الوطني الفلسطيني: الأسلحة غير المعروفة المستخدمة بغزة تسبب حروقاً شديدة وذوبان الجلد
يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة تفاقمت بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة، مما انعكس بشكل مباشر على حياة السكان.
حيث أكدت رتيبة النتشة، عضوة هيئة العمل الوطني والأهلي الفلسطيني، أن حوالي 90% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن المجاعة وصلت إلى مراحل متقدمة في بعض المناطق، وبالأخص في شمال القطاع.
مما يزيد من معاناة العائلات التي تواجه صعوبة بالغة في الحصول على احتياجاتها الأساسية من الطعام.
تقرير الأمم المتحدة: أكثر من 75 ألف شخص مهددون بالموت
في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، تم الإشارة إلى أن حوالي 75 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون خطر الموت نتيجة انعدام الأمن الغذائي.
وأوضحت النتشة أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً مع دخول فصل الشتاء، حيث تتزايد معاناة السكان بسبب الطقس البارد، فيما فقد العديد من الأسر مأوى لهم.
الخيام التي توفر لهم الحماية ليست مهيأة لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، في وقت تزداد فيه المشاكل الصحية نتيجة للظروف البيئية السيئة.
الاحتلال وتداعياته البيئية طويلة المدى
تطرقت النتشة إلى تأثير ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على البيئة في قطاع غزة، محذرة من أن هذه الممارسات ستؤدي إلى كارثة بيئية على المدى البعيد.
وبينت أن المواد المتفجرة التي تسقط على الأرض تشبع التربة، ما يهدد الحياة البيولوجية في القطاع ويعقد إمكانية إعادة تأهيل البيئة في المستقبل.
وأكدت أن هذه الآثار لن تقتصر على الجانب البيئي فقط، بل ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، مما يعمق معاناة السكان على المدى الطويل.
أسلحة غير معروفة
من جانب آخر، أشارت النتشة إلى استخدام الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة كحقل تجارب للأسلحة غير التقليدية، التي ما تزال طبيعتها غير معروفة.
هذه الأسلحة تسبب حروقاً شديدة وذوباناً للجلد، إضافة إلى استخدام بعض الغازات السامة التي تم نشرها تحت مسمى القضاء على من يختبئون في الأنفاق.
كما حذرت من خطر الأسلحة غير المنفجرة التي ألقيت في القطاع، والتي تشكل تهديداً دائماً للسكان.
الوضع الصحي في غزة
أما في ما يخص الوضع الصحي في قطاع غزة، فقد أكدت النتشة أن الخدمات الطبية أصبحت أقل من البدائية، حيث لا يمكن تقديم العلاجات الأساسية أو إجراء العمليات الجراحية الكبرى بسبب نقص الإمكانيات ودمار المرافق الطبية.
وأضافت أن هناك تنافساً شديداً بين الحالات الصحية، ما يفرض مفاضلة في تقديم العلاج. كما أشارت إلى أن المرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج القطاع يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على التصاريح اللازمة للانتقال إلى خارج غزة، مما يضاعف من معاناتهم.
اعتداءات الاحتلال في الجنوب اللبناني
في سياق متصل، نددت النتشة بمحاولات جيش الاحتلال اعتقال عدد من اللبنانيين بزعم انتمائهم إلى المقاومة اللبنانية، إلى جانب منع السكان من العودة إلى مناطقهم في جنوب لبنان.
وأكدت أن هذه الانتهاكات تُمثل استمرارية للعدوان الإسرائيلي الذي لا يعترف بالحدود أو المواثيق الدولية
وأضافت أن غياب حل الدولتين واستمرار الاحتلال يُنذر بتفاقم الصراع ليصل إلى قلب إسرائيل نفسها، ما قد يؤدي إلى انهيارها وزوالها تماماً، وفق تعبيرها.
خطر تجاهل حل الدولتين على إسرائيل والمجتمع الدولي
لفتت النتشة الانتباه إلى الأصوات المتزايدة داخل المجتمع الإسرائيلي التي تُحذر من عواقب تجاهل حكومة الاحتلال لحل الدولتين.
وأكدت أن استمرار العدوان على قطاع غزة وانتهاك القرارات الدولية يجعل إسرائيل تفقد صورتها أمام العالم كدولة ديمقراطية أو ذات "جيش أخلاقي"، وهي الصورة التي دأبت على ترويجها لعقود.
وأضافت أن العالم بات يدرك بشكل متزايد وحشية الاحتلال، مما يُضعف موقف إسرائيل أمام المجتمع الدولي.