الانتخابات الأمريكية .. هل سيحسم الاقتصاد وقضايا المرأة السباق بين ترامب وهاريس؟
تتجه أنظار العالم نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يبدو أن المنافسة فيها شديدة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائب الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس.
وقد أظهرت نتائج استطلاع جديد لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الناخبين الأمريكيين بدأوا يتبنون نظرة إيجابية متزايدة تجاه سياسات ترامب مقارنة بهاريس، حيث حصل ترامب على 47% من الأصوات مقابل 45% لهاريس.
ويعزى هذا التقدم إلى رؤية الناخبين لأداء ترامب المتوقع في قضايا رئيسية، خاصة في الملف الاقتصادي الذي يشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام المواطن الأمريكي اليوم.
القضايا الاقتصادية وتأثيرها على الناخبين
في الوقت الراهن، يُعد الملف الاقتصادي الموضوع الأهم لدى غالبية الناخبين، ويشكل عنصراً حاسماً في اختيار المرشح الذي يدعمونه.
يُنظر إلى ترامب على أنه الأنسب للتعامل مع الأزمات الاقتصادية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات التضخم وزيادة تكاليف المعيشة.
يعتقد العديد من الأمريكيين أن ترامب قد يتمكن من تحسين الوضع الاقتصادي إذا تولى الرئاسة مجددًا، ما يجعله يتقدم في استطلاعات الرأي على منافسته كامالا هاريس.
إن التركيز على الاقتصاد يعكس توجهات الناخبين نحو تحسين الظروف المعيشية وتخفيف الأعباء المالية المتزايدة.
دور النساء في الانتخابات الأمريكية
تعتبر النساء عنصرًا مؤثرًا في أي عملية انتخابية، خاصة في بلد يحتضن حوالي 171 مليون امرأة، ولديهن القدرة على تغيير نتائج الانتخابات في كثير من الأحيان.
فالنساء الأمريكيات يلعبن دورًا حاسمًا في الانتخابات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا تمس حياتهن بشكل مباشر.
ومن بين هذه القضايا الرئيسية: حقوق الإجهاض والتضخم، وهما قضيتان تؤرقان ملايين النساء ويمثلان نقطة تحول مهمة في قرارات التصويت لديهن.
زيادة إقبال النساء على التصويت في السنوات الأخيرة
تشير بيانات التعداد في الولايات المتحدة إلى أن النساء أبدين اهتمامًا متزايدًا بالمشاركة في الانتخابات خلال السنوات الماضية.
ففي عام 2022، شهدت الولايات المتحدة تسجيل 70% من النساء للتصويت في الانتخابات التشريعية، وذلك بعد قرار المحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض، مما دفع العديد من النساء إلى المشاركة الكثيفة في الاقتراع.
وشهدت ولايات مثل أريزونا وميشيجان وكولورادو وغيرها إقبالاً نسائيًا كبيرًا، ما يعكس قوة تأثير أصوات النساء في قضاياهن الخاصة واهتمامهن بالقضايا السياسية.
الإجهاض وحقوق المرأة في الانتخابات الرئاسية
يشكل قرار المحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض قضية هامة للعديد من الناخبات، حيث تعد كامالا هاريس من أبرز المدافعين عن حق المرأة في اتخاذ قراراتها الصحية والشخصية، في حين يعارض ترامب هذا الحق ويؤيد ما يسمى "الحق في الحياة" باستثناء بعض الحالات.
هذا التباين في المواقف يجعل من قضية الإجهاض نقطة حاسمة في تحديد ميول النساء الناخبات، خاصة بعد قرار المحكمة الذي حدد شرعية الإجهاض وفق قوانين كل ولاية على حدة.
التضخم وأثره على تصويت النساء
يشكل التضخم وارتفاع تكاليف السلع والخدمات هاجسًا رئيسيًا للنساء الناخبات، اللاتي يعتبرن أن الاقتصاد مسألة جوهرية تؤثر على حياتهن اليومية.
وأفاد استطلاع لمؤسسة "كيه إف إف" بأن أربع من كل عشر ناخبات يعتبرن التضخم القضية الأكثر أهمية في توجيه تصويتهن في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ويبرز ذلك القلق بشكل خاص لدى النساء من مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك النساء السود واللاتينيات والشابات، حيث تشعر العديد منهن بالقلق من القدرة على تلبية احتياجاتهن المعيشية.
الفوارق المالية بين عهد ترامب والعهد الحالي
كشفت استطلاعات الرأي أن العديد من النساء يعتقدن أنهن كن في وضع مالي أفضل خلال عهد ترامب، حيث أفادت نسبة كبيرة منهن بتحسن حالتهن الاقتصادية آنذاك، بينما أكدت نصف النساء السود أن الأمور المالية لم تختلف كثيرًا سواء كان بايدن أو ترامب في المنصب.
تعكس هذه الأرقام مدى اهتمام النساء بالقضايا الاقتصادية، حيث يشعرن بالضغط المالي المتزايد وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة الحالي.