من هيلين لـ ميلتون.. فلوريدا تحت وطأة الأعاصير

في أعقاب مرور إعصار هيلين المدمر الذي أثر على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، يقترب إعصار ميلتون وهو إعصار جديد، وقد تم تصنيفه كإعصار من الفئة الخامسة، وهي الفئة القصوى.

من المتوقع أن يضرب هذا الإعصار ولاية فلوريدا في الساعات المقبلة، مما دفع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى إصدار نداء عاجل للسكان لمغادرة المناطق المعرضة للخطر.

وأكد بايدن أن الوضع يتطلب اتخاذ تدابير فورية، مشيراً إلى أن التحذيرات ليست مجرد مبالغات، بل هي مسألة تتعلق بحياة الناس وسلامتهم.

بايدن يدعو السكان إلى الإخلاء الفورى

في ظل هذه الظروف الخطيرة، دعا بايدن جميع سكان المناطق المهددة من الإعصار إلى الإخلاء الفوري، مشدداً على أن هذا التحذير ليس مبالغة.

وقد أعيد تصنيف إعصار ميلتون في 8 أكتوبر 2024 كإعصار من الفئة الخامسة، وهو أقوى تصنيف على مقياس الأعاصير.

يُتوقع أن تصل سرعة الرياح المرافقة للإعصار إلى 270 كيلومتراً في الساعة، مما يثير القلق حول الأضرار المحتملة. وبالرغم من التحذيرات، فإن الكثير من السكان يواجهون صعوبة في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، حيث بدأت عمليات الإخلاء تتسارع مع اقتراب الإعصار.

استعدادات السكان والتحضيرات العاجلة بسبب إعصار ميلتون

مع اقتراب إعصار ميلتون، بدأ سكان ولاية فلوريدا في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية منازلهم وممتلكاتهم. حيث قام العديد من السكان بتحصين منازلهم ومتاجرهم لتقليل الأضرار المحتملة.

كما سارع الكثيرون إلى نقل ما يستطيعون حمله إلى ولايات مجاورة يُعتقد أنها لن تتعرض للإعصار. هذه الجهود كانت حيوية، خصوصاً في ضوء الأضرار الفادحة التي خلفها إعصار هيلين، مما دفع السكان إلى أخذ التهديد الجديد على محمل الجد.

الازدحامات والتحديات اللوجستية

تسببت الاستعدادات لمواجهة إعصار ميلتون في حدوث اختناقات مرورية كبيرة على المخارج من المدن. استجابت شركات الطيران بسرعة بتخصيص رحلات إضافية لمساعدة السكان في مغادرة الولاية.

ومع ذلك، تفاقمت الأوضاع بسبب نقص الوقود في العديد من محطات التعبئة، مما أدى إلى قلق الكثير من الناس الذين كانوا يسعون للفرار من الإعصار.

كما أفادت التقارير بأن الطرق كانت مزدحمة بشكل كبير، مما زاد من معاناة السكان الراغبين في الإخلاء في وقت مناسب.

تفاعل سياسي وجدل عام

بينما تتعامل الحكومة مع هذه الكارثة الطبيعية، شهدت الساحة السياسية تصاعداً في التوترات.

حيث قام بايدن بإرجاء زياراته الرسمية إلى الخارج لمتابعة جهود الإغاثة، بينما استغل كل من المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، الوضع لكسب نقاط سياسية.

ترامب انتقد استجابة الحكومة، متحدثاً عن الشكوك المتعلقة بكيفية استخدام الأموال المخصصة للإغاثة.

من جانبها، وصفت هاريس تصريحات ترامب بأنها غير إنسانية، قائلة: "ألا يشعر بأي تعاطف مع معاناة الآخرين؟"، مما أثار نقاشات حول المسؤولية الحكومية والأثر الاجتماعي للإعصار.