رحلة «ليلى مراد» الفنية وسر اعتناقها الإسلام
في هذا اليوم، 21 نوفمبر، رحلت النجمة المصرية ليلى مراد، التي اشتهرت بصوتها العذب وأدائها التمثيلي المميز.
ولدت ليلى مراد باسم "ليليان زكي مراد موردخاي" لعائلة يهودية مصرية، نشأت في الإسكندرية، وتعرضت لظروف صعبة في طفولتها، حيث سافر والدها بحثًا عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات.
ولذلك اضطرت ليلى مراد للدراسة بالقسم المجاني برهبانية نوتردام ديزابوتر، وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاذ أموالهم وتخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة.
بداية ليلى مراد الفنية
بدأت ليلى مراد مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث تعلمت الغناء على يد والدها والملحن داود حسني. انضمت إلى الإذاعة المصرية عام 1934، وسرعان ما لفتت الأنظار بصوتها العذب وأدائها المتقن.
وفي عام 1937 سجلت إسطوانات بصوتها ووقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "يحيا الحب".
ويذكر أن أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها الإذاعة في 6 يوليو عام 1934 غنت فيها موشح "يا غزالاً زان عينه الكحل"، ثم توفقت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما.
وفي عام 1947 عادت مرة أخرى إلى حفلات الإذاعة حيث غنت أغنية "أنا قلبي دليلي".
أعمال ليلى مراد
غنت ليلى مراد خلال مسيرتها الفنية حوالي 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين مثل محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد والقصبجي.
وعن التمثيل ظهرت ليلى مراد لأول مرة كمغنية فقط في النسخة الناطقة من فيلم "الضحايا" عام 1935، ثم مثلت للسينما 27 فيلمًا.
كان أولها فيلم "يحيا الحب" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1937، وكان آخر أفلامها "الحبيبُ المجهول" عام 1955 مع حسين صدقي، ثم اعتزلت بعد ذلك التمثيل.
كانت ليلى أولى الفنانات اللاتي مثلن مجموعة من الأفلام التي تحملُ اسمَها، حيث وصل عددها إلى 7 أفلام من إجمالي 27 فيلما قدمتها للسينما، من بينهم "ليلى بنت الفقراء"، و"ليلى بنت المدارس"، "وليلى بنت الريف".
قصص حب ليلى
كانت قصص حب ليلى مراد مسار حديث الصحافة، رغم قلة ظهورها الإعلامي، كانت أول قصة حب لها من شاب أرستقراطي وهو ممدوح رستم، وكان يعمل في وزارة الخارجية، وقيل إنه رفض الانتقال للعمل في سان فرانسيسكو من أجل أن يظل معها.
اتفق ممدوح وليلى على الزواج بعد قصة حب استمرت 3 سنوات، وبعد أن أقنع أهله بأنها سوف تعتزل الفن وافقت ليلى، ولكن بوفاة أمها التي أوصتها على أشقائها الأربعة "إبراهيم، وملك، وسميحة، ومنير" نقضت العهد، لأنهم سيكونون بدون عائل ينفق عليهم.
وأثناء مشاركتهما فى فيلم "ليلى بنت الفقراء"، تعرفت علي أنور وجدي، وتزوجها واستمر زواجهما نحو 8 أعوام، ثم سرعان ما انفصلا.
ثم بعد ذلك تزوجت من وجيه أباظة، وأنجبت منه ابنها أشرف، ثم تزوجت فطين عبدالوهاب الذى أنجبت منه ولدها زكى.
قصة اعتناق ليلى مراد الإسلام
تختلف الروايات حول قصة اعتناق ليلى مراد الإسلام، وأشار نجلها زكي فطين عبدالوهاب أن والدته كانت تحب السيدة نفيسة والسيدة زينب قبل اعتناقها الإسلام، قائلًا: "أمي كانت بتحب السيدة نفيسة والسيدة زينب، حتى لما كانت يهودية".
وأضاف: "وبتحب تسمع القرآن جدًا، وكان بيجي لنا شيخ كل يوم جمعة في البيت، اسمه الشيخ محمد، كانت بتعشق صوته جدًا، والحكاية دي كانت موجودة في بيوت عائلتها حتى لما كانت يهودية".
ونفى حدوث انشقاق داخل عائلة ليلى مراد بعد إشهار إسلامها، قائلًا: "محصلش انشقاق إطلاقًا، هي أسلمت مع خالي منير مراد بس، وباقي أخواتها كما هم".
كما كشف الكاتب محمود معروف أن ليلى مراد أشهرت إسلامها قبل ليلة القدر بأيام، وأن اسمها قبل إسلامها كان "ليلى زكي مردخاي".
وأضاف قائلًا: "في رمضان، وقبل ليلة القدر بأيام، أشهرت ليلى مراد إسلامها، كان اسمها ليلى زكي مردخاي، أبوها من بولندا، وأجداد أمها من المغرب، واتقابلوا في الإسكندرية، وعاشوا هنا، زكي مردخاي اتجوز جميلة إبراهيم وأنجبوا 11 مرة، منهم ليلى مراد".
وتابع: "ليلى مراد اتجوزت أنور وجدي، وعاشوا في عمار الإيموبيليا، كل ليلة الفجر يأذن تصحى وتتقلب في السرير، تقوم تصحي أنور وتقوله: «كل ليلة أنا مش بيجي لي نوم ومش عارفة أنام، وهو يقولها نامي بقى، إلا أنها كانت تُطالبه بضرورة مُغادرة هذا العقار والانتقال إلى مكان آخر".
واستكمل قائلًا: "أن أزمة استيقاظ ليلى مراد، بالتزامن مع أذان الفجر، ظلت مُتكررة تُعاني منها ليلى مراد لفترة طويلة".
وأضاف: "في إحدى المرات، صحيت وصحت أنور معاه، وقالت له: سامع صوت الأذان المرة دي حلو إزاي؟، الله على المؤذن وهو بيقول الصلاة خير من النوم.. وقالت لأنور أنا عاوزة أدخل الإسلام".
وتابع: "أنور وجدي تعامل مع الأمر بدعابة في البداية، إلا أنها أكدت له رغبتها في اعتتناق الإسلام، أنور خد ليلى وراح بيها مشيخة الأزهر، وأشهرت إسلامها ليلة القدر، وجت عملت أول مائدة رحمن في شارع شريف بوسط البلد".
ويذكر أن ومن اختار لها اسمها الذى اشتهرت به "ليلى مراد" الشيخ محمود مكي بدلا من "ليلى زكى مردخاى أصولين".
وتمثل أغنيتها "يا رايحين للنبي الغالي" واحدة من أجمل وأشهر أغانى الحج فى مصر، وهى أغنية للشاعر أبو السعود الأبيارى وتلحين رياض السنباطى.
وفاة ليلى مراد
وفي 21 نوفمبر عام 1995، فارقت ليلى مراد الحياة، وكرمها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كرمها فى دورة 1998 بمنحها شهادة تقدير تسلمتها عنها الفنانة ليلى علوى.
تُعد ليلى مراد رمزًا من رموز الفن العربي، حيث تركت بصمةً لا تُمحى في تاريخ الموسيقى والسينما العربية.