الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مَن سيحكم ألمانيا؟.. سقوط شولتس يفتح باب التغيير الكبير وتهديد التوازن

المستشار أولاف شولتس
المستشار أولاف شولتس

في إطار التطور السياسي ولفت الأنظار عالميًا ومع مواجهة ألمانيا، صاحبة الاقتصاد الأكبر في أوروبا، انتخابات مبكرة العام المقبل بعد فقدان المستشار أولاف شولتس تصويت الثقة في مجلس النواب الألماني الاتحادي (البوندستاج).

انتخابات مبكرة العام المقبل بعد فقدان المستشار أولاف شولتس

هذا السقوط السياسي يعكس نزاعات داخلية عميقة في الحكومة الائتلافية، إلى جانب تراجع اقتصادي يقود إلى جدل واسع حول مستقبل القيادة الألمانية في ظل تصاعد قوة الأحزاب اليمينية، تقرير شبكة "سي إن إن" يضع الضوء على تفاصيل الأزمة وتداعياتها.

انهيار الحكومة الألمانية

وخسر المستشار أولاف شولتس تصويت الثقة في البرلمان الألماني بعد نزاع طويل الأمد حول الميزانية، إذ حصل شولتس على دعم 207 أعضاء فقط، بينما صوّت 394 ضده، مع امتناع 116 عن التصويت. 

وهذه النتيجة لم تكن مفاجئة، إذ وصفها شولتس نفسه بأنها خطوة نحو تأمين انتخابات وطنية مبكرة للخروج من مأزق الائتلاف الهش الذي حكم البلاد منذ نوفمبر 2021.

الحكومة الائتلافية التي قادها شولتس، والمكونة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الخضر، والديمقراطيين الأحرار، عانت من اضطرابات مستمرة.

ويبدو أن الانتخابات المقبلة ستعيد رسم الخريطة السياسية، مع توقعات بتصدر الاتحاد الديمقراطي المسيحي (الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بقيادة فريدريش ميرز.

سباق المستشارية في ألمانيا

ومع استعداد ألمانيا للانتخابات، برزت سبعة أحزاب رئيسية كقوى متنافسة، ورغم أن أربعة منها أعلنت عن مرشحيها لمنصب المستشار، فإن التوقعات تشير إلى تقدم واضح لفريدريش ميرز، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي، ليكون خليفة محتملًا لشولتس.

الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي: بقيادة ميرز، الذي يُعرف بمواقفه المحافظة وسياساته الاقتصادية المتشددة.

الحزب الديمقراطي الاجتماعي: يواجه تحديًا كبيرًا لإعادة كسب ثقة الناخبين تحت قيادة شولتس، الذي فقد شعبيته.

حزب البديل من أجل ألمانيا: الحزب اليميني الشعبوي بقيادة أليس فايدل يكتسب زخمًا، مع سياسات معادية للهجرة تستهوي الناخبين الساخطين.

حزب الخضر: بقيادة روبرت هابيك، يركز على سياسات البيئة والاقتصاد، لكنه يفتقر إلى القوة اللازمة للتفوق في السباق.

استطلاعات رأي الاتحاد الديمقراطي

تشير استطلاعات الرأي الى تقدم الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي بنسبة تأييد تبلغ 32%، بينما يحل البديل من أجل ألمانيا ثانيًا بنسبة 18%، يليه الحزب الديمقراطي الاجتماعي بنسبة 16%، والخضر بنسبة 14%.

قضايا حاسمة في الانتخابات المقلبة

ويتصدر الاقتصاد أجندة الانتخابات المقبلة، خاصة مع توقع البنك المركزي الألماني ركودًا اقتصاديًا خلال الشتاء المقبل وتباطؤًا في التعافي حتى عام 2025.

وتعاني قطاعات حيوية، مثل صناعة السيارات، من تحديات هيكلية دفعت شركات كبرى، مثل فولكس فاجن، إلى تسريح العمال وإغلاق مصانع.

وتمثل الهجرة قضية شديدة الحساسية من جهة أخرى، حيث يسعى حزب البديل من أجل ألمانيا إلى استثمار حالة السخط العام بشأن سياسات الهجرة السابقة، أما شولتس، فقد حاول كسب ود الناخبين من خلال تعزيز عمليات التفتيش على الحدود مع الدول الأوروبية المجاورة.

فريدريش ميرز السياسي المخضرم

يبرز فريدريش ميرز، السياسي المخضرم، كأمل المحافظين في إعادة تشكيل القيادة الألمانية.

بعد مسيرة طويلة تضمنت عضوية البرلمان الأوروبي والبوندستاغ، وعملًا في القطاع الخاص.

وعاد "ميرز" بقوة إلى الساحة السياسية في 2021 ليصبح رئيسًا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في 2022.

"ميرز" يُعرف بميوله الاقتصادية الصارمة ومواقفه المحافظة بشأن الهجرة، وحرصه على الابتعاد عن سياسات أنجيلا ميركل الوسطية. كما يُعد داعمًا قويًا لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، مؤكدًا على ضرورة تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.

مَن سيحكم ألمانيا؟

من غير المتوقع أن يحصل أي حزب على أغلبية مطلقة في البرلمان المكون من 630 مقعدًا، لذا، ستكون تشكيل التحالفات أمرًا حاسمًا.

الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي قد ينظر إلى الحزب الديمقراطي الحر أو حزب الخضر كشركاء محتملين.

حزب البديل من أجل ألمانيا، رغم شعبيته المتزايدة، قد يظل خارج التحالفات بسبب سياساته المثيرة للجدل.

وتشير التوقعات إلى صعوبات وفي كل الأحوال تشكيل حكومة مستقرة، فمع سقوط شولتس وخوض انتخابات مبكرة، تواجه ألمانيا تحديًا غير مسبوق في الحفاظ على استقرارها السياسي والاقتصادي.

ويضع صعود الأحزاب اليمينية ومخاوف الركود الاقتصادي البلاد على مفترق طرق تاريخي، بينما يستعد فريدريش ميرز للصعود إلى السلطة، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن ألمانيا من استعادة توازنها في ظل هذه التغيرات الجذرية؟

تم نسخ الرابط