها، ورغم كل هذه الاستعدادات كان النصر من نصيب مصر.

كيف انتصرت مصر؟

إذا أردت تعويض التفوق العسكري الكبير للجانب الإسرائيلي فلا يسعك إلا إعداد خطة قوية تعوض بها ضعف القوات المصرية آنذاك، ويجب أن تتناسب الخطة مع الإمكانات المصرية الموجودة فعلا وتكون قابلة للتطبيق في الحال حتى يثبت فعاليتها.

تخطيط دقيق لحرب أكتوبر

يظهر من تفاصيل الحرب اعتماد مصر على خطط فعالة ودقيقة وتحديد عمل كل فرد بشكل مسبق، فجاءت أحداث الحرب في البداية كأنك تقرأ من كتاب مفتوح حسب ما وصفها الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة آنذاك.

وذكر الشاذلي إن القوات المصرية نفذت بالحرب ما تم إعداده مسبقا في المرحلة الأولى.

وتظهر قيمة التخطيط في التفاصيل وأبرزها سبب اختيار اليوم والشهر والسنة.

أولا: تحديد السنة

تم اختيار عام 1973 للحرب بالتحديد بعد علم القيادة المصرية أن القوات الإسرائيلؤة قامت بعقد اتفاقيات تسليح وعلمت مصر بنوع هذه الأسلحة وموعد وصولها وهو عام 1974، لذا إذا تم تأجيل الحرب فسيكون لدى إسرائيل أسلحة جديدة سيفاجأ بعا الجيش المصري في ساحة المعركة، ممكن قد يستنزف الجيش المصري ويكلفه أكثر.

فضلا عن فشل الحلول السلمية في إرغام العدو الصهيوني على إعادة الأراضي المحتلة ووافق على هذا القرار جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن عدا الولايات المتحدة الأمريكية مستخدمة حق الفيتو.

ولم تجد القيادة السياسية المصرية حلا لاستعادة إراضيها إلا الدخول بنفسها بقرار الحرب.

تحديد شهر أكتوبر

أجرت مصر دراسة على كل شهور السنة لاختيار الشهر المناسب لاقتحام القناة في حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، فضلا عن دراسة أيام المناسبات والعطلات الرسمية في إسرائيل، بخلاف يوم السبت الذي تكون فيه القوات المعادية أقل استعدادا للحرب.

وجرت دراسة حول طرق الاحتلال الإسرائيلي في تعبئة جيوشه أثناء الحروب، واكتشف أن الكيان الصهيوني يستخدم كلا من الوسائل العلنية عبر إذاعة كلمات أو جمل رمزية عبر الإذاعة والتلفزيون فضلا عن الطرق غير العلنية.

تحديد يوم 6 أكتوبر

اكتشفت القوات المصرية أن "يوم كيبور" هو اليوم الوحيد الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي عن العمل كجزء من تقاليد هذا العيد، لذا لن تستطيع إسرائيل استدعاء قواتها، وعليهم استخدام الطرق غير العلينة مما يستلزم وقتا أطول.

ويوافق يوم السادس من أكتوبر يوم "كيبور" وهو أحد أعياد اليهود تحديدا عيد الغفران، وأعلنت مصر وسوريا الحرب على العدو الصهيوني فى هذا اليوم؛ وذلك وفقا لدراسة الموقف العسكرى للعدو والقوات المصرية، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر.

تحديد الساعة 

كان الاتفاق بين مصر وسوريا أن يبدأ الهجوم في الساعة السادسة مساء يوم 6 أكتوبر مع آخر ضوء للشمس، للعمل على نصب الكباري أثناء ضوء وعبور القوات أثناء الليل وعندما ذهب المشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع، يوم 3 أكتوبر لوزير الدفاع السوري للتأكد من جاهزية كل شيء للحرب قال مصطفى طلاس، وزير الدفاع السوري، إن قواته لا يمكنها البدء في هذا الموعد بسبب صعوبة الرؤية في هذه المنطقة في هذا الوقت من الليل، واحتياج القوات السورية رؤية أهدافها بوضوح.

واقترح حافظ الأسد الرئيس السوري الأسبق أن تبدأ سوريا في الثانية ظهرا، على أن تبدأ مصر في السادسة مساء، وعندما عاد وزير الدفاع المصري وأبلغ القيادات المصرية بذلك رأت أن يتم الهجوم المصري والسوري في نفس الوقت في الثانية ظهرا، وتمت الحرب.