بيت الغناء العربي يحتفي بذكرى فريد الأطرش بـ أمسية خاصة

يستضيف بيت الغناء العربي، بقصر الأمير بشتاك، أمسية فنية مميزة تكريمًا للموسيقار الكبير فريد الأطرش، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيله، مساء الخميس المقبل.

تحت عنوان "فريد الأطرش.. لحن الخلود"، تقدم الأمسية باقة من أجمل أغاني وألحان الراحل، والتي سيقدمها الفنان الدكتور هاني الحمزاوي وفرقته الموسيقية.

وستشهد الأمسية استعراضًا لرحلة فريد الأطرش الفنية، وتسليط الضوء على عبقريته في الغناء والتلحين وإتقانه لعزف العود.

فريد الأطرش "ملك العود"

ذكر فريد الأطرش نفسه في بعض التسجيلات الصوتية أنه من مواليد عام 1917.

ولكن، يظل تاريخ ميلاد فريد الأطرش لغزًا حتى الآن، حيث تختلف المصادر حول سنة ميلاده بين أعوام 1910، 1912، 1915، و 1917.

بينما قال صديقه ومحاميه محمود لطفي أن فريد نفسه لا يعرف تاريخ ولا سنة ميلاده، مؤكدًا أن فريد لم يكن يحتفل بعيد ميلاده.

يرجح المؤرخ الفني نعيم المأمون، جامع تراث الفنان فريد الأطرش، أنّ عام ميلاده هو 1915، وذلك بناءً على تحليل بعض المعلومات التاريخية:

تزوج فهد فرحان الأطرش، والد فريد، من علياء حسين المنذر عام 1909، وأنجبت له خمسة أبناء وهم:

فؤاد، وأنور (توفى قبل هجرة الأسرة إلى مصر عام 1923)، وفريد، و آمال (أسمهان) التي ولدت عام 1917، وطفلة أخرى اسمها وداد (توفّيت عام 1918).

بناءً على ذلك، يرى المأمون أنّ فريد الأطرش، كونه رابع أخوته، من المرجح أن يكون قد ولد عام 1915.

ولد فريد الأطرش بمدينة السويداء فى محافظة جبل العرب بسوريا لعائلة الأطرش العريقة بجبل العرب جنوب سوريا.

نشأته

ووالده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته اللبنانية الأميرة عالية، التي انتقلت مع أولادها إلى مصر هربًا من الاحتلال الفرنسى ورغبته فى الانتقام من عائلة المناضل فهد الأطرش.

التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية "الخرنفش"، والتحق بمعهد الموسيقى وقام ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة.

حتى اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم وضمه كعازف عود في فرقة الإذاعة المصرية.

بدايته الفنية

سجل أول أغنياته "يا ريتني طير لأطير حواليك"، والتحق بالعمل في فرقة بديعة مصابني، حتى اقتحم عالم السينما مع أخته أسمهان في أول فيلم لهما "انتصار الشباب" عام 1940.

وبعدها توالت عليه العروض وذاعت شهرته حتى أصبح أحد عمالقة الموسيقى من نجوم الزمن الجميل.

وفضلا عن العبقرية الفنية للموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش فإنه كان يتسم بأخلاق عالية وصفات أجمع على حبها كل من عرفه.

فالفنان الذى ينتمي إلى آل الأطرش وهى إحدى عائلات الأمراء العريقة في جبل الدروز بجنوب سوريا.

وكانت أخلاقه وصفاته طوال حياته كأمير راق كريم وفى محبوب حتى فى أصعب الفترات التى مرت بحياته.

وعرف فريد الأطرش بين زملائه بكرمه الواسع وكان بيته دائما مفتوحاً للجميع، حتى لمن لا يعرفهم، وتتساوى قواعد الضيافة فى بيته بين الفقير والوزير.

أشهر أعماله

وتضم أشهر أغاني موسيقار الأزمان التي يعشقها جمهوره: "مرة يبكيني ومرة يهنيني"، و"قلبي ومفتاحه"، و"بقي عايز تنساني"، و"وياك"، و"مانحرمش العمر منك"، و"يا عوازل فلفلوا"، و"فوق غصنك يا لمونة"، و"أنا واللي بحبه".

أعمال فريد الأطرش السينمائية

لم يتوقف فريد عند محطة الغناء والتلحين بل خاض تجربة ناجحة وأكثر من رائعة فكان ممثل بارع إلى جانب ملحن مبدع.

فشارك في عدد كبير من الأفلام، بعضها يعتبر علامات في تاريخ السينما المصرية.

حيث قدم 31 فيلمًا سينمائيًا من بطولته وبعضها من إنتاجه منذ عام 1941 وحتي عام 1975، فشارك في تمثيل وإنتاج عدد كبير من الأفلام السينمائية علي مدار نحو 40 عاما هي مدة حياته الفنية.

مسيرته الفنية الطويلة والمتنوعة دفعت عدد كبيراً من الكتاب لتأليف كتب تتناول قصة حياته والفترة التي عاش فيها وأسلوبه الموسيقى.

ومن أهم هذه الكتب: "فريد الأطرش قصة حياته ومختارات من أغانيه" لسعيد الهيري، و"فريد الأطرش بين الفن والحياة" لسعيد الجزائري.
و"فريد الأطرش" لعبد الكريم عبد العزيز الجوادي.

بالإضافة إلى "موسيقار الأزمان" لسعود بن عبد العزيز القويعي، و"فريد الأطرش العالمي نابغة عصره" للمهندس محمود الأحمدية، و"النصوص الكاملة" لأغاني فريد الأطرش.

قام ملك العود بالتعاون مع أشهر شعراء عصره حيث كتب له كبار المؤلفين، ومنهم: 
أحمد بدرخان، وأحمد رامي، وأحمد شفيق كامل، وبشارة الخوري، وإسماعيل الحبروك، وبديع خيري، وبيرم التونسي.

إلى جانب حسين السيد، وحسين شفيق المصري، وخالد الفيصل، وأبو السعود الإبياري، وصالح جودت، وفتحي قورة، وكامل الشناوي، ومأمون الشناوي، ومرسي جميل عزيز.

استغل موسيقار الأزمان موهبته الموسيقية في التلحين لعدد كبير من المطربين والمطربات ولم يكتف بتلحين أغانيه فقط.

حيث تعاون مع أشهر المطربين على الساحة الفنية في ذلك الوقت ومنهم:

شقيقته أسمهان، وشادية، وفايزة أحمد، وصباح، ووردة الجزائرية، ومها صبري، ووديع الصافي، ونور الهدى، وفهد بلان، ومحرم فؤاد.

حياته الشخصية

تعددت علاقات فريد الأطرش مع فنانات وكثيرًا من سيدات المجتمع الراقي ولكن ولا علاقة تكللت بالزواج على الرغم من أن حياته العاطفية كانت على المشاع وحديث الصحافة الفنية.

فتارة مع فتاة من أغنى العائلات وتارة مع الفنانة سامية جمال في قصة حب دامت حتى ١١ عامًا.

ثم ليلي الجزائرية ومن بعدها الفنانة شادية، والملكة ناريمان الزوجة السابقة للملك فاروق ملك مصر السابق، وسميرة أحمد أيضًا.

ثم قام بخطبة سلوى القدسي، ولكنه توفي قبل الزواج رسميًا.