احتجاجات الحريديم في القدس ضد قرار تجنيدهم العسكري
في إطار تصاعد التوترات فى الشرق الاوسط، شهدت مدينة القدس المحتلة، اليوم الخميس، احتجاجات لليهود المتشددين المعروفين بـ "الحريديم".
تأتي هذه الاحتجاجات كرد فعل قوي على قرار الحكومة الإسرائيلية بتجنيدهم للخدمة العسكرية، مما أثار حفيظة هذه الفئة التي تتمسك بقيمها الدينية التقليدية.
اشتباكات مع الشرطة بـ القدس
تخللت الاحتجاجات اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والعشرات من اليهود المتشددين بـ القدس، جاءت هذه المواجهات في أعقاب صدور أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية ببدء تجنيد الحريديم، مما زاد من حدة التوتر في الشوارع حيث لم يتمكن المتظاهرون من كبح غضبهم تجاه هذا القرار.
خلال المظاهرة، هتف المتظاهرون بشعارات قوية تعكس معارضتهم للتجنيد، مثل "سنموت ولن نجند".
يحمل هذا الاحتجاج في طياته رسالة قوية حول أهمية الحفاظ على هويتهم الدينية في وجه الضغوط الاجتماعية والسياسية.
موقع المظاهرات
أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن إسرائيليين نظموا مسيرة كبيرة ضد تجنيدهم بالقرب من مكتب التجنيد في القدس الغربية المحتلة.
ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "إما الحريديم أو الجيش"، مما يبرز صراعهم بين الولاء للدين والواجب الوطني.
كما تم توزيع منشورات تدعو إلى عدم قبول أي تسويات أو تنازلات بشأن هذه القضية، مما يعكس تصميمهم على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم.
تاريخ الاحتجاجات بـ القدس
تعتبر احتجاجات الحريديم على قرار تجنيدهم ليست جديدة، بل هي جزء من تاريخ طويل من المقاومة للقرارات الحكومية المتعلقة بالتجنيد.
حيث تُعد الخدمة العسكرية إلزامية لمعظم الرجال والنساء اليهود في إسرائيل، إلا أن الأحزاب الدينية المتشددة تمكنت من الحصول على إعفاءات لأتباعها، مما يتيح لهم تخطي الخدمة العسكرية للتركيز على التعليم في المعاهد الدينية.
جالانت يوضح هدفه من قرار تجنيد الحريديم
وفى السياق، صرح وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن تجنيد اليهود المتشددين المعروفين بـ "الحريديم" ليس قرارًا سياسيًا، بل هو قرار جوهري بسبب حاجة إسرائيل المتزايدة للمزيد من الجنود.
وأضاف جالانت، خلال جلسة الكنيست الإسرائيلي، أن مطلبه بسن قانون التجنيد "ليس مسألة سياسية، بل هو مسألة أمنية وأخلاقية"، مؤكدًا أن الوضع الحالي "حاد، ولدينا المزيد من الجرحى والمزيد من القتلى".
وتابع وزير الدفاع بالقول: "نحن بحاجة إلى مزيد من الجنود ومزيد من المقاتلين" لتعزيز القدرة العسكرية للدولة.
وفي وقت سابق من اليوم، أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن البيانات الأولية المتعلقة بعملية تجنيد الحريديم تُظهر أن أقل من 4% من الشباب الحريديم التحقوا بالخدمة العسكرية، من بين 3 آلاف أمر تجنيد تم إرسالها إليهم منذ يوليو الماضي.
الحريديم
ينتمي الحريديم في إسرائيل إلى أحد الفرق الدينية اليهودية الأربعة، وهي الحسيديم والليتوئيم والساتمار والمتنقيم.
يتميز هؤلاء الأفراد بأسلوب حياتهم الذي يركز على الدراسة الدينية والتعليم في المدارس الدينية اليهودية.
تاريخيًا، اعتمدت هذه الفرق على إعفائها من التجنيد بسبب تفضيلها للتعليم الديني وحياة الصلاة المنتظمة، مما يعكس التوتر المستمر بين الالتزامات الدينية والمطالب الوطنية في المجتمع الإسرائيلي.