الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت
في ظل التصعيد المستمر فى المنطقة، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات جديدة تطالب سكان مبانٍ محددة في منطقتي الغبيري والحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت بإخلائها.
ويأتي ذلك في سياق تحركات إسرائيلية متزايدة في المناطق المحيطة بالحدود اللبنانية، ما يثير مخاوف من احتمالية امتداد الصراع إلى المناطق المدنية داخل لبنان.
إعلان أمريكي مرتقب بشأن وقف إطلاق النار
في إطار الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيصدر بياناً مهماً عند الساعة العاشرة مساءً يتناول فيه تطورات الوضع في لبنان.
ومن المتوقع أن يشمل البيان إعلاناً عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
في حال صدور هذا الإعلان سيشكل محطة هامة في الجهود الدولية لوقف التصعيد وإنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ أسابيع.
جهود أمريكية لتحقيق التهدئة
أكدت الولايات المتحدة أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله "بات قريباً"، لكنها أشارت إلى أن المحادثات لا تزال جارية.
وفقاً لما أعلنه البيت الأبيض، فإن التقدم في المفاوضات يبعث على التفاؤل، إلا أن هناك العديد من التفاصيل التي تحتاج إلى معالجة قبل التوصل إلى اتفاق شامل.
مما يعكس حرص واشنطن على تهدئة الأوضاع في المنطقة، التي تشهد حالة من الاحتقان السياسي والعسكري.
تصريحات البيت الأبيض حول طبيعة المفاوضات
صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أن "المحادثات لا يمكن أن تكتمل إلا بعد التفاوض على كافة الجوانب المرتبطة بالأزمة".
وأضاف أن المحادثات مستمرة بوتيرة مكثفة، وأن الرئيس بايدن يتابع شخصياً تطوراتها.
كما أوضح أن المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين، الذي زار المنطقة خلال الأسبوع الماضي، يلعب دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة لضمان الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
تفاصيل الاتفاق المقترح
تتمحور الصيغة الأمريكية حول وقف العمليات العدائية بناءً على شروط محددة، أهمها انسحاب "حزب الله" من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني بشكل يمكن التحقق منه.
في المقابل، تتعهد إسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها خلال الغزو البري المحدود الذي شنته في الأراضي اللبنانية.
وعلى الرغم من هذه المبادرة الدبلوماسية، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة على الأرض، حيث تشهد مناطق الجنوب اللبناني اشتباكات واسعة بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله"، بالإضافة إلى غارات جوية إسرائيلية على عمق الأراضي اللبنانية، بما في ذلك بيروت وضاحيتها الجنوبية، إلى جانب القصف الصاروخي بعيد المدى نحو وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب.
وفي سياق أخر عدوان على الضاحية الجنوبية
لم يكن وسط بيروت وحده مسرحًا للدمار، فقد تعرضت الضاحية الجنوبية لهجوم عنيف شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
في غضون دقيقتين فقط، تم استهداف أكثر من 20 مبنى ومنطقة، مما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة.
تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بشكل مخيف، محولة الضاحية إلى مشهد أشبه بجحيم مشتعل.
كما ان السكان يعانون في ظل انعدام الأمن، حيث تستمر الانفجارات والحرائق في تهديد حياة المدنيين.
التصعيد يمتد إلى الناقورة فى الجنوب
في الجنوب اللبناني، وتحديدًا في بلدة الناقورة، صعد جيش الاحتلال من عدوانه، موجّهًا تحذيرات للسكان بضرورة مغادرة المنطقة، واصفًا البلدة بأنها تحتوي على منشآت تابعة لحزب الله.
الناقورة، التي تعد مقرًا رئيسيًا لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أصبحت هدفًا جديدًا لهذا التصعيد، ما يثير القلق بشأن سلامة المدنيين والقوات الأممية على حد سواء.
الوضع مأساوى فى لبنان
يعيش لبنان لحظات حرجة مع استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يهدد أمنه واستقراره، فالدمار الناتج عن هذه الهجمات يعمق الأزمة الإنسانية في البلاد التي تعاني أصلًا من أوضاع اقتصادية وسياسية متدهورة.
المجتمع الدولي مطالب بتدخل عاجل لوقف التصعيد ومنع انهيار الأوضاع بشكل أكبر، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي.
القرار 1701
القرار 1701، الذي تم تبنيه من قبل الأمم المتحدة في عام 2006، يشكل أحد الركائز الأساسية للمبادرة الأمريكية التي تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى لبنان.
ينص القرار على مجموعة من التدابير التي تتعلق بوقف الأعمال العدائية وتعزيز قوة الجيش اللبناني في جنوب البلاد.
وتنص بنوده على ضرورة تنفيذ هذه التوجيهات لضمان الأمن والسلام في المنطقة، وهو ما يضع الجيش اللبناني أمام مسؤولية كبيرة في تطبيقه.
لهذا، يحتاج الجيش اللبناني إلى دعم شامل في مختلف المجالات، مثل تعزيز عدد القوات المنتشرة في الجنوب وتوفير الأسلحة والمعدات العسكرية الضرورية لتنفيذ هذه المهام بنجاح.
في إطار انتظار الموافقة على هدنة في لبنان، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش يصدقان على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية، وذلك في ظل الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق لبنانية لاسيما الضاحية الجنوبية لبيروت.
فى ظل تواصل الحرب على لبنان ووسط أجواء من التوتر الإقليمي والمعارك المستمرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، تلوح في الأفق بوادر اتفاق قد يعيد تشكيل الخريطة الأمنية والسياسية بين الطرفين، في خطوة يُنظر إليها كفرصة لتحقيق استقرار مؤقت في منطقة ملتهبة منذ سنوات.