رحلة إيمانية هزت الوسط الفني.. قصة إسلام ليلى مراد
تعد قصة حياة ليلى مراد واحدة من أبرز القصص الفنية في تاريخ مصر، فمن طفلة موهوبة إلى نجمة ساطعة، ومن فنانة محبوبة إلى امرأة مؤمنة، مرت ليلى مراد بمحطات عديدة شكلت شخصيتها وأثرت في مسيرتها الفنية.
بدأت ليلى مراد مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث تعلمت الغناء على يد والدها والملحن داود حسني، انضمت إلى الإذاعة المصرية عام 1934، وسرعان ما لفتت الأنظار بصوتها العذب وأدائها المتقن.
تعد حياة الفنانة ليلى مراد مليئة بالمحطات الهامة والفارقة، ولعل من أبرزها رحلتها الإيمانية التي توجت بإشهار إسلامها، خلال فترة زواجها من الفنان أنور وجدي.
قصة إسلام ليلى مراد
تختلف الروايات حول قصة اعتناق ليلى مراد الإسلام. وأشار نجلها زكي فطين عبدالوهاب أن والدته كانت تحب السيدة نفيسة والسيدة زينب قبل اعتناقها الإسلام، قائلًا: "أمي كانت بتحب السيدة نفيسة والسيدة زينب، حتى لما كانت يهودية".
وأضاف: "وبتحب تسمع القرآن جدًا، وكان بيجي لنا شيخ كل يوم جمعة في البيت، اسمه الشيخ محمد، كانت بتعشق صوته جدًا، والحكاية دي كانت موجودة في بيوت عائلتها حتى لما كانت يهودية".
ونفى حدوث انشقاق داخل عائلة ليلى مراد بعد إشهار إسلامها، قائلًا: "محصلش انشقاق إطلاقًا، هي أسلمت مع خالي منير مراد بس، وباقي أخواتها كما هم".
كما كشف الكاتب محمود معروف أن ليلى مراد أشهرت إسلامها قبل ليلة القدر بأيام، وأن اسمها قبل إسلامها كان "ليلى زكي مردخاي".
وأضاف قائلًا: "في رمضان، وقبل ليلة القدر بأيام، أشهرت ليلى مراد إسلامها، كان اسمها ليلى زكي مردخاي، أبوها من بولندا، وأجداد أمها من المغرب، واتقابلوا في الإسكندرية، وعاشوا هنا، زكي مردخاي اتجوز جميلة إبراهيم وأنجبوا 11 مرة، منهم ليلى مراد".
وتابع: "ليلى مراد اتجوزت أنور وجدي، وعاشوا في عمار الإيموبيليا، كل ليلة الفجر يأذن تصحى وتتقلب في السرير، تقوم تصحي أنور وتقوله: «كل ليلة أنا مش بيجي لي نوم ومش عارفة أنام، وهو يقولها نامي بقى، إلا أنها كانت تُطالبه بضرورة مُغادرة هذا العقار والانتقال إلى مكان آخر".
وأستكمل قائلًا: "أن أزمة استيقاظ ليلى مراد، بالتزامن مع أذان الفجر، ظلت مُتكررة تُعاني منها ليلى مراد لفترة طويلة".
وأضاف: "في إحدى المرات، صحيت وصحت أنور معاه، وقالت له: سامع صوت الأذان المرة دي حلو إزاي؟، الله على المؤذن وهو بيقول الصلاة خير من النوم.. وقالت لأنور أنا عاوزة أدخل الإسلام".
وتابع: "أنور وجدي تعامل مع الأمر بدعابة في البداية، إلا أنها أكدت له رغبتها في اعتتناق الإسلام، أنور خد ليلى وراح بيها مشيخة الأزهر، وأشهرت إسلامها ليلة القدر، وجت عملت أول مائدة رحمن في شارع شريف بوسط البلد".
وبعد ذلك أرادت ليلى مراد أن تؤدي فريضة الحج في نفس العام، ولكن إدارة استديو مصر منعتها، لارتباطها بتمثيل فيلم "بنت الأكابر".
فطلبت من أبو السعود الإبياري أن يكتب لها أغنية تودع بها المسافرين للحج، وتعبر عن شوقها لزيارة بيت الله الحرام، فغنت أغنية "يارايحين للنبي الغالي"، وتمثل هذه الأغنية واحدة من أجمل وأشهر أغانى الحج فى مصر.
ويذكر أن ومن اختار لها اسمها الذى اشتهرت به "ليلى مراد" الشيخ محمود مكي بدلا من "ليلى زكى مردخاى أصولين".
وفاة ليلى مراد
وفي 21 نوفمبر عام 1995، فارقت ليلى مراد الحياة، تُعد ليلى مراد رمزًا من رموز الفن العربي، حيث تركت بصمةً لا تُمحى في تاريخ الموسيقى والسينما العربية.