فرنسا تؤكد أهمية الحل السياسي في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254
في إطار تصاعد الأوضاع الميدانية في شمال سوريا، وخاصة في محافظة حلب، دعت فرنسا جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في هذه المناطق.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الوضع الحالي يستدعي تكثيف الجهود الدولية لضمان سلامة السكان المدنيين وتفادي المزيد من التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.
موقف فرنسا من التطورات في حلب
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان نُشر مساء السبت، أن فرنسا تتابع عن كثب التطورات العسكرية في حلب وتبدي قلقًا بالغًا من التصعيد الحاصل في المنطقة.
وأضاف أن فرنسا تدعو جميع الأطراف المتصارعة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان حماية المدنيين في مناطق النزاع، مشددًا على ضرورة احترام حقوق الإنسان في كافة مراحل العمليات العسكرية.
ضرورة استئناف الاجتماعات الدستورية السورية
أشار البيان إلى أن التطورات الحالية في حلب تؤكد أهمية استئناف الاجتماعات الخاصة باللجنة الدستورية السورية دون تأخير.
يأتي هذا في الوقت الذي تمر فيه الأزمة السورية بمرحلة حرجة، حيث مضت 13 عامًا على بداية الحرب الأهلية.
وتُعد هذه الاجتماعات خطوة أساسية نحو تحقيق حل سياسي ينهي الصراع، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يدعو إلى عملية سياسية شاملة تسهم في استقرار سوريا.
التطورات العسكرية في حلب
من جانب آخر، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية عن مواجهات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية في مختلف نقاط الاشتباك في محافظة حلب.
وأوضحت القيادة أن المعارك التي دارت على مدار الأيام الماضية كانت شرسة، حيث تمتد خطوط الاشتباك لأكثر من 100 كم.
وأكدت أن قواتها خاضت هذه المعارك بهدف إيقاف تقدم الإرهابيين، مشيرة إلى أن العشرات من الجنود السوريين استشهدوا أثناء تلك المواجهات، فيما أصيب آخرون.
التكتيكات العسكرية السورية
فيما يتعلق بالتكتيك العسكري السوري، أكدت القيادة العامة أن القوات المسلحة السورية نفذت عمليات إعادة انتشار بهدف تعزيز خطوط الدفاع والتصدي للهجمات.
هذا الإجراء كان يهدف إلى امتصاص الهجوم مع الحفاظ على أرواح المدنيين والجنود السوريين، كما تم التحضير لهجوم مضاد لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون.
وأوضحت القيادة أن التدفق المستمر للمسلحين عبر الحدود الشمالية وتوفير دعم عسكري وتقني لهم قد أسهم في تمكن التنظيمات الإرهابية من السيطرة على أجزاء واسعة من مدينة حلب في الساعات الأخيرة.
إغلاق مطار حلب
وفي خطوة احترازية بسبب التصعيد العسكري، أعلنت السلطات السورية إغلاق مطار حلب الدولي بشكل كامل.
كما تم إلغاء جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من المطار بعد الهجمات التي استهدفت أحياء مدينة حلب.
وقد أسفر الهجوم عن سيطرة مسلحين على أجزاء كبيرة من المدينة، مما دفع السلطات السورية إلى اتخاذ هذه الإجراءات لضمان الأمن والسلامة.
في تصريح جديد، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الوضع في مدينة حلب بسوريا بأنه "تعدٍ على سيادة سوريا".
جاء هذا التصريح في سياق تعبير روسيا عن قلقها من التطورات الأخيرة في المنطقة، مؤكدًا أن بلاده تعمل على دعم الحكومة السورية لاستعادة النظام والاستقرار.
وأضاف بيسكوف أن روسيا تعتبر هذا الوضع تحديًا مباشرًا لسيادة سوريا في المنطقة، وأشار إلى أن التدخلات الخارجية تساهم في تعميق الأزمة الحالية.
في هذا السياق، دعا بيسكوف السلطات السورية إلى اتخاذ خطوات سريعة لاستعادة النظام في المدينة وتنفيذ الإجراءات الدستورية اللازمة لضمان الاستقرار السياسي.
روسيا تدعو لاستعادة النظام في حلب بسرعة
وفي تعليق إضافي، شدد بيسكوف على ضرورة أن تتخذ السلطات السورية خطوات حاسمة لاستعادة النظام في حلب بأسرع وقت ممكن.
وأكد أن روسيا مستعدة لدعم الحكومة السورية في جهودها لتحقيق الاستقرار في المدينة، مشيرًا إلى أن استعادة النظام الدستوري في حلب يعتبر جزءًا أساسيًا من عملية استقرار البلاد بشكل عام.
وأضاف أن عودة الأمن إلى المدينة يجب أن تكون أولوية، وأن على السلطات السورية التعامل مع الوضع بسرعة وفعالية لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق المتأثرة بالصراع.