ماري منيب.. ما بين الكوميديا الضاحكة والحياة البائسة
أسطورة الكوميديا التي اضحك الملايين، «ماري منيب» التي امتعتنا بفنها الراقي طالما شاهدناها في دور الحماة التي تتدخل في شؤون لا تعنيها بالاشتراك مع إسماعيل ياسين وغيره من الفنانين الكبار، واستطاعت أن تصنع لنفسها اسم ومكانة في ظل وجود فنانين عمالقة في تلك الفترة، ولم يكن من السهل أبدًا حدوث مثل ذلك.
حياة بائسة
ماري منيب رغم الكوميديا والضحك لم تكن حياتها سهلة أبدًا بل كانت قاسية وبعيدة كل البعد عن الكوميديا وعندما سؤلت ماري عن حياتها قالت: "حياتي كلها دراما وغُلب"، ولم تخلو حياتها من البؤس، بداية من نشأتها في بيروت بعد أن تركهم والدها الذي كان يعمل موظفًا بأحد البنوك وأدمنت القمار، وترك أسرته واتجه لمصر بحجة أنه سيجلس 15 يومًا ولكنه لم يكن صادقًا فقد غاب لمدة عامين.
وعندما قررت ماري منيب ووالدتها الذهاب إلي مصر للبحث عن والدها تحدث المفاجأة الغير متوقعة وهي تصادف عوده والدها إلى بيروت في نفس الوقت الذي سافرت فيه هي إلى مصر، فمكثت مع خالها للبحث عنه، ولم تكن تعرف أنه عاد لبيروت بل توفي أيضًا.
وعندما علمت والدة ماري بالأمر كان ذلك بعد فترة من وفاته، ولم يترك والدها سوى مبلغ 5 آلاف جنيه ، وكانت والدتها تعمل في الخياطة والتطريز لتأمين المعيشة لهم، وحاولت ماري وشقيقتها العمل من أجل مساعدات والدتها، وبالفعل عملا بالمسرح من أجل لقمة العيش، ونجحت في العمل مع فرقة نجيب الريحاني".
خيانة حب وتضحية
وقعت ماري في حب «فوزي منيب» الذي كان يعمل معها في فرقة نجيب الريحاني، وتزوجته ولكن سرعان ما انفصلت عنه بسبب خيانته لها وحبه لفتاه كانت تعمل معهم في نفس الفرقة، لتخرج من تلك الجيزة بولدين.
وضحت "ماري منيب" كثيرًا، حيث وافقت على الزواج من "عبدالسلام فهمى" زوج شقيقتها "أليس"، بعد وفاتها، طالبًا منها الزواج من أجل تربية أولاد شقيقتها، وقد غيّرت هذه الزيجة مجرى حياة "ماري" حيث تقرر الدخول في الإسلام وتغير اسمها لـ أمينة عبد السلام، ولكنها لم تمتنع عن الفن وظلت تعمل به حتى آخر يوم في حياتها.
حياتها المهنية واعمالها الخالدة
قدمت "ماري منيب" أكثر من 200 عمل فني سواء في السينما والمسرح، واشتهرت بشخصية "الحماة" في أكثر من فيلم سينمائي مثل "الحموات الفاتنات، حماتي قنبلة ذرية ـ وحماتي ملاك"، كما قدمت عددًا كبيرًا من المسرحيات مثل "إلا خمسة، و"30 يوم في السجن، تعيش وتأخذ غيرها، ولو كنت حليوة" وغيرها.
العمل في التلفزيون
رفضت ماري العمل في التلفزيون وبررت موقفها عندما سألها الفنان شكوكو عن سر غيابها عنه، لتقول في برنامج مع الإعلامي وجدي الحكيم: "التلفزيون مبتدئ وأنا سيدة عتيقة في الكار، وطريقة الأداء في التلفزيون لا تتناسب مع طريقة أدائي، ففي التلفزيون يريدون تحفيظي الجملة والكلام بسرعة دون طعم".
وأكدت ماري أن الفن موهبة من عند ربنا وقالت: "أنا من هواة التخصص وربما هذا سبب آخر في أنني لم أدخل مجال التلفزيون، لأنني أشعر أن الفنان يتشتت عندما يوزع جهده على السينما والتلفزيون والمسرح، وبالتالي لا يؤدي فنه بشكل جيد".
وبعد سلسلة مترابطة الحلقات من الفن والإبداع والكوميديا توفيت الفنانة ماري في 21 يناير عام 1969،لترحل عن عالمنا تاركه إرث من الفن الراقي والمحبة لا تنفد أبدًا.