محمود ذو الفقار.. الصدفة التي صنعت نجماً وصدمه فقدانه عزيزة أمير

ولد محمود ذو الفقار في 18 فبراير، فهو أحد أعمدة الفن المصري، وواحد من أفراد إحدى أشهر العائلات الفنية في مصر.

تنتمي عائلة ذو الفقار إلى العائلات الفنية العريقة التي تركت بصمة مميزة في تاريخ السينما المصرية، ومن أشهر أفرادها المخرج والممثل والمؤلف محمود ذو الفقار.

ولد محمود ذو الفقار في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في 18 فبراير 1914، ونشأ في عائلة فنية تضم الفنان صلاح ذو الفقار والمخرج عز الدين ذو الفقار.

لم يكن محمود ذو الفقار يُخطط لدخول عالم الفن، فقد درس الهندسة وعمل كمهندس في وزارة الأشغال لعدة سنوات، قبل أن يُقدم استقالته وينضم لوزارة الأوقاف.

بمحض الصدفة، زار محمود ذو الفقار أحد استوديوهات السينما لمشاهدة كيفية صناعة الأفلام، ومنذ ذلك الحين، تغير مسار حياته بشكل جذري.

أثار ذو الفقار انتباه المخرج عمر وصفي خلال زيارته للبلاتوه، وتم اختياره لبطولة فيلم "بياعة التفاح"، ليبدأ رحلته الفنية كممثل.

واجه ذو الفقار بعض المعارضة في بداية مشواره، خاصة من الممثلة عزيزة أمير التي رفضت مشاركته في الفيلم، لكن المخرج وصفي أقنعها بموهبته، ليحقق ذو الفقار نجاحًا كبيرًا في أول أفلامه.

رغم النجاح الذي حققه ذو الفقار، إلا أنه اعتبر أن العمل في السينما مُرهق للغاية. فكان يرى أن المجهود الذي يبذله الفنان في سنة واحدة يوازي 4 سنوات في أي عمل آخر.

أدى العمل في السينما إلى تدهور صحة ذو الفقار، حيث كان يُعاني من ضغط الدم المرتفع وخوفه من الإصابة بالشلل.

قارن ذو الفقار بين حياته قبل وبعد دخوله الفن، حيث كان يُعاني من ضغوط العمل وقلة الراحة، على الرغم من حصوله على أجر كبير.

حيث قال في حوار سابق له: "قبل ما اشتغل في الفن أنا كنت شغال مهندس معماري باكسب 70 جنيه في الشهر ومع ذلك كنت عايش كويس جدًا".

وأضاف: "أنا دلوقتي باكسب آلاف الجنيهات وتعبان ونصف ما اكسبه تأخذه الصيدليات والضرائب".

زيجات محمود ذو الفقار

تزوج ذو الفقار مرتين من نجمات الفن، الأولى من عزيزة أمير، التي شاركته العديد من الأفلام الناجحة، منها فيلم "مصنع الزوجات"، و"الورشة، ليلة الفر، و"فيلم ابن البلد".

والثانية من مريم فخر الدين، بعد قصة حب كبيرة جمعتهما عندما كانت في فترة المراهقة، وكانا يلتقيان بعيداً عن الأنظار، وعلى الرغم من رفض والدة مريم تلك الزيجة إلا بعد عام كامل رغم موافقة الأب على ذلك، حيث فكرا سوياً  في فكرة السفر رغماً عن والدتها والزواج في بيروت عندما سافرا  إلى لبنان.

وفي حوارات تلفزيونية قالت مريم فخر الدين: "إن ذو الفقار قرر السفر للبنان واستخرج لي جواز سفر خاصاً واتفق معي سراً على أن أقفز إلى الباخرة في آخر دقيقة قبل تحركها، وهو ما تم بالفعل".

وتابعت: "ذهبت مع أفراد أسرتي لتوديعه ثم هربت منهم في آخر دقيقة وقفزت إلى الباخرة وأنا ألوح لهم بابتسامة عريضة فما كان من والدتي غير سبي بكل اللغات التي تعرفها، فيما كان والدي يضحك على هذا الموقف".

وفاة زوجة محمود ذو الفقار

تعرض محمود ذو الفقار لصدمة قاسية بوفاة زوجته الأولى عزيزة أمير عام 1952، مما دفعه إلى التفكير في اعتزال الفن، لكنّه عاد بعد ذلك ليقدم المزيد من الإبداعات، الاخراجية والتمثيلية والإنتاجية من خلال إدارته لشركة تحمل اسم زوجته الراحلة (أمير فيلم ) للإنتاج الفني.

ومن أبرز أعمال الفنان محمود ذو الفقار فيلم "حكاية 3 بنات"، وفيلم "ثمن الحب"،  فيلم "امرأة في دوامة"،  فيلم "لا تذكريني"، فيلم "المراهق الكبير".

ومنهم أيضا فيلم "نساء محرمات"، وفيلم "شباب اليوم"، فيلم "توبة"، فيلم "رحلة غرامية"، فيلم "رنة الخلخال"، فيلم "الأرض الطيبة "، فيلم "خدعنى أبى"، فيلم "قسمة و نصيب"، فيلم "أخلاق للبيع".

وفي يوم 22 مايو عام 1970، توفي محمود ذو الفقار، وكانت اخر أفلامه التي أخرجها "أنا وزوجتي والسكرتيرة" بطولة كل من أحمد رمزي وزبيدة ثروت، و"امرأة زوجي" بطولة صلاح ذو الفقار ونيللي.