عالم المغامرات والغموض.. المحيطات وطبقاتها بين الغموض والاستكشاف

تعد المحيطات هى عالم آخر مليء بالمخاطر، والمغامرات، عالم يملأه الغموض، ويقدر العلماء أن هناك 2.2 مليون نوع من الحيوانات والنباتات التي توجد في المحيطات، ولكن لم تتم تسمية سوى أقل من 250 ألف نوع منها.

مساحة المحيطات

وفي الواقع، لا يزال أكثر من 80% من محيطاتنا في انتظار الاكتشاف، وهى الجزء الأكبر والأعظم من الغلاف المائي الكبير الذي يطوق الكرة الأرضية، وهذه المياة تحتل حوالي 71% من مساحة سطح الكرة الأرضية تقريباً أي ما يعادل 510 ملايين كم3.

وتتألف من مجموع مساحات المحيطات والبحار والبحيرات بعمق يبلغ متوسطه 3800م، ويبلغ عدد المحيطات التي تطوق كوكب الأرض خمسة محيطات: (المحيط الهادئ، المحيط الأطلسي، المحيط الهندي، المحيط الشمالي، والمحيط الجنوبي)

لا يمكن الحصر الدقيق لعدد البحار في العالم  نظرًا لعدم وجود تعريف علمي واضح لكلمة بحر، ولكن على الرغم من ذلك، تُشير بعض التصنيفات إلى وجود ما يُقارب 50 بحراً حول العالم، إذ يضمّ هذا العدد بعضاً من المسطحات المائية التي لا تُصنّف دائماً على أنّها بحار، مثل: خليج المكسيك، وخليج هدسون، في حين تُشير تصنيفات أخرى إلى عدد يفوق ذلك.

أعماق البحار

يعتبر استكشاف أعماق البحار كنشاط الإنسان حديثة نسبيا مقارنة بالمناطق الأخرى من البحوث الجيوفيزيائية، كما حققت أعماق البحار خلال السنوات الأخيرة اكتشافات بسيطة نسبيًا، أعماق المحيطات لا تزال تبقى أغلبها غير مستكشفة إلى حد كبير من كوكب الأرض.

طبقات المحيط تنقسم إلى عدة أجزاء:

1-منطقة ضوء الشمس (Sun light zone)
وهى المنطقة السطحية من المحيط والتي تمتد حوالي 200 متر، في هذه الطبقة يخترقها ضوء الشمس، وتتم عملية التمثيل الغذائي للكائنات الحية.

2- منطقة الشفق ( Twilight zone) وهى المنطقة متوسطة العمق تصل لحوالي ألف متر.

3- منطقة منتصف الليل (Midnight zone) وهى منطقة أكثر ظلمة وعمق، ويصل عمقها إلى حوالي 4000 متر

4- المنطقة السحيقة (The abyssal zone)
يصل عمقها ل 6000 متر، وهذه المنطقة تغطي أكثر من 60% من سطح الأرض، وعلى الرغم من أنها من أكبر وأوسع الموائل على كوكب الأرض ولكن تعتبر المنطقة السحيقة أقل مناطق المحيط في اكتشافها وفهمها، المنطقة السحيقة هى عالم غريب وغامض، ويحتوي على ظروف قاسية، ضغط المياة في تلك المنطقة يصل إلى 600 ضعف الضغط الموجود على سطح البحر.

وتعتبر درجة الحرارة هناك فوق درجة التجمد ب 2-3 درجات، ولا يصل إليها ضوء الشمس هذا يعني الظلام التام، وهذا يجعل عملية التمثيل الغذائي في تلك المنطقة مستحيلة، ظروف قاسية من ندرة غذاء وغيره تجعل من المستحيل وجود كائنات حية في تلك المنطقة.

وعلى رغم ذلك يوجد كائنات هناك، تعتبر الكائنات التي تعيش في تلك الظروف من أكثر الكائنات غرابة وإثارة للإهتمام على وجه الأرض تلك الكائنات قدرت التكيف في تلك الظروف الصعبة.

وهى عبارة عن أجسام مرنة، وهلامية لتستطيع تحمل الضغط، وبعض منها لديها خاصية التلألُأ البايولوجي وهى القدرة على إنتاج الضوء مثل: مثل سمكة تدعى (الصياد) لديها شيء خارج منها يشبه الصنارة لجذب فريسيتها، (وسمكة التنين) لديها أعضاء خاصة في جسمها تنتج ضوء أحمر غير مرئي.

وهذا يساعدها في تحديد موقع فريسيتها، في بعض الأحيان يكون غذاء تلك الكائنات هى الثلوج البحرية: وهى عبارة عن جزيئات صغيرة من الكائنات الميتة، أو المواد المتحللة من الطبقات العليا.

ولكن اعتمادها الأساسي من الأكل الذي يأتي من الفتحات الحرارية: وهى عبارة عن مياة ساخنة جدًا، مليئة بالمواد الكيميائية والمعادن بتحول هذه البكتيريا لطاقة.

وتُكَون شبكة غذاء تدعم الكثير من الكائنات والمخلوقات البحرية في تلك المنطقة، ولصعوبة الظروف في تلك المنطقة يجعل الغوص فيها مستحيل، لأن أعمق غوصة مسجلة في التاريخ للغواص المصري أحمد جبر 382.5 متر تقريبًا، ولكن اكتشافها بواسطة يأتي عن طريق الغواصات والمركبات التي تتحكم عن بعد، ومصممة للقدرة على تحمل الضغط ودرجات البرودة الشديدة.

هناك نقطة أعمق من تلك المنطقة وهى:

5- منطقة الأخاديد القاعية العميقة (بالإنجليزية: hadopelagic zone)‏، هي أعمق منطقة في المحيط المُتمركزة في خنادق المحيطات والأخاديد.

ويتراوح عمق المنطقة من 6000 إلى 11000 متر (من 20000 إلى 36000 قدم) إلى قاع المحيط، وتكون في المنخفضات الطبوغرافية على شكل V طويلة ولكنها ضيقة.

أخطر محيطات بالعالم:

جميع الأراضي المطلة على المحيط الهادئ مليئة بالبراكين، وكثيراً ما تتأثر بالزلازل، وتحدث الإعصارات بسبب الزلازل تحت الماء؛ الذي يسبب تحطيم العديد من الجزر، وتدمير مدن بأكملها

وفي العصور القديمة وقبل اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا، أطلق العديد من البحارة الأوائل اسم بحر الظلمات على المحيط الأطلسي، وذلك لغموضه الكبير بالنسبة لهم والخوف من الإبحار به، حيث كان يُطلق عليه أيضًا اسم بحر الخوف أو الوحوش وتم وصمه بكونه الأخطر على وجه الأرض.

وتمتد مساحة المحيط الأطلسي من الدائرة القطبية الشمالية إلى القارة القطبية الجنوبية، فيما يحده الأمريكتان من الغرب، وأوروبا وأفريقيا من الشرق؛ لتبلغ مساحته الإجمالبة أكثر من 41 مليون ميل مربع.

ويكن بذلك ثاني أكبر محيط على الأرض بعد المحيط الهادئ، وكان على مدى قرون من الزمان طريقًا رئيسيًا للتجارة والسفر، وفق مجلة «nationalgeographic» العلمية.

سر تسمية المحيط الأطلسي بـ بحر الظلمات:

في العصور القديمة وقبل اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا، أطلق العديد من البحارة الأوائل اسم بحر الظلمات على المحيط الأطلسي، وذلك لغموضه الكبير بالنسبة لهم والخوف من الإبحار به، حيث كان يُطلق عليه أيضًا اسم بحر الخوف أو الوحوش وتم وصمه بكونه الأخطر على وجه الأرض، لكن كولومبوس كسر هذا الخوف الكبيرة عندما اتخذ طريقه الاستكشافي.

فيما تأتي بعض الأقاويل الأخرى بشأن إطلاق العرب على المحيط الأطلسي بحر الظلام، وذلك لأنه عندما كان أي شخص ينظر غربًا من الساحل الشمالي للبرتغال يرى أكواما من السحب الكثيفة الممتدة ما يسبب غيوم شديد للأجواء.

عالم البحار هو عالم لا ينتهي؛ بل يبدأ مع كل اكتشاف.