عدد مهول من الأميركيين الأثرياء يخططون لمغادرة البلاد بعد الانتخابات.. شاهد السبب؟
بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية وفي ظل إستمرار الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل التي تستمر في إبادة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام بالسلاح الأمريكي، وفي ظل صحوة الوعي الغير مسبوقة من الجيل الأمريكي الجديد بعد7 أكتوبر، والذي أدرك أن حكومات بلادة المتعاقبة كانت ومازالت تعمل لصالح إسرائيل وليس لصالح بلادهم، وجاءت الإنتخابات الأمريكية في توقيت ينقسم فية المجتمع الأمريكي بشكل غير مسبوق، وأعلنت بعض الصحف الأمريكية بأن عدد مهول من الأثرياء الأمريكيين يخططون لمغادرة الولايات المتحدة لفترة من الوقت بعد الانتخابات خوفاً من الحرب الأهلية.
مغادرة أمريكا بعد الانتخابات الأميريكية
وأعلن عدد كبير من المحامون والمستشارون للمكاتب العائلية والعائلات ذات الثروات العالية إنهم يشهدون طلبات مهولة من العملاء الذين يبحثون عن جوازات سفر ثانية أو إقامات طويلة الأمد في الخارج، وأصبح الأغنياء الأمريكيون مهتمين بشكل متزايد بمغادرة الولايات المتحدة منذ 7أكتوبر، وذكر أن مستشاروها أصحاب الثروات هذه المرة إن العديد من عملائهم الأثرياء يتخذون إجراءات لمغادرة البلاد، وقال: رئيس مجموعة عملاء القطاع الخاص في شركة Henley & Partners "دومينيك فوليك" التي تقدم المشورة للأثرياء في أمريكا بشأن الهجرة الدولية إننا لم نشهد قط طلبات للهجرة كما نرىّ الآن.
وفي استطلاع أجرتةُ شركة "آرتون كابيتال"، التي تقدم المشورة للأثرياء أيضاً بشأن برامج الهجرة، أن أكثر من 53% من أصحاب الملايين الأمريكيين يقولون إنهم أكثر عرضة لمغادرة البلاد بعد الإنتخابات الأمريكية وبغض النظر عمن سيفوز، وكان المليونيرات الأصغر سنا هم الأكثر إحتمالاً للمغادرة، حيثُ قال: إن أكثر من 64% من المليونيرات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً إنهم مهتمون للغاية بالسعي للحصول على ما يسمىّ بالتأشيرات الذهبية من خلال برنامج الإقامة عن طريق الإستثمار في الخارج، ومن المؤكد؛ أن الإهتمام بجوازات السفر الثانية أو الإقامات الثانية تزايد بشكل مطرد بين الأثرياء الأميركيين منذ 7 أكتوبر، وخاصة بعدما اصبحت أمريكا دولة مارقة ومنبوذة دولياً بسبب دعمها جرائم الحرب في غزة.
وألفت: في مقالي إلى أن الانتخابات الأمريكية الغير طبيعية والمناخ السياسي المتحيز لجرائم الحرب في غزة تسارعا بشكل غير مسبوق، وأضافا إلى الضغط من قبل الأمريكيين الأثرياء للنظر في خطة بديلة في الخارج، أصبحت السياسة الأمريكية الخارجية، لاسيما؛ في الشرق الأوسط، والخوف من العنف مع نتائج الانتخابات المرتقبة التي تعزز هذه المخاوف، وهذا ما قاله؛ الكثير أن الشيئ الأساسي هو لا أريد أن أعيش في أمريكا التي تؤمن بتحقيق النصر العظيم والمطلق، وتحاول أن تفرض سطوتها الخاسرة على العالم.
ولكن الحقيقة البلاد تتوجه لعزلة دولية غير مسبوقة، وأصبحت تفقد هيمنتها في الشرق الأوسط، وقال؛ آخرون إن الولايات المتحدة أصبحت متورطة بشكل رسمي في كافة جرائم الإبادة في قطاع غزة وقد نجد يوماً ما بأن واشنطن مدانة في محكمة العدل الدولية، فضلاً عن؛ أنها فقد مكانتها الدولية فيما يخص الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة وغيرها من الآمور التي كنا نعُد من الدول الأولىّ التي كانت تزعم بأنها ترعاها وتدعمها وتحترمها!؟، وتتزايد المخاوف من إحتمالية العنف السياسي، ومعاداة السامية، وكراهية الإسلام، والديون الحكومية المتصاعدة جميعها أسباب رئيسية لمغادرة البلاد.
وتشهد الولايات المتحدة انتخابات رئاسية قيل عنها بأنها غير طبيعية، في ظل منافسة إعتبرها البعض بالشرسة وغير مسبوقة بين المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأمريكي الحالي "كامالا هاريس" والمرشح الجمهوري "دونالد ترامب"، وفي هذه الأثناء قد إرتفعت الأصوات في الأشهر الأخيرة المحذّرة من إضطرابات و توترات مستمرة قد تؤدي إلى حرب أهلية بعد الإنتخابات، في وقت يمثل فيه المرشح الجمهوري التيار اليميني، الذي يشمل قاعدة كبيرة من المحافظين التقليديين والقوميين والشعبويين، بينما تُمثل المرشحة الديمقراطية"هاريس" تياراً ديمقراطياً ليبرالياً يميل إلى اليسار، يشمل الأقليات وبعض التيارات التقدمية.
وأُشير في مقالي إلى أنه قد شهدت أمريكا في السنوات الأخيرة، لاسيما؛ بعد العدوان الإسرائيلي على غزة إنقسامات سياسية غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصةً بعد عودة المرشح الجمهوري"ترامب" إلى السباق الرئاسي مره آخرىّ، التي زادت من إحتمالات حدوث توترات في البلاد قد تؤدي إلى حرب أهلية، وعلى الرغم من أنه يرىّ البعض بأن إستبعاد سيناريو حدوث حرب أهلية في الولايات المتحدة، إلا أن خطر العنف الداخلي والإضطرابات قائم في حال تصاعد العنف الإنتخابيّ والإحتجاجات الرافضة لدعم الإبادة في قطاع غزة.
كما أشير؛ إلى أن الولايات المتحدة دخلت في منطقة خطيرة للغاية وأنها أقرب إلى الحرب الأهلية بسبب التطرف السياسي، والقبلية الثقافية وإحتضان "واشنطن" ودعمها لأبشع جرائم الحرب في تاريخ الحروب، وأحتضانها أيضاً نظريات المؤامرة وإنتشار الأسلحة والميليشيات، وتآكل الإيمان بالحكومة والديمقراطية بسبب نهجها السياسي الإجرامي، وفي إستطلاع للرأي أجرته صحيفة "التايمز"منذ أيام قليلة يعتقد أكثر من 25% من الأمريكيين بأن الحرب الأهلية قد تندلع بعد الإنتخابات الرئاسية، ووجد إستطلاع للرأي آخر شمل عشرات الآلاف من الناخبين المسجلين في وقت سابق أن المخاوف من إندلاع العنف محتملة جداً، أو إلى حداً ما مشتركة عبر الإنقسام السياسي بين 28% من البالغين الأميركيين، بما في ذلك 32% من النساء و26% من الرجال.
وهنا نقول: إنه أصبح السناريو متكرر الآن في المجتمع الأمريكي، ولا يزال شبح العنف في 6 يناير من عام 2021 يُخيم على جميع ولايات أمريكا، عندما إقتحم الألاف من أنصار "ترامب" مبنى الكابيتول في محاولة لمنع التصديق على فوز "بايدن" آنذاك، إذ رفض المرشح الجمهوري مراراً الإعلان ما إذا كان سيقبل نتائج الإنتخابات، وإدعى حينها وجود تزوير وغش في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، ما أدىّ إلى إندلاع المزيد من الاضطرابات، واليوم وفي ظل المنافسة التي وصفتها المرشحة الديموقراطية "هاريس" بأنها بين الحق والباطل، تعود المخاوف إلى الواجهة من جديد في ظل تلميحات"ترامب" برفض نتيجة الإنتخابات في حال فوز"هاريس"، والذي قال؛ في إحدىّ تصريحاتةُ إنه سيكون هناك حمام دم إذا لم أفز بالرئاسة!؟.
وختاماً: أقول؛ لمن يتابع عن كثب وينظر إلى المجتمع السياسي الأميركي من خارج الولايات المتحدة سوف يجده مجتمعاً على وشك الإنفجار سياسيا واجتماعياً وأمنياً أيضاً، ولكن الحقيقة هي أن هذا المجتمع نشط ومتَّسم بالحيويّة"ديناميكي" وكثير التحولات الكبرىّ وأذكر هنا في عام 2000 عندما إعترض المرشح الديمقراطي آنذاك "آل غور" على نتيجة الانتخابات الرئاسية وعلى فوز المرشح الجمهوري "جورج بوش" الأبن بـ "500" صوت في ولاية فلوريدا، وتدخلت المحكمة العليا الأميركية لصالح "بوش" فأسرع "غور" للحكم وهنأ "بوش" على فوزه في نهاية الآمر.