ليفربول يحقق فوز تاريخي على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا
حقق ليفربول الإنجليزي فوزًا ثمينًا على ضيفه ريال مدريد الإسباني بهدفين دون رد، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب أنفيلد، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025.
بهذا الانتصار، رفع ليفربول رصيده إلى 15 نقطة، ليضمن صدارة المجموعة الرابعة والتأهل إلى دور الـ16، فيما تجمد رصيد ريال مدريد عند 9 نقاط، ليبقى في المركز الثاني مع مواجهة مصيرية تنتظره في الجولة الأخيرة.
تفاصيل المباراة
شهد اللقاء تفوقًا واضحًا لأصحاب الأرض، الذين فرضوا سيطرتهم على مجريات اللعب منذ البداية.
رغم المحاولات الهجومية المكثفة من الفريقين في الشوط الأول، إلا أن الشباك ظلت نظيفة حتى الدقيقة 52، حينما تمكن الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر من تسجيل الهدف الأول لليفربول، بعد تمريرة ذكية من كورتيس جونز وضعته في مواجهة مباشرة مع الحارس تيبو كورتوا، ليضع الكرة بثقة في الشباك.
واصل ليفربول ضغطه بعد الهدف الأول، ونجح في تعزيز تقدمه في الدقيقة 76 عبر الهولندي كودي جاكبو، الذي استغل تمريرة عرضية متقنة من محمد صلاح داخل منطقة الجزاء، ليسدد الكرة بقوة في الزاوية البعيدة، معلنًا الهدف الثاني للريدز وسط أجواء احتفالية في مدرجات أنفيلد.
ركلات جزاء مهدرة
شهدت المباراة لحظات مثيرة، أبرزها احتساب حكم اللقاء ركلتي جزاء لكل فريق. جاءت الركلة الأولى لصالح ريال مدريد في الدقيقة 61، بعدما عرقل فيرجيل فان دايك اللاعب إبراهيم دياز داخل المنطقة.
تقدّم كيليان مبابي لتنفيذ الركلة، لكنه سددها بعيدًا عن المرمى، ليهدر فرصة تعديل النتيجة للفريق الملكي.
وفي الدقيقة 70، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح ليفربول بعد عرقلة لويس دياز من قبل المدافع أنطونيو روديجر. تولى محمد صلاح تنفيذ الركلة، لكنه لم يتمكن من تسجيلها، حيث تصدى لها كورتوا ببراعة، ليحرم النجم المصري من تعزيز النتيجة.
تألق صلاح وكسر العقدة
رغم إهدار ركلة الجزاء، قدم محمد صلاح أداءً مميزًا خلال المباراة، حيث صنع الهدف الثاني وكان مصدر خطورة مستمر على مرمى ريال مدريد.
بهذا الانتصار، نجح صلاح أخيرًا في تحقيق أول فوز له على الفريق الملكي، بعد 8 مواجهات سابقة لم يتمكن خلالها من تحقيق أي انتصار، حيث تعرّض لـ7 هزائم وتعادل في مباراة واحدة.
وتعد هذه المواجهة نقطة تحول بالنسبة لصلاح، الذي سبق أن عاش لحظات صعبة أمام ريال مدريد، أبرزها في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 عندما تعرض لإصابة قوية على يد سيرجيو راموس، وأيضًا في نهائي 2022 الذي خسره ليفربول بهدف نظيف.
التشكيل الأساسي للفريقين
دخل ليفربول اللقاء بالتشكيل التالي:
حراسة المرمى: كيليهير
خط الدفاع: فان دايك، كوناتي، روبرتسون، برادلي
خط الوسط: جرافينبيرج، ماك أليستر، كورتيس جونز
خط الهجوم: لويس دياز، محمد صلاح، داروين نونيز
أما ريال مدريد فاعتمد على التشكيل التالي:
حراسة المرمى: كورتوا
خط الدفاع: فالفيردي، أسينسيو، روديجر، ميندي
خط الوسط: أردا جولر، كامافينجا، مودريتش
خط الهجوم: جود بيلينجهام، إبراهيم دياز، كيليان مبابي
ترتيب المجموعة وتأهل ليفربول
بعد هذا الفوز، أصبح ليفربول أول فريق في المجموعة الرابعة يضمن تأهله إلى دور الـ16 متصدرًا برصيد 15 نقطة من 5 انتصارات متتالية.
ويمثل هذا التأهل المبكر دفعة قوية للفريق الذي يسعى للوصول بعيدًا في البطولة هذا الموسم، بعد الأداء القوي الذي قدمه حتى الآن.
في المقابل، تعقدت حسابات ريال مدريد الذي تجمد رصيده عند 9 نقاط، ويحتاج لتحقيق الفوز في الجولة الأخيرة لضمان تأهله إلى الدور المقبل، وسط منافسة قوية من الفرق الأخرى في المجموعة.
تاريخ مواجهات الفريقين
شهدت مباراة اليوم استمرار التنافس التاريخي بين ليفربول وريال مدريد في البطولات الأوروبية.
ورغم تفوق الفريق الملكي في معظم المواجهات السابقة، حيث فاز في 7 من أصل 11 مباراة، فإن ليفربول نجح هذه المرة في كسر هيمنة ريال مدريد، ليحقق فوزه الرابع في تاريخ المواجهات بينهما.
فرصة ذهبية لليفربول
تمثل هذه المباراة فرصة ذهبية لليفربول ليس فقط لكسر العقدة الملكية، بل أيضًا لتعزيز ثقته قبل خوض الأدوار الإقصائية.
من جانبه، يسعى المدرب آرني سلوت لاستثمار هذا الفوز لتقديم أداء قوي في المباريات المقبلة، مستفيدًا من تألق لاعبيه، وخاصة صلاح وجاكبو وماك أليستر.
في المقابل، يدرك ريال مدريد حجم التحدي الذي ينتظره في الجولة الأخيرة، إذ يسعى الفريق الملكي بقيادة أنشيلوتي لتفادي الخروج المبكر من البطولة التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بها.
ماذا بعد؟
تتجه الأنظار الآن إلى الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات، حيث سيسعى ليفربول لمواصلة سلسلة الانتصارات وإنهاء هذا الدور بالعلامة الكاملة، بينما يطمح ريال مدريد إلى تصحيح مساره وحجز بطاقة التأهل للدور المقبل، في واحدة من أكثر المجموعات إثارة هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا.