وردة الجزائرية.. نجمة ساطعة أضاءت سماء الفن العربي
رحلت عن عالمنا جسدياً، لكن فنها لا يزال حيًا يخلد ذكرها، وردة الجزائرية، النجمة التي أضاءت الفن العربي بأغانيها العذبة.
ولدت وردة في 22 يوليو 1939 بفرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، وبرزت موهبتها الغنائية منذ صغرها.
حيث اكتشفها أحمد التيجاني، الذي كان يعمل في شركة للأسطوانات بجانب عمله في القسم العربي بإذاعة باريس في برنامج لتقديم مواهب الأطفال.
تميزت وردة بصوتها العذب وقدرتها على أداء مختلف أنواع الموسيقى، من عربية وغربية وكلاسيكية.
تعلمت وردة اللغة العربية وأتقنتها في 10 شهور، وذلك لأنها كانت تجيد اللغة الفرنسية فقط.
كما عملت في النادي الذي يمتلكه والدها في فرنسا، وكانت تغني أغاني أم كلثوم.
بدأت مسيرة وردة الفنية بشكل احترافي في عام 1958، حيث سجلت العديد من الأغاني الناجحة، مثل "بشرة خير" و"ألف ليلة وليلة" و"حلوة يا بلادي".
سافرت وردة إلى العديد من الدول العربية والأجنبية لإحياء الحفلات، ونالت إعجاب الجمهور في جميع أنحاء العالم. كما شاركت في بطولة العديد من الأفلام والمسرحيات.
قصة زواج وردة من الملحن بليغ حمدي
نشأت قصة حب بين الملحن بليغ حمدي ووردة الجزائرية، انتهت بزواجهما الذي استمر 6 سنوات فقط، ثم عقبه طلاقهما.
ولحن بليغ حمدي أغنية «بودعك» لوردة قبل وفاته، وكان سبب الطلاق خيانة بليغ حمدي لوردة رغم حبه الشديد لها، ولكن وردة لم تستطع تحمل ذلك وطلبت الطلاق.
ورغم محاولات بليغ حمدي في الرجوع إليها، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل.
قصة حكم الإعدام على وردة
يذكر أن روى ابن الفنانة وردة «رياض القصري»، قصة هروب والدته وردة الجزائرية من بلادها هي ووالدها، جده «محمد فتوكي».
وذلك بعدما أصدرت إحدى المحاكم الفرنسية، حكم الإعدام على وردة ووالدها، لثبوت التحقيقات بتستره على مخازن سلاح تابعة للمقاومة.
ودعم وردة المعنوي للمقاومة بالغناء لهم، أغاني وطنية مثل «يا حبيبي يا مجاهد»، و«بلادي يا بلادي» وغيرها.
دعما لوطن والدها الجزائر، مما أدى ذلك إلى اضطرار وردة ووالدها للهرب إلى بيروت خوفًا من تنفيذ حكم الإعدام.
اللحظات الأخيرة في حياة وردة الجزائرية
أكدت فاطمة بكري مصففه شعر الفنانة وردة الجزائرية أن جسد «وردة» لم يتحمل الجهاز الذي تم تركيبه لضبط نبضات القلب في فرنسا.
لأن حالتها الصحية كانت أصلا متدهورة جدا، موضحة أنها رحلت في نفس الأسبوع الذي قامت فيه بتركيب الجهاز.
وقالت مصففة شعر وردة الجزائرية: "لم تتحمل وردة الجهاز وبعد أسبوع واحد سقطت على الرخام وماتت".
مضيفة إلى أن الجميع ظن في تلك الفترة أن تلك السقطة هي الوحيدة التي قتلت وردة.
وأضافت "بكري"، أنه منذ اليوم الأول الذي وضعت فيه وردة الجهاز لم يتحمله جسدها.
وأصيبت بالوهن الشديد وفقدان الشهية والآلام الموجعة لدرجة ان الأطباء منعوا عنها العديد من الأغذية.
وتابعت مصففة شعر الفنانة وردة قائلة: "في نهاية حياة الفنانة وردة كانت تتناول وجبة صغيرة جدا في اليوم الواحد.
وازدادت حالتها الصحية تعقيدا وتدهورا ولم يكن هناك للأسف إشراف أو رعاية طبية في بيتها".
مشيرة إلى أنها كانت تشعر بضيق وألم في صدرها وعلى مستوى القلب لم تتمكن من الحراك وظلت راقدة فوق سريرها.
وواصلت "بكري" أن وردة وهي على فراش المرض كانت تشعر بقرب أجلها وقالت لها: (يا فاطمة خلاص بقي وقت قصير جدا فقط في حياتي).
وأردفت مصففة الشعر قائلة: "كانت وردة يوم رحيلها مثل الملاك النائم بوجهها الطفولي ساكنة وهادئة لا تتحرك وقد تكلمت مع المرأة التي غسلتها وقالت لي (والله أحس انها كانت تصلي)".
ظلت وردة رمزًا للفن الجزائري والعربي، وخلّدت ذكراها من خلال أعمالها الفنية الخالدة التي لا تزال تُسمع وتُردد حتى يومنا هذا.