رشدي أباظة.. تفاصيل مؤثرة عن أيامه الأخيرة بالمستشفى
كشفت مجلة "الموعد" عن تفاصيل مؤثرة حول الأيام الأخيرة في حياة النجم رشدي أباظة. وقد خصصت المجلة ملفاً كاملاً لتوثيق مسيرة الفنان الراحل من ولادته وحتى رحيله، في عددها الصادر بتاريخ 30 نوفمبر 1972.
تفاصيل الوفاة
قبل رحيله بـ 48 ساعة، استطاع رشدي أباظة أن يستعيد وعيه لوقت قصير.
وكانت تلك اللحظات غالية على قلبه، حيث تمكن من رؤية حفيده لأول مرة، وهو أدهم دياب، ابن ابنته قسمت، كما استقبل شقيقته منيرة التي كانت متزوجة في لبنان.
أشارت المجلة إلى أن الفنان الراحل عانى من آلام شديدة خلال الأسبوع الأخير من حياته، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير.
وقد فقد رشدي أباظة الكثير من وزنه، وتغيرت ملامحه بشكل ملحوظ، حيث اختفت تلك الشخصية القوية التي اشتهر بها.
دخل رشدي أباظة مستشفى العجوزة دون إخبار أسرته بحقيقة حالته الصحية، حيث كان يعتقد أن مرضه ليس خطيراً.
بعد إجراء فحوصات مكثفة، أدرك الأطباء خطورة الحالة الصحية للنجم الكبير، مما اضطره لإخبار شقيقه الممثل فكري أباظة، والذي سارع إلى المستشفى برفقة صديقته المقربة نادية لطفي.
بالرغم من الألم والمعاناة، ظل رشدي أباظة يأمل في الشفاء العاجل والعودة إلى حياته الطبيعية. فقد طلب من ابنته قسمت إحضار سيناريوهات لكي يبدأ بتنفيذها.
فقدان الذاكرة
قبل يوم واحد من وفاته، فقد رشدي أباظة ذاكرته تماماً، ولم يعد يتعرف على من حوله، كما عانى من نوبات عصبية شديدة.
تم إبلاغ والدة رشدي أباظة الإيطالية بوفاته، إلا أنها رفضت في البداية الحضور إلى المستشفى بسبب الخلافات العائلية، ومع ذلك، قررت في النهاية حضور الجنازة واللقاء بحفيدتها قسمت.
دفن النجم الراحل في المقبرة التي أعدها لنفسه في منطقة نزلة السمان، بعيداً عن مقابر عائلته.
أبرز محطات رشدي أباظة
ولد رشدي أباظة، ابن العائلة الأباظية المعروفة، عام 1926، وسرعان ما لفت الأنظار بوسامته التي جعلته محط أنظار النساء.
هذه الوسامة، إلى جانب موهبته التمثيلية، فتحت له أبواب الشهرة سريعاً، وجعلته منافساً قوياً للملك فاروق على قلب الفنانة كاميليا.
في أواخر الأربعينيات، جمعت كاميليا ورشدي أباظة في فيلم "امرأة من نار"، حيث نشأت بينهما قصة حب عاصفة.
وصل الأمر إلى حد الاتفاق على الزواج في أكتوبر 1950، إلا أن القدر كان له رأي آخر.
ففي حادث مأساوي، لقت كاميليا حتفها في حادث طائرة، لتنتهي بذلك قصة حب أسرت قلوب الجمهور.
وقيل في ذلك الوقت أن حادث الطائرة كان مدبرا، وهو ما زاد من مأساوية الحادثة.
وقد عانى رشدي أباظة من صدمة نفسية شديدة، دخل على إثرها المستشفى لمدة أسبوعين.
في محاولة للتغلب على آلام الفراق، تزوج رشدي أباظة من الفنانة تحية كاريوكا، التي وقفت بجانبه في تلك الفترة الصعبة.
وصل رشدي أباظة إلى العالمية
لطالما كان الفنان الراحل رشدي أباظة نموذجاً للوسامة المصرية، إلا أن موهبته امتدت لتشمل إتقانه لخمس لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية.
ورغم تركه للدراسة الجامعية من أجل التركيز على الرياضة، إلا أن طموحه لم يتوقف عند حدود الشهرة المحلية، بل كان يتطلع إلى العالمية.
تلقى أباظة عدة عروض للعمل في هوليوود، فوافق على أن يكون "دوبليرا" للنجم العالمي روبرت تايلور في فيلم "وادي الملوك"، كما أن بطلة الفيلم أليانور باركر أعجبت به.
ولم تتوقف الفرص عند هذا الحد، فقد رشحه البعض للمشاركة في فيلم "لورانس العرب" للمخرج البريطاني ديفيد لين.
حضر لين بالفعل إلى مصر وطلب مقابلة أباظة، إلا أن الأخير اعتقد أن المخرج يريد اختباره فرفض اللقاء.
وبدلاً من ذلك، طلب من المندوب أن يشاهد فيلم "في بيتنا رجل" ليقيمه.
ووافق لين على لطلب، لكنه قرر في النهاية إسناد الدور إلى عمر الشريف الذي انطلق بعدها إلى العالمية.
لم تتوقف مغامرات أباظة العالمية عند هذا الحد، فقد شارك في فيلم "الوصايا العشر" للمخرج العالمي سيسيل ديميل، والذي تم تصويره في مصر.
أعماله الفنية
لطالما ارتبط اسم الفنان الراحل رشدي أباظة بصورته الوسيمة والشخصية الجذابة، إلا أن مسيرته الفنية كانت أكثر عمقاً وتنوعاً مما يظهر للوهلة الأولى.
فقد قدم أباظة مجموعة متنوعة من الأدوار التي كشفت عن موهبته التمثيلية وقدرته على تجسيد شخصيات مختلفة.
تأثر أباظة بشكل كبير بفريد شوقي، حيث قدم أدواراً مشابهة له في أفلام الرومانسية والأكشن والشر.
وقد شارك شوقي في العديد من أفلامه، مما ساعده على تطوير أدائه.
كما شكل ثنائيات ناجحة مع العديد من نجمات السينما المصرية مثل سعاد حسني، شادية، نادية لطفي، وفاتن حمامة.
رغم أن ملامحه الجذابة حصرته في نوعية معينة من الأدوار، إلا أن أباظة تمكن من تقديم أدوار مؤثرة في أفلام ذات قيمة فنية عالية. ففي فيلم "شروق وغروب"، جسّد شخصية المهندس الذي يتحول من زير نساء إلى بطل وطني.
وفي فيلم "جريمة في الحي الهادي"، قدم شخصية الظابط الذي يحقق في جريمة اغتيال سياسي.
كما شارك في أفلام تناولت قضايا المرأة والمجتمع، مثل "المراهقات"، "آه من حواء"، و"أريد حلا".
كان رشدي أباظة ممثلاً موهوباً استطاع أن يجمع بين الشكل الجذاب والأداء القوي، تاركاً بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
زيجات رشدي أباظة
حظيت حياة رشدي أباظة الشخصية والعاطفية باهتمام كبير من الجمهور والنقاد.
فقد تزوج أباظة خمس مرات، وكانت كل زيجاته محط أنظار وسائل الإعلام.
بدأت قصة زيجات أباظة بزواجه من الفنانة تحية كاريوكا في عام 1952، واستمر الزواج لمدة ثلاث سنوات.
ثم تزوج من الأمريكية بربارا، وأنجب منها ابنته الوحيدة قسمت.
وبعد انفصاله عن بربارا، تزوج من الفنانة سامية جمال واستمر الزواج لمدة ثمانية عشر عاماً، ولكن خلال هذه الفترة تزوج أيضاً من الفنانة صباح لمدة أيام قليلة.
وفي السنوات الأخيرة من حياته، تزوج من ابنة عمه نبيلة أباظة.
لم تقتصر قصص حب أباظة على زيجاته الرسمية، فقد ارتبط اسمه بالعديد من الفنانات الأخريات، مثل ماجدة التي قالت إنه عرض عليها الزواج، والفنانة يسرا التي رفضت عرضه بسبب فارق السن.
توفي رشدي أباظة في عام 1980 إثر إصابته بسرطان الدماغ، وكان وقتها يصور فيلم "الأقوياء". وقد تم استكمال دوره في الفيلم بواسطة الفنان صلاح نظمي.
كانت حياة رشدي أباظة مليئة بالأحداث المشوقة، سواء على المستوى الفني أو الشخصي، كما أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.