في الذكرى الـ 107 لوعد بلفور.. ردود أفعال متباينة وتاريخ لا ينسى
يعد اليوم السبت، 2 نوفمبر، 2024، هو الذكرى الـ107، لإعلان وعد بلفور الذي اعتبر بأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وقدمت بريطانيا لليهود الحق في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، الأمر الذي يستمر النزاع حوله حتى الآن وتحارب المقاومة الفلسطينية الوجود الصهيوني في أرضها عقب إصدار بريطانيا لهذا الوعد، وتستمر في المقاومة حتى هذه اللحظة.
وعد بلفور
في الأساس وعد بلفور هو عبارة عن رسالة أرسلها آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت، بعام 1917، إلى اللورد ليونيل روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، في تلك الفترة، وعرفت الرسالة بوعد بلفور بعد ذلك.
أول خطوة
وكانت خطورة هذا الوعد في كونه يمثل أول خطوة حقيقية يقوم بها الغرب لإنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين، حيث قامت الحكومة البريطانية بعمل تعهد بأن تنشئ وطنا لليهود في أراضي فلسطين.
مفاوضات
وجاءت الرسالة المرسلة من بلفور إلى روتشيلد، بعد سنوات طويلة من المناقشات والمفاوضات بين كلا من حكومة بريطانيا واليهود البريطانيين، واستمرت تلك المفاوضات لحوالي 3 سنوات، إلى أن تمكن الصهاينة من إقناع الحكومة البريطانية بأنهم سوف يعملون على تحقيق مصالح بريطانيا في المنطقة.
موافقة الغرب
ووافق الرئيس الأمريكي ويلسون على نص إعلان وعد بلفور الذي عرضته الحكومة البريطانية عليه قبل نشره، كما وافقت عليه عددا من الدول الأوروبية بما يشمل فرنسا، إيطاليا بشكل رسمي في عام 1918، ثم وافق الرئيس الأمريكي عليه رسميا في سنة 1919، كمل وافقت عليه اليابان.
ووافق أيضا المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو في يوم 25 أبريل من سنة 1920، أن يتم تنفيذ وعد بلفور وأن يتم الانتداب البريطاني على فلسطين، وذلك بحسب المادة الثانية من صك الانتداب، ووافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب يوم 24 يوليو عام 1922، لذا يبدو أن الانتداب البريطاني كان غربيا وليس بريطانيا فقط.
رفض فلسطين
ورفض الشعب الفلسطيني جميع المحاولات اليهودية للاستيطان في أراضيهم ورفضت الوعود المقدمة من بريطانيا لليهود بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسكين، وقامت خركات المقاومة الفلسطينية بعدة ثورات لرفض الوجود الصهيوني على أراضيها بدأت بثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936، وتستمر المقاومة الفلسطينية في ثوراتها حتى الآن.
الصهاينة
ومن جهة أخرى استغل الصهاينة الوعد البريطاني واتخذوه مستندا قانونيا يحمي حقوقهم في فلسطين وبمثابة خطوة أولى في تحقيق حلمهم على أرض فلسطين حيث حصلوا على وعد من عدة دول كبرى بتحقيق وطن لهم في فلسطين، حيث سوف يجمع هذا الوطن من شتاتهم ويتناسب مع الحركة الصهيونية فتنتقل من مجرد أفكار إلى واقع ملموس.
وتم تنفيذ هذه الأفكار الصهيونية عقب المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا في عام 1897، والذي اعترف بالصهاينة ومحاولاتهم بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.