منسقة أممية تحذر من العواقب الوخيمة لتدهور القطاع الصحي في لبنان
تشهد لبنان أوضاعًا مأساوية متزايدة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم، حيث أوضحت المنسقة الأممية الخاصة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، اليوم الجمعة، أن البلاد تعيش كارثة حقيقية، إذ تزداد دائرة العنف والدمار، ما يترك المزيد من المعاناة في صفوف المدنيين.
تفاقم الخسائر في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية
في بيانها الصحفي، أشارت بلاسخارت إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد، مؤكدة أن لبنان يشهد أعدادًا متزايدة من الضحايا المدنيين، والنزوح الجماعي من المناطق المتضررة.
وأضافت أن المستجيبين الأوائل، بمن فيهم الكوادر الطبية والمسعفون، لم يسلموا من آثار الصراع، حيث يتعرضون لضربات قاسية أثناء محاولتهم تقديم المساعدات الإنسانية.
تزايد الهجمات على المنشآت الصحية
أكدت بلاسخارت أن تزايد الهجمات على المنشآت الصحية والعاملين فيها يبعث على القلق الشديد، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على القدرة الاستيعابية للمستشفيات في المناطق المتضررة، ويزيد من الضغط على المنشآت الصحية الأخرى في المناطق الآمنة نسبيًا.
وأشارت إلى أن 27 هجومًا استهدف سيارات الإسعاف، مما تسبب في إغلاق حوالي نصف المراكز الصحية الأولية في المناطق المتأثرة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية وزيادة معاناة المرضى.
تأثير الأزمة على القطاع الصحي
أوضحت بلاسخارت أن تأثير الأزمة يمتد ليشمل قطاع الرعاية الصحية الذي يعاني من تدهور واضح، وذلك في ظل تزايد كبير في الاحتياجات الإنسانية، خصوصًا بين النازحين.
وحذرت من خطر انتشار الأوبئة في ظل التدهور الحاد للظروف الصحية، خاصة في مراكز الإيواء الجماعية التي تعاني من الاكتظاظ الشديد، وذكرت أنه تم تسجيل أول حالة إصابة بالكوليرا في لبنان مؤخرًا، مما يزيد المخاوف من انتشار الأمراض المعدية.
بلاسخارت تؤكد على ضرورة حماية العاملين في الرعاية الصحية وضمان حرية الصحافة
شددت بلاسخارت على ضرورة حماية العاملين في قطاع الرعاية الصحية وكل من يقدم استجابة إنسانية فورية، مشيرة إلى أهمية توفير حماية دائمة لهم ليتمكنوا من أداء مهامهم بأمان.
كما نبهت إلى تصاعد الهجمات على الصحفيين، ووصفت استهداف الصحفيين الذين يتمتعون بحماية بموجب القانون الدولي الإنساني بأنه تهديد للحقوق الأساسية، ويمس بحرية المعلومات والتعبير، مؤكدة أن الحفاظ على هذه الحريات أمر لا بد منه.
منذ أكتوبر 2023، يتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي مستمر، وقد تصاعدت حدة القصف الجوي والمدفعي بشكل غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة ليشمل العاصمة بيروت، ما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف من اللبنانيين، وأجبر أكثر من مليون شخص على النزوح عن منازلهم.
ويعتبر هذا التصعيد بمثابة ضغط إضافي يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية ويضعف جهود الإغاثة التي تقدمها الجهات المعنية لمساعدة السكان في مواجهة هذه الأزمة.