كلمات حُذفت وألحان بكى عليها.. أسرار وراء أغنية «الحب اللي كان»
أغنية «الحب اللي كان» واحدة من أشهر الأغنيات، اشتهرت بصوت المطربة ميادة الحناوي، لكن في نسخة نادرة أخرى، تغنى بها مؤلفها وملحنها بليغ حمدي، مستعينا بعوده، ومستعيدا كل المشاعر التي دفعته وقتها لكتابتها.
قصة أغنية "الحب اللي كان"
بعد طلاق بليغ والمطربة وردة الجزائرية، سألوا وردة ايه اللي حصل من بليغ؟ فردت: مين بليغ؟.
وعندما سمع بليغ ردها بكى وكتب أغنية الحب اللي كان واهداها للفنانة ميادة الحناوي.
هذه هي الرواية التي يتم تناقلها منذ فترة طويلة عن قصة أغنية خالدة.. الا ان اطرافا عاصروها كان لهم رد آخر.
أغنية «الحب اللي كان»، واحدة من أقوى أغنيات الشجن التي غنتها ميادة الحناوي وكتبها ولحنها بليغ حمدي، وربما خرجت للنور بعد تغيير بعض كلماتها.
وفي نسخة نادرة، تغنى مؤلف الاغنية وملحنها بليغ حمدي، مستعينا بعوده، ومستعيدا كل المشاعر التي دفعته وقتها لكتابتها، غير أن الفرق الجوهري أنه ردد بعض كوبليهاتها المحذوفة في نسخة «الحناوي».
في بداية الأغنية استبدل بليغ كوبليه «زارنا الزمان سرق منا فرحتنا والراحة و الأمان» بـ«زرنا الزمان خطف منا فرحتنا من قبل الآوان».
وأضاف «حبيبي فداك أنا فداك نور عينيا» و«حبيبي يا أنا يا أغلى من عينيا يا أحلى دندنة أتهنى 100 سنة يا كل الدنيا وعيش وأموت أنا».
سبب طلاق بليغ حمدي ووردة
نهاية قصة حزينة لخصها بليغ في «الحب اللي كان» كتابة ولحن، حيث عبر خلالها عن حكاية حبه بالمطربة الجزائرية وردة.
وذلك حسبما حكى المخرج جميل المغازي، صديقه المقرب، منذ 7 سنوات عبر قناة «دريم» مع الإعلامي وائل الإبراشي.
بدأ «المغازي» حديثه عن بليغ بالإشارة لآلامه النابعة من رغبته في إنجاب طفل من وردة، التي فاجأته بطلب الطلاق، لينفذ طلبها على مضض بعد إلحاح منها.
قال «المغازي»: «كنا في أبوظبي، الست وردة طلبت الطلاق، راح كلم محمود لطفي، كان ماسك جمعية المؤلفين والملحنين في التليفون وقاله طلق».
حزن بليغ حمدي
قرار أصاب بليغ بالاكتئاب الشديد، نظرًا لعشقه لوردة، وهو ما جعله يتجه لأحد الشواطئ مرتديًا جلبابه، ممسكا بعوده، وأخذ يدندن بكلمات سجلها المغازي على أوراقه.
وتابع المغازي: «كنا بنمشي وراه لأنه مجنون يعمل أي حاجة، قعدنا جنبه أنا وعبد الرحيم منصور ومحمد رشدي وسوزان عطية، وقعد يعزف بالعود ويقول كلام، كان معايا ورق كتبت كل كلمة بيقولها، ووصيت رشدي وسوزان يحفظوا المقامات».
4 ساعات ابكت الملايين
ليلة حزينة مرت على بليغ بعد هذه الجلسة، التي ردد فيها كلمات مفعمة بالمشاعر.
وفي صباح اليوم التالي، استيقظ المغازي لتناول الفطار معه، وفي هذه اللحظات أخبره قائلًا: «أنت عملت لحن محصلش»، ليتفاجأ بليغ متسائلًا: «لحن إيه؟».
وأضاف المغازي: «قولتله أنت مكنتش داري، قالي في إيه؟ قولتله خد اقرأ الورق، قالي متعرفش المقام، قولتله ماليش في المقامات وأنت عارف، لكن رشدي وسوزان عارفين، وجم قالوا له كان بيغني إزاي».
لملم بليغ بعد الاستماع لسوزان ورشدي أوراق المغازي، لينعزل في غرفته مدة تراوحت بين 3 إلى 4 ساعات، ومن ثم خرج لهم.
يتابع المغازي: «طلع وغنى لنا، وكلنا كنا بنبكي، كانت أغنية الحب اللي كان، أحاسيسه كانت بتبكينا، بالذات لما يقولنا اتخلقت عشان مفيش دمعة تنزل على عينيها وماتبكيش مرة».
ليبكي بعد ذلك ملايين المستمعين مع سماع كلمات ولحن الأغنية وصوت ميادة الحناوي.
الفنانة وردة
ولدت وردة في 22 يوليو 1939 بفرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، وبرزت موهبتها الغنائية منذ صغرها.
حيث اكتشفها أحمد التيجاني، الذي كان يعمل في شركة للأسطوانات بجانب عمله في القسم العربي بإذاعة باريس في برنامج لتقديم مواهب الأطفال.
تميزت وردة بصوتها العذب وقدرتها على أداء مختلف أنواع الموسيقى، من عربية وغربية وكلاسيكية.
تعلمت وردة اللغة العربية وأتقنتها في 10 شهور، وذلك لأنها كانت تجيد اللغة الفرنسية فقط.
كما عملت في النادي الذي يمتلكه والدها في فرنسا، وكانت تغني أغاني أم كلثوم.
بدأت مسيرة وردة الفنية بشكل احترافي في عام 1958، حيث سجلت العديد من الأغاني الناجحة، مثل "بشرة خير" و"ألف ليلة وليلة" و"حلوة يا بلادي".
سافرت وردة إلى العديد من الدول العربية والأجنبية لإحياء الحفلات، ونالت إعجاب الجمهور في جميع أنحاء العالم. كما شاركت في بطولة العديد من الأفلام والمسرحيات.
قصة حكم الإعدام على وردة
يذكر أن روى ابن الفنانة وردة «رياض القصري»، قصة هروب والدته وردة الجزائرية من بلادها هي ووالدها، جده «محمد فتوكي».
وذلك بعدما أصدرت إحدى المحاكم الفرنسية، حكم الإعدام على وردة ووالدها، لثبوت التحقيقات بتستره على مخازن سلاح تابعة للمقاومة.
ودعم وردة المعنوي للمقاومة بالغناء لهم، أغاني وطنية مثل «يا حبيبي يا مجاهد»، و«بلادي يا بلادي» وغيرها.
دعما لوطن والدها الجزائر، مما أدى ذلك إلى اضطرار وردة ووالدها للهرب إلى بيروت خوفًا من تنفيذ حكم الإعدام.
اللحظات الأخيرة في حياة وردة الجزائرية
أكدت فاطمة بكري مصففة شعر الفنانة وردة الجزائرية أن جسد «وردة» لم يتحمل الجهاز الذي تم تركيبه لضبط نبضات القلب في فرنسا.
لأن حالتها الصحية كانت أصلا متدهورة جدا، موضحة أنها رحلت في نفس الأسبوع الذي قامت فيه بتركيب الجهاز.
وقالت مصففة شعر وردة الجزائرية: "لم تتحمل وردة الجهاز وبعد أسبوع واحد سقطت على الرخام وماتت".
مضيفة إلى أن الجميع ظن في تلك الفترة أن تلك السقطة هي الوحيدة التي قتلت وردة.
وأضافت "بكري"، أنه منذ اليوم الأول الذي وضعت فيه وردة الجهاز لم يتحمله جسدها.
وأصيبت بالوهن الشديد وفقدان الشهية والآلام الموجعة لدرجة ان الأطباء منعوا عنها العديد من الأغذية.
وتابعت مصففة شعر الفنانة وردة قائلة: "في نهاية حياة الفنانة وردة كانت تتناول وجبة صغيرة جدا في اليوم الواحد.
وازدادت حالتها الصحية تعقيدا وتدهورا ولم يكن هناك للأسف إشراف أو رعاية طبية في بيتها".
مشيرة إلى أنها كانت تشعر بضيق وألم في صدرها وعلى مستوى القلب لم تتمكن من الحراك وظلت راقدة فوق سريرها.
وواصلت "بكري" أن وردة وهي على فراش المرض كانت تشعر بقرب أجلها وقالت لها: (يا فاطمة خلاص بقي وقت قصير جدا فقط في حياتي).
وأردفت مصففة الشعر قائلة: "كانت وردة يوم رحيلها مثل الملاك النائم بوجهها الطفولي ساكنة وهادئة لا تتحرك وقد تكلمت مع المرأة التي غسلتها وقالت لي (والله أحس انها كانت تصلي)".
ظلت وردة رمزًا للفن الجزائري والعربي، وخلّدت ذكراها من خلال أعمالها الفنية الخالدة التي لا تزال تُسمع وتُردد حتى يومنا هذا.