أحمد مظهر "فارس السينما" رحلة فنية مليئة بـ الإبداع التي لا تنسى
استطاع الفنان أحمد مظهر أن يخطف قلوب الملايين بأدائه الساحر، فكان "فارس السينما"، و"برنس الأداء"، الذي اقتحم القلوب والعقول بأدواره المتنوعة التي تراوحت بين البطولات التاريخية والعاشق الرومانسي والكوميديان المبدع.
ولد "مظهر" في القاهرة عام 1917، وتخرج من الكلية الحربية، ليشارك في حرب فلسطين عام 1948، مؤكداً بذلك حبه لوطنه.
فبعد مسيرة عسكرية حافلة، وجد مظهر نفسه ملهماً للفن، ليكتب قصة نجاح أسطورية.
بداية أحمد مظهر الفنية
بدأت رحلة مظهر الفنية بمحض الصدفة، عندما رشحه صديقه المقرب يوسف السباعي لتجسيد شخصية "البرنس علاء" في فيلم "رد قلبي".
وقد لاقى أداءه إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.
تلك البداية كانت نقطة تحول في حياة مظهر، فشجعه الرئيس جمال عبدالناصر على ترك العمل العسكري والتفرغ للفن، مؤمنًا بموهبته الكبيرة وقدرته على تقديم أعمال ذات قيمة فنية ووطنية.
استجاب مظهر لنصيحة الرئيس، وقدم سلسلة من الأعمال الخالدة التي حفرت اسمه في ذاكرة السينما المصرية والعربية، من بينها "الناصر صلاح الدين"، "دعاء الكروان"، "العتبة الخضراء"، وغيرها الكثير.
ولم يقتصر تألق مظهر على السينما فحسب، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدم العديد من الأعمال الناجحة مثل "ألف ليلة وليلة" و"ضمير أبلة حكمت"، و"رياح الخوف".
لم يكن الفنان القدير أحمد مظهر مجرد وجه مشرق على الشاشة، بل كان إنسانًا يعيش حياة مليئة بالأوجاع والمحن.
خلف الأضواء والبريق، كان "مظهر" يعاني من آلام نفسية عميقة أثرت على حياته الشخصية.
وجد "مظهر" ملاذه في "شلة الحرافيش"، وهي مجموعة من أصدقاء الأدباء والفنانين، أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعي، الذين وقفوا بجانبه في أصعب لحظات حياته.
ولكن أبرز ما أثر على نفسية "مظهر" كان حادث مقتل صديق ابنه بطريق الخطأ.
هذه المأساة الكبيرة دفعت به إلى حالة من الاكتئاب واللوم على نفسه.
وتفاقمت الأمور بمشاكل عائلية أدت إلى انفصاله عن زوجته، التي كان يحبها بشدة.
كما عانى أحمد مظهر من خلافات عميقة مع شقيقته الفنانة فاطمة مظهر، بسبب معارضته لدخولها عالم الفن.
رحيل أحمد مظهر
رحل "فارس السينما" في 8 مايو 2002، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا، وأعمالًا خالدة في ذاكرة السينما المصرية.