المنظمات الأهلية: البرد القارس يهدد حياة الأطفال والمرضى في الخيام بغزة
في ظل استمرار التصعيد والحصار المفروض على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، ويعيش سكان القطاع ظروفاً قاسية تنذر بكارثة إنسانية.
فقد أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، أن قطاع غزة يمر بمرحلة صعبة للغاية، في ظل غياب الإمكانيات اللازمة للتعامل مع التداعيات الخطيرة التي يعاني منها السكان.
وأشار إلى أنه في يوم أمس فقط فقدت ثلاثة مواطنات حياتهن جراء تدافع عشرات الآلاف من الناس للحصول على الخبز، وهو ما يعكس عمق الأزمة في ظل النقص الحاد في المواد الأساسية مثل الطحين والدقيق.
الظروف الإنسانية القاسية في ظل البرد والمطر
وأضاف الشوا، أن الوضع يزداد تعقيداً بسبب البرد القارس والأمطار الغزيرة التي أغرقت الخيام، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية.
وأوضح أن الخيام التي تؤوي الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، إضافة إلى كبار السن، أصبحت غير قادرة على مواجهة هذه الظروف الجوية القاسية، مما يهدد حياتهم بالخطر.
نقص المواد الإغاثية
وفيما يتعلق بالمساعدات الإغاثية، أكد الشوا أن ما تم إدخاله إلى القطاع من معدات إيواء ومستلزمات لا يكفي سوى من 5 إلى 7% من السكان فقط.
ورغم التحذيرات المستمرة التي أطلقتها شبكة المنظمات الأهلية منذ عدة أشهر حول خطورة الوضع، إلا أن القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول الخيام والمستلزمات الأساسية للمواطنين قد جعلت الوضع أكثر تعقيداً.
وأشار إلى أن العديد من الخيام قد غرقت بالوحل نتيجة الأمطار الغزيرة، في ظل الدمار الكبير الذي طال البنية التحتية للقطاع بسبب الهجمات المستمرة، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
اعتداءات الاحتلال في الجنوب اللبناني
في سياق متصل، نددت النتشة بمحاولات جيش الاحتلال اعتقال عدد من اللبنانيين بزعم انتمائهم إلى المقاومة اللبنانية، إلى جانب منع السكان من العودة إلى مناطقهم في جنوب لبنان.
وأكدت أن هذه الانتهاكات تُمثل استمرارية للعدوان الإسرائيلي الذي لا يعترف بالحدود أو المواثيق الدولية
وأضافت أن غياب حل الدولتين واستمرار الاحتلال يُنذر بتفاقم الصراع ليصل إلى قلب إسرائيل نفسها، ما قد يؤدي إلى انهيارها وزوالها تماماً، وفق تعبيرها.
حل الدولتين
لفتت النتشة الانتباه إلى الأصوات المتزايدة داخل المجتمع الإسرائيلي التي تُحذر من عواقب تجاهل حكومة الاحتلال لحل الدولتين.
وأكدت أن استمرار العدوان على قطاع غزة وانتهاك القرارات الدولية يجعل إسرائيل تفقد صورتها أمام العالم كدولة ديمقراطية أو ذات "جيش أخلاقي"، وهي الصورة التي دأبت على ترويجها لعقود.
وأضافت أن العالم بات يدرك بشكل متزايد وحشية الاحتلال، مما يُضعف موقف إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
مؤتمر دولي للسلام
في ختام حديثها، دعت النتشة إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، يكون هدفه الأساسي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وترسيخ الاعتراف الدولي بها.
وأكدت أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد لوقف شلال الدماء المستمر في الأراضي الفلسطينية، ووضع حد لسياسات الضم غير الشرعي في الضفة الغربية والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
كما شددت على أهمية إجبار إسرائيل على تنفيذ حل الدولتين لإنهاء الاحتلال وضمان سلام دائم في المنطقة.
تقرير الأمم المتحدة: أكثر من 75 ألف شخص مهددون بالموت
في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، تم الإشارة إلى أن حوالي 75 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون خطر الموت نتيجة انعدام الأمن الغذائي.
وأوضحت النتشة أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً مع دخول فصل الشتاء، حيث تتزايد معاناة السكان بسبب الطقس البارد، فيما فقد العديد من الأسر مأوى لهم.
الخيام التي توفر لهم الحماية ليست مهيأة لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، في وقت تزداد فيه المشاكل الصحية نتيجة للظروف البيئية السيئة.
الاحتلال وتداعياته البيئية طويلة المدى
تطرقت النتشة إلى تأثير ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على البيئة في قطاع غزة، محذرة من أن هذه الممارسات ستؤدي إلى كارثة بيئية على المدى البعيد.
وبينت أن المواد المتفجرة التي تسقط على الأرض تشبع التربة، ما يهدد الحياة البيولوجية في القطاع ويعقد إمكانية إعادة تأهيل البيئة في المستقبل.
وأكدت أن هذه الآثار لن تقتصر على الجانب البيئي فقط، بل ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، مما يعمق معاناة السكان على المدى الطويل.