اكتشاف كنوز مطبخ الخلافة العباسية في كتاب يعود إلى ألف عام
أزاح باحثون الستار عن كنز حقيقي من تاريخ الطهي، ففي أعماق المكتبات القديمة، عُثر على كتاب "الطبيخ" لابن سيار الوراق، والذي يعتبر واحداً من أقدم وأشمل الكتب العربية في مجال الطهي.
هذا الكتاب الفريد، الذي يعود تاريخه إلى ألف عام، لا يقتصر على تقديم وصفات شهية، بل يقدم لنا لمحة نادرة عن عادات الأكل وعلاجات الأمراض في عهد الخلفاء العباسيين.
يضم كتاب "الطبيخ" أكثر من 600 وصفة متنوعة، تغطي كل جوانب الطهي من المقبلات إلى الحلويات، بالإضافة إلى وصفات طبية لعلاج العديد من الأمراض، بما في ذلك الصداع الناتج عن شرب الخمر. وقد قامت الباحثة نوال نصر الله بترجمة هذا النص العريق إلى اللغة الإنجليزية، مما أتاح للجمهور العالمي فرصة الاستمتاع بهذا الإرث الثقافي الغني.
يعتبر الكتاب بمثابة نافذة تطل على حياة الناس في العصر العباسي، وكيف كانوا يتغذون ويعالجون أمراضهم.
يزخر الكتاب بوصفات فريدة ومبتكرة، بعضها لا يزال يطبق حتى اليوم في بعض المناطق العربية.
يركز الكتاب على العلاقة بين الطعام والصحة، ويقدم نصائح غذائية قيمة.
أبرز ما جاء في الكتاب:
وصفة الكشكية
وهي حساء تقليدي لعلاج صداع الكحول، يعتمد على مكونات طبيعية مثل الخاسك (زبادي مخمر وحليب ومصل اللبن).
آداب الطعام
يخصص الكتاب جزءاً كبيراً لتناول آداب الطعام والسلوك على المائدة.
العلاقة بين الطعام والصحة
يربط الكتاب بين أنواع الأطعمة وأثرها على الصحة، ويقدم وصفات لعلاج العديد من الأمراض.
أعلنت وزارة الثقافة عن أصدار كتاب "كل النهايات حزينة" حديثًا خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، كتاب بعنوان "كل النهايات حزينة" للكاتب عزمي عبد الوهاب.
كل النهايات حزينة
ويتناول الكتاب، اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، أنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.
كتاب "كل النهايات حزينة"
ويتحدث عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة".
وتابع تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية" وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.
وأضاف إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».
ويضيف عبد الوهاب أن كتاب "كل النهايات حزينة": « يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام 1939 إلى 1973م.
ولكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام 1967م؟
وتابع ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام 1849م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».