فوز الكاتبة "هان كانج" بـ جائزة نوبل في الأدب لعام 2024
أعلنت لجنة نوبل يوم الخميس، 10 أكتوبر 2024، عن فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل في الأدب لهذا العام، وجاء هذا التكريم تقديراً لأعمالها الأدبية التي تميزت بنثر شعري مكثف يتناول الصدمات التاريخية ويعكس هشاشة الوجود الإنساني.
وُلدت هان كانج عام 1970 في كوريا الجنوبية، حيث لا تزال تعيش وتعمل حتى اليوم. ووفقًا للجنة نوبل، تعد هان ابنة "روائية مرموقة"، مما أسهم في تطوير اهتمامها المبكر بالأدب والفن والموسيقى.
بدأت هان كانج مسيرتها الأدبية في عام 1993، ولكن انطلاقتها الدولية الكبرى جاءت في عام 2007 مع روايتها الشهيرة "النباتية"، التي لفتت الأنظار إلى أسلوبها الفريد وقدرتها على استكشاف القضايا الإنسانية المعقدة.
أعمال هان كانج وأثرها في الأدب العالمي
تتميز أعمال هان كانج بالتركيز على التفاعل بين الألم الجسدي والنفسي، وتأثرها العميق بالفكر الشرقي والروابط بين الجسد والروح.
تُعتبر رواية "النباتية" من أبرز إبداعاتها، حيث تستعرض تداعيات قرار بطلة الرواية، يونج هيه، بالامتناع عن تناول الطعام، في رفض واضح للتقاليد المجتمعية، مما يؤدي إلى تداعيات عنيفة وتغيرات جذرية في حياتها.
أشادت لجنة نوبل بأسلوب هان الشعري والتجريبي في الكتابة، معتبرة أن لديها وعيًا فريدًا حول التداخل بين الأحياء والأموات، وتقدمت اللجنة بإشادة خاصة لقدرتها على دمج العذاب النفسي والجسدي في أعمالها.
يعتبر هذا التكريم إضافة مهمة لمسيرة هان الأدبية، ويضعها في مصاف الكتّاب الذين أثروا في الأدب العالمي بأساليبهم المبتكرة ومعالجاتهم الفكرية العميقة.
تحولات جائزة نوبل على مدار التاريخ
منذ منح جائزة نوبل لأول مرة في عام 1901، كانت تُمنح بشكل شبه حصري للرجال، حيث كان تمثيل النساء ضئيلاً. فقد حصلت 17 امرأة فقط من بين 120 فائزًا بالجائزة في فئة الأدب.
إلا أن الأكاديمية السويدية قطعت خطوات كبيرة نحو تحقيق المساواة والتنوع، حيث تم تتويج ثماني نساء بجائزة الأدب خلال السنوات العشرين الأخيرة.
هذا التحول يعكس تقديرًا أوسع لإسهامات النساء في الأدب، ويشير إلى تحول في رؤية الأكاديمية لأهمية الاعتراف بالمواهب النسائية في مجالات الإبداع الثقافي.
نزاعات حول جائزة نوبل
رغم أن جائزة نوبل في الأدب منحت لكُتاب من مختلف أنحاء العالم، إلا أن اللغة الإنجليزية والفرنسية كانت الأبرز، حيث حصل 30 كاتبًا ناطقًا بالإنجليزية و16 كاتبًا بالفرنسية على الجائزة.
على الرغم من هذا، لم يُمنح أي كاتب عربي الجائزة سوى مرة واحدة، وكان ذلك في عام 1988 للأديب المصري نجيب محفوظ، مما يبرز التحديات التي يواجهها الأدب العربي للحصول على هذا التكريم العالمي.
الخلافات حول جائزة نوبل تعود إلى شخصية مؤسسها ألفريد نوبل، الذي اشتهر باختراعه الديناميت والمتفجرات.
نوبل لم يكن يتمتع بسمعة طيبة في حياته، بل وُصف في إحدى الصحف الفرنسية بـ"تاجر الموت" عند وفاة شقيقه عن طريق الخطأ.
هذا النقد القاسي ربما دفعه إلى تأسيس جوائز نوبل بهدف تحسين إرثه وتقديم مساهمة إيجابية للبشرية.
ورغم أن الجائزة تعتبر من أعظم التكريمات، إلا أن بعض الفائزين رفضوها طوعًا، مثل جان بول سارتر الذي رفض جائزة الأدب عام 1964، ولو دوك ثو الذي رفض جائزة السلام في 1974 احتجاجًا على عدم تحقيق السلام الكامل في فيتنام.
