وفاة جيمي كارتر.. تفاصيل غير متوقعة عن حياة الرئيس الأمريكي الأسبق
توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، عن عمر ناهز 100 عام، ليترك خلفه إرثًا سياسيًا وإنسانيًا فريدًا، كارتر، الذي يُعد الأطول عمرًا بين رؤساء الولايات المتحدة، قضى سنواته الأخيرة في دار رعاية في بلينز، جورجيا، بعد معاناة مع المرض.
ووفقا لموقع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أكد ابنه الوفاة، لكنه لم يقدم سببًا للوفاة بعد.
وتوفي جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي الأسبق، الذي انتُخب رئيسًا في عام 1976، وخدم فترة واحدة فقط، اليوم الأحد، في منزله في بلينز بولاية جورجيا، وفقًا لابنه شيب، حيث يناهز عمره 100 عام، وكان أكبر رئيس أمريكي على قيد الحياة على الإطلاق.
من غواص إلى رئيس.. مسيرة استثنائية
وُلد جيمي كارتر في الأول من أكتوبر 1924 في بلينز، جورجيا، ليصبح لاحقًا الرئيس الوحيد من هذه الولاية الذي شغل المكتب البيضاوي، بعد تخرجه من الأكاديمية البحرية الأمريكية، خدم في أسطول الغواصات النووية، قبل أن يتخلى عن مسيرته العسكرية إثر وفاة والده، لتولي أعمال الأسرة الزراعية.
حاكم جورجيا وصعود غير متوقع إلى البيت الأبيض
بدأ كارتر حياته السياسية كعضو في مجلس الشيوخ بولاية جورجيا، قبل أن يصبح حاكمًا ناجحًا، في عام 1976، قاد حملة رئاسية استثنائية ضد جيرالد فورد، حيث أظهر التزامًا بحقوق الإنسان والشفافية.
وكان كارتر مزارعا في حقول الفول السوداني في ولاية جورجيا، وواجه خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة مشكلات منها سوء الأوضاع الاقتصادية، وأزمة الرهائن في إيران، لكنه توسط في السلام بين إسرائيل ومصر، وحصل فيما بعد على جائزة نوبل للسلام عن عمله الإنساني.
كامب ديفيد والسلام التاريخي
كانت أبرز إنجازات كارتر خلال رئاسته إبرام اتفاقية كامب ديفيد، التي وضعت الأساس للسلام بين مصر وإسرائيل، هذا الإنجاز الاستثنائي شكَّل نقطة مضيئة في فترة رئاسته، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهته.
أزمة الرهائن في إيران.. التحدي الأكبر
خيمت أزمة الرهائن في إيران على نهاية فترة حكم كارتر، حيث استمر احتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين لأكثر من عام، محاولته لإنقاذ الرهائن بعملية عسكرية باءت بالفشل، مما أثَّر على شعبيته وأدى إلى هزيمته أمام رونالد ريغان.
العودة إلى الجذور وبداية جديدة
بعد مغادرته البيت الأبيض، عاد كارتر إلى مسقط رأسه بلينز، حيث بدأ رحلة جديدة في خدمة المجتمع، انضم إلى منظمة "هابتيت فور هيومانيتي"، وساهم في بناء منازل للفقراء، مما عزز مكانته كرمز للعمل الإنساني.
مركز كارتر.. منصة للسلام والديمقراطية
أسس كارتر وزوجته روزالين "مركز كارتر" في أتلانتا، الذي ركز على تعزيز السلام، الديمقراطية، والصحة العامة في جميع أنحاء العالم، من خلال هذا المركز، أصبح كارتر رمزًا عالميًا للدبلوماسية الإنسانية.
نوبل السلام ومكانة عالمية
حصل كارتر على جائزة نوبل للسلام عام 2002، تقديرًا لجهوده الدبلوماسية والإنسانية، الجائزة لم تكن فقط تكريمًا لإنجازاته كرئيس، بل اعترافًا بمساهماته في تغيير حياة الملايين.
روزالين كارتر.. شريكته في الحياة والعمل
كانت روزالين كارتر شريكة أساسية في كل مراحل حياة جيمي، من دعمه سياسيًا إلى العمل معه في القضايا الإنسانية، حظي الزوجان بتقدير عالمي، وحصل كلاهما على وسام الحرية الرئاسي.
إرث يستمر عبر الأجيال
مع وفاة كارتر، يترك إرثًا سياسيًا وإنسانيًا سيستمر في التأثير لأجيال قادمة، حياته المليئة بالإنجازات والتحديات، تُعد درسًا في القيادة والخدمة العامة.
يذكر أنه في بيان صدر في فبراير 2023، قال مركز كارتر إن الرئيس الأسبق، بعد سلسلة من الإقامات في المستشفى، سيتوقف عن العلاج الطبي وسيقضي بقية وقته في المنزل تحت رعاية دار رعاية المسنين، حيث كان قد عولج في السنوات الأخيرة من سرطان الجلد الميلانيني، مع انتشار الأورام بالكبد والدماغ.