من وراء الكواليس.. قصة حب تحية كاريوكا الأولى التي لم تكتمل
كشفت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا في إحدى مقابلاتها النادرة عن قصة حبها الأولى التي وقعت في بداية مشوارها الفني.
على الرغم من زيجاتها المتعددة، إلا أن هذه القصة ظلت محفورة في ذاكرتها.
تعود تفاصيل القصة إلى عام 1934، حين كانت تحية في السابعة عشرة من عمرها تعمل في صالة بديعة.
هناك التقت بشاب وسيم أعجبته وأعجب بها، ليتطور الأمر إلى قصة حب رومانسية.
وقد كشفت تحية أن حبيبها كان طالباً في كلية الحقوق ووريثاً لأراضٍ شاسعة.
عندما سافر الشاب إلى الإسكندرية، لم يتردد في طلب يد تحية للزواج، وافقت تحية على الفور، وتزوجا.
إلا أن سعادتهما لم تدم طويلاً، حيث واجه الشاب ضغوطاً شديدة من أسرته التي هددت بسحب ميراثه إذا لم يطلق تحية.
أمام هذا الخيار الصعب، فضلت تحية مصلحة حبيبها، وقررت الانسحاب من حياته. وبالرغم من أن هذا القرار كان صعباً للغاية، إلا أنها آثرت حماية مستقبله.
ترك هذا الطلاق جرحاً عميقاً في قلب تحية، وظلت تتذكره طوال حياتها.
تحية كاريوكا
ولدت تحية كاريوكا في مدينة الإسماعيلية، واشتهرت برقصة الكاريوكا العالمية التي قدمتها في عام 1940 مع فرقة بديعة مصابني، لتصبح الرقصة ملازمة لاسمها.
زيجات تحية كاريوكا
تزوجت كاريوكا 17 مرة، أشهرها من الفنان رشدي أباظة، وبدأت تجاربها مع الزواج في سن صغير، حيث كان أول أزواجها أنطوان عيسى، نجل شقيقة بديعة مصابني.
ومن بين زيجاتها، تزوجت من ضابط أمريكي يدعى "ليفي" وأشهر إسلامه حتى يتزوجها، وسافرا سويا للولايات المتحدة الأمريكية، وعادت بعد أشهر قليلة معلنة طلاقها.
كما تزوجت من المخرج الكبير فطين عبد الوهاب، والفنان أحمد سالم، وطيار الملك فاروق الخاص حسين عاكف، والمقدم مصطفى كمال صدقى، وعبد المنعم الخادم، والبكباشي حسن حسين، والمطرب محرم فؤاد، وأحمد ذو الفقار صبري، والفنان فايز حلاوة، والمخرج المسرحي حسن عبد السلام.
وتُعد زيجاتها المتعددة من أكثر الأمور المثيرة للجدل في حياتها، حيث فسّرت ابنة شقيقتها رجاء الجداوي ذلك برفضها الدخول في أي علاقة غير شرعية.
واجهت كاريوكا العديد من التحديات في حياتها، من أهمها زيادة وزنها الذي اضطرها للاعتزال لفترةٍ من الزمن، وخسارتها لأموالها، ومعاناتها من وجود مياه بيضاء على عينيها.
لكنّها لم تستسلم، بل واجهت هذه التحديات بإصرارٍ وعزيمة، وعادت للفن أقوى من ذي قبل.
في منتصف الخمسينات، اعتزلت كاريوكا الرقص وتفرغت للتمثيل بشكل كامل، وواصلت إبداعها حتى وفاتها عام 1999.
وقدمت العديد من الأفلام الناجحة، مثل "شباب امرأة" و"حماتي قنبلة ذرية" و"أم العروسة" و"خلى بالك من زوزو" و"منديل الحلو" و"إسكندرية كمان وكمان" و"الصبر فى الملاحات".
لم تتوقف إنسانية كاريوكا عند حدود الفن، بل عُرفت بكرمها وطيب قلبها، حيث كفلت طفلة مولودة بدمها على باب شقتها قبل وفاتها بعامين ونصف، وسمّتها "عطية الله" بناءً على نصيحة الشيخ الشعراوي.
وكشفت الفنانة الراحلة رجاء الجداوى عن قصة الطفلة التى وجدتها خالتها تحية كاريوكا على باب شقتها خلال إحدى لقاءاتها، قائلة: "وجدت أمام شقتها طفلة مولودة بدمها، فأخذتها واعتنت بها واتصلت بالشيخ الشعراوى وأخبرته بأنها تريد أن تربيها فقال لها اكفليها وسميها عطية الله، وهتكون مفتاحك للجنة".
وأضافت: "كانت تعشق هذه الطفلة وكانت مصدر سعادة لها، وبعد دخولها الرعاية المركزة، طلبت ورقة وكتبت اسم فيفى عبده، وأوصت بأن تتولى رعاية الطفلة بعد وفاتها".
وأستكملت قائلة: "الراحلة تحية كاريوكا كانت تعتبرنى أبنها، وكانت تقرأ القران 24 ساعة فى اليوم، وكانت عفيفة النفس، وفى أحدى المرات أخبرتنى بأنها تريد عمل عمرة وبالفعل هاتفنى أحد الأمراء من السعودية ليخبرنى بمنحها فرصة السفر لاداء مناسك العمرة".
فُتحت أبواب النجومية العالمية أمام كاريوكا عندما اقترحت النجمة آن شيريدن عليها السفر إلى هوليوود، وبدأت كاريوكا على الفور في تحسين لغتها الإنجليزية، ووقعت عقدًا مع شركة FOX الأمريكية عام 1945 لمدة 5 سنوات دون قراءة بنوده أو الشرط الجزائي.
تزوجت كاريوكا من ضابط أمريكي يهودي يُدعى ليفي، وانتقلت معه إلى لوس أنجلوس، ما أثار جدلًا في مصر، رغم تأكيدها أن الضابط الأمريكي أشهر إسلامه.
بعد عام وشهرين، زارها الفنان سليمان نجيب وشقيقه حسني، فانهارت كاريوكا من البكاء أمامهما طالبةً منهما مساعدتها في العودة إلى مصر لأنها لا تملك مبلغ تذكرة السفر، كاشفةً لهما أنها انفصلت عن زوجها، كما أنها لم تتلقَّ أي عرض جدي للمشاركة في السينما.
وعادت كاريوكا إلى مصر، واستأنفت مسيرتها الفنية الناجحة، تاركةً حلم العالمية خلفها.
وفاة تحية كاريوكا
رحلت كاريوكا عن عالمنا على أعلى درجات الإيمان، حيث كانت تقضي 15 يومًا في المدينة المنورة أمام القبة الشريفة، وتتلو القرآن الكريم باستمرار.
رحلت كاريوكا عن عالمنا 20 سبتمبر عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد تعرضها لجلطة رئوية حادة، تاركةً خلفها إرثًا من الفنّ والإنسانية، وقبل وفاتها، أوصت إحدى صديقاتها على تربية الفتاة اللى تبنتها.