«فيفا» يعلن فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم 2030
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اليوم الأربعاء عن الدول المستضيفة لبطولتي كأس العالم لعامي 2030 و2034، حيث جاءت القرارات لتُعيد الأضواء إلى المنطقة العربية والعالم الأوروبي.
وفي بيان رسمي صدر عقب اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ، تم التأكيد على فوز دول المغرب وإسبانيا والبرتغال بحق تنظيم كأس العالم 2030، بينما حصلت المملكة العربية السعودية على حق استضافة النسخة التالية لعام 2034.
مونديال 2030: تعاون ثلاثي بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال
في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية لكأس العالم، قرر الاتحاد الدولي منح شرف تنظيم مونديال 2030 إلى كل من المغرب، إسبانيا، والبرتغال في تعاون ثلاثي يُعد الأول من نوعه بين قارتين مختلفتين (أفريقيا وأوروبا).
وتم اتخاذ هذا القرار بالإجماع في مؤتمر "فيفا"، ما يعكس ثقة دولية كبيرة في الملف المقدم من الدول الثلاث.
ويأتي هذا التنظيم المشترك كتجسيد للتعاون الإقليمي بين الشركاء الثلاثة، الذين تعهدوا بتقديم نسخة استثنائية تُحقق التطلعات العالمية وتُحافظ على الإرث التاريخي لبطولة كأس العالم. وبحسب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يُعتبر هذا الاختيار فرصة ذهبية لتعزيز صورة المملكة المغربية عالميًا وجذب الأنظار إلى الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها البلاد في مجالات البنية التحتية والسياحة.
السعودية تستضيف كأس العالم 2034
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن فوز المملكة العربية السعودية بشكل رسمي بحق استضافة كأس العالم لعام 2034.
وجاء هذا الإعلان بعد أن كانت السعودية المرشح الوحيد لتنظيم البطولة، حيث حازت على إجماع أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي.
وخلال اجتماع "كونغرس فيفا"، الذي انعقد اليوم الأربعاء، حصل الملف السعودي على 419 نقطة من أصل 500، وهو أكبر عدد من النقاط في تاريخ تصويت "فيفا" على تنظيم بطولة كأس العالم.
وأعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو عن سعادته الكبيرة بهذا الإجماع، مُعتبرًا اختيار السعودية لاستضافة مونديال 2034 لحظة تاريخية في عالم كرة القدم.
وقال إنفانتينو في كلمته خلال الاجتماع: "اليوم نشهد لحظة فريدة في تاريخ كرة القدم، إن بطولة كأس العالم ليست مجرد حدث رياضي، بل هي احتفالية تجمع جميع الشعوب وتوحدهم."
وأضاف رئيس "فيفا": "مونديال 2034 سيكون حدثًا مميزًا بحق، وأنا فخور بتوافق جميع الاتحادات الأعضاء على اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة هذا المحفل الكبير."
وأشار إنفانتينو إلى أن كرة القدم، رغم ما يمر به العالم من أزمات وتحديات، تظل القوة الوحيدة القادرة على توحيد الشعوب وخلق أجواء من الأمل والتفاؤل.
وأكد أن ملف السعودية يعكس التزامًا كبيرًا من جانب المملكة لتنظيم نسخة استثنائية تليق بمكانة كأس العالم.
النسخ المقبلة من كأس العالم: تنظيم تاريخي
من المقرر أن تُقام النسخة المقبلة من كأس العالم 2026 في ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك، في تنظيم مشترك يُعد الأضخم في تاريخ البطولة.
وستشهد نسخة 2030 تعاونًا ثلاثيًا بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، في حين ستُصبح المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تنظم كأس العالم بشكل منفرد عام 2034.
ثقة كبيرة في الملف السعودي
وقد نجح ملف المملكة العربية السعودية في الحصول على أعلى التقييمات الفنية من الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال مرحلة التقييم.
ووفقًا لتقرير "فيفا"، فإن الملف السعودي حاز على إشادة خاصة فيما يتعلق بتوافر بنية تحتية متكاملة، ملاعب عالمية المستوى، وتجهيزات متقدمة تضمن تنظيم بطولة ناجحة بكل المقاييس.
كما أكد التقرير أن المخاطر المتعلقة بتنظيم البطولة في السعودية تُعد منخفضة، خاصة فيما يخص الجوانب الأمنية، البنية التحتية، حماية البيئة، وإدارة الحدث.
احتفاء عالمي باختيار الدول المستضيفة
يُشكل اختيار المغرب، إسبانيا، والبرتغال لتنظيم مونديال 2030 ثم السعودية لتنظيم نسخة 2034، إنجازًا تاريخيًا لكرة القدم العربية والعالمية.
ويُعزز هذا الاختيار مكانة المنطقة العربية على الخريطة العالمية لاستضافة أكبر الفعاليات الرياضية، بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر في تنظيم كأس العالم 2022.
واختتم إنفانتينو حديثه قائلاً: "نتطلع إلى نسختين تاريخيتين من كأس العالم في عامي 2030 و2034، حيث سنشاهد كيف يمكن لكرة القدم أن تُلهم الشعوب وتوحدهم في جميع أنحاء العالم."
بهذا الإعلان، يبدأ العد التنازلي لاستضافة بطولتين مُميزتين، ستكونان شاهدًا على تطور كرة القدم عالميًا ودور الدول المستضيفة في ترك إرث كروي واجتماعي يُخلّد في ذاكرة الجماهير.