بعد فتح تحقيق مع «إنفيديا».. الصين ترد على القيود التكنولوجية الأمريكية
أكدت الحكومة الصينية أنها فتحت تحقيقًا مع شركة إنفيديا كورب، وذلك بسبب شكوك في أن شركة صناعة الرقائق الأمريكية انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار حول صفقة عام 2020، مستهدفة شركة الذكاء الاصطناعي العملاقة مع تكثيف واشنطن العقوبات.
الصين تفتح تحقيقًا مع شركة إنفيديا كورب
وفي ذات السياق، أكدت الحكومة إن إدارة الدولة لتنظيم السوق فتحت تحقيقًا في سلوك الشركة الأخير، وكذلك الظروف المحيطة باستحواذها على شركة ميلونوكس تكنولوجيز التي تعمل في الصين، كما وافقت بكين على الصفقة قبل أربع سنوات؛ بشرط ألا تنحاز إنفيديا ضد الشركات الصينية.
القيود التكنولوجيا الأمريكية
وتعتبر هذه الخطوة ضد إنفيديا هي أحدث رد من بكين على القيود التكنولوجية الأمريكية المتصاعدة، وتأتي بعد أسبوع واحد فقط من حظر الحكومة الصينية صادرات العديد من المواد ذات التطبيقات التقنية والعسكرية.
تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي
وصعدت القيمة السوقية لشركة إنفيديا هذا العام بسبب الطلب على الرقائق التي يمكنها تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها واحدة من أكثر الشركات المتداولة علنًا قيمة وأكبر هدف للشركات الصينية في حرب التجارة التكنولوجية حتى الآن.
وفي ذات السياق، وافقت الصين على استحواذ شركة إنفيديا على شركة ميلانوكس مقابل 7 مليارات دولار، بشرط أن تقدم شركة تصنيع مُعدات الشبكات الحاسوبية الإسرائيلية معلومات حول المنتجات الجديدة للمنافسين في غضون 90 يومًا من إتاحتها لشركة إنفيديا.
وفي وقت سابق، تراجعت أسهم إنفيديا بنسبة 2% في التعاملات المبكرة، يوم الاثنين، قبل فتح البورصات الأمريكية. وانخفض السهم بنسبة 1.8%، ليغلق عند 142.44 دولار، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ 3.49 تريليون دولار وجعلها ثاني أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية بعد شركة أبل.
كما سعت واشنطن إلى إبطاء تطوير الصين لتكنولوجيا الشرائح المتقدمة ومنعت إنفيديا من بيع أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا للشركات هناك.
إدارة بايدن تضغط على الحكومة الهولندية
ودفعت الولايات المتحدة حلفاءها إلى القيام بخطوات مماثلة، كما ضغطت إدارة بايدن على الحكومة الهولندية لمنع شركة إيه إس إم إل القابضة، التي تحتكر الآلات التي تصنع أكثر الشرائح تقدمًا؛ ليس فقط من بيع معداتها الأعلى أداء إلى الصين، ولكن أيضًا إصلاحها وصيانتها.
كما أثارت قيود التصدير هذه توبيخًا حادًّا من بكين، التي استهدفت أيضًا الشركات الأمريكية، وحذرت شركة مايكرون تكنولوجي العام الماضي من أن حوالي نصف مبيعاتها المرتبطة بالعملاء، الذين يقع مقرهم الرئيسي في الصين، قد تتأثر بتحقيق الأمن السيبراني الذي تُجريه الحكومة الصينية.
وفي ذات السياق، قالت هيئة تنظيم الأمن السيبراني في الصين إن منتجات مايكرون فشلت في اجتياز المراجعة ومنعت رقائق الشركة من “البنية التحتية الحيوية”.
هيمنة إنفيديا في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي
اجتذبت هيمنة إنفيديا في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي التدقيق في الداخل والعالم، وأصبحت وحدات معالج الرسوميات الخاصة بالشركة، والتي أصبحت شائعة لأول مرة في ألعاب الفيديو، ضرورية بشكل متزايد للأنظمة الجديدة المستخدمة لتدريب نماذج اللغة الكبيرة وأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى.
من جهتها تعمل شركات مثل أمازون دوت كوم على تخفيف قبضة إنفيديا على السوق، فإن الطلب الهائل على الشرائح في الوقت الحالي يعني أنها تكلف عشرات الآلاف من الدولارات لكل منها.
كما طلبت وزارة العدل الأمريكية معلومات حول ما إذا كانت إنفيديا انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار، في وقت سابق من هذا العام.
وأكد مصادر إن مسئولي مكافحة الاحتكار كانوا قلقين من أن “إنفيديا” تجعل من الصعب التحول إلى مورّدين آخرين وتُعاقب المشترين الذين لم يستخدموا شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها حصريًّا.