سر دخول عبد الحليم حافظ في حالة من الاكتئاب والاعتزال
يبحث العديد من محبي الزمن القديم بعد مسيرة طويلة قدمها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، تضمنت الكثير من الأعمال المميزة سواء كمطربًا أو ممثلًا، تخللها أغنيات كثيرة لا تزال خالدة رغم رحيله، ولكن رغم هذا التاريخ الطويل هل فكر الراحل في الاعتزال، ولماذا دخل في حالة من الاكتئاب بسبب البعض من جمهوره والشائعات التي كانت تحاصره دائمًا.
دخول عبد الحليم في حالة اكتئاب
وقال محمد شبانة، نجل شقيق «العندليب» عن قصة دخول عمه في حالة من الاكتئاب الشديد، قبل تقديم أغنيته الشهيرة «نبتدي منين الحكاية»، والتي تسبب له بحالة من اليأس والحزن بسبب ما تردد حوله الكثير من الشائعات تتهمه بالتمارض، حيث أوضح قائلاً: «قبل تقديم عبد الحليم حافظ، أغنية «نبتدي منين الحكاية»، ظهر عليه حالة شديدة من الاكتئاب، خاصة بعدما اتهمه وهاجمه جمهوره بالتمارض، ورغم أن هذه ليست المرة الأولى ولكن تأثر جدا هذه المرة بكثرة الأحاديث حول ادعائه المرض، وقال «تعبت من كُتر الشائعات المغرضة التي تنال من صحتي والتي أثرت عليا».
حليم السر
وأضاف نجل شقيق عبد الحليم حافظ، خلال برنامجه الجديد «حليم السر» والذي يُعرض على موقع الفيديوهات «يوتيوب» ويكشف من خلاله رحلة الراحل، موضحًا: «عبد الحليم قال أنا عايز أبطل غنى، فدخل له والدي، وشقيقته علية، حيث قالا له، متنساش محبينك وتاريخك، أنت حاجة مؤثرة في عالمخنا العربي، أنت مش بتغني بس لنفسك، لما تبطل يبقى أنت كده بتنهي مسيرة وعطاء كبير بتقدمه، أنت لازم تفوق أنت عبد الحليم حافظ».
وتابع «شبانة»: «وبعد ذلك ذهب عبد الحليم حافظ، مع أحد أصدقائه، وذهب إلى مسجد الحسين، بعد صلاة العشاء وفتحوا له مقام سيدنا الحسين، ودخل وجلس يقرأ القرآن ويدعو الله سبحانه وتعالى، أن يُذهب عنه هذه الغُمة، وأخذ في البكاء، وبعد أيام هدأ روعه وقرر استكمال عمله قائلاً «إذا كنت هبطل علشان الحرب زادت عليا، لكن لأ علشان كل الناس اللي بحاول أسعدهم بفني مش هبطل عشانهم».
وأضاف نجل شقيقه: «وفعلا وقف على المسرح، ليشدو بأغنية «نبتدي منين الحكايةۚ، وكسرت الدنيا، ورجعت تاني المشاعر الطيبة الجميلة تحاوطه من الجمهور، وعشاقه في الوطن العربي، وكان هذا هو عبد الحليم حافظ جمهوره بمثابة البنزين الذي يُعيد له طاقته ويشحنه ليقدم كل جديد، وبالفعل كانت سحابة صيف شديدة وانتهت».
تجول عبد الحليم في الزمالك
عادة كان يقوم بها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وهي التجول أسفل منزله بشارع الجزيرة في منطقة الزمالك، للتجول إلى جانب حديقة الأسماك، مرتديا قبعة ونظارة لتخفي ملامحه، ويسير في هدوء.
عبد الحليم في قسم الشرطة
وفي إحدى المرات صادف وأثناء تواجد «صول» والذي بمهام وظيفته في متابعة المنطقة التي هو مسؤول عنها، نزل «حليم» ليأخذ جولته أمام سور حديقة الأسماك كما اعتاد، وكشف لنا محمد شبانة، نجل شقيق الفنان الراحل، أن هذه المرة كانت الأولى في دخول عمه «حليم» إلى قسم الشرطة.
وأضاف محمد شبانة: « كان عمل حليم يرتدي «زعبوط» ونظارة، حتى يسير بحرية، ليتفاجئ عمي بأن الصول يقوم يطالبه بالوقوف وإعطاءه البطاقة الشخصية، ليرد عمي، «ده بيتي وأنا بتمشى»، ليرد الصول مكررا بمطالبة البطاقة، فيرد عمي بنفس الرد».
وتابع نجل شقيقه: «ولم يستجيب الصول، ليقول عمي أنا عبد الحليم حافظ»، ليرد الصول قائلاً «أنت بتتمسح في الأستاذ!»، ليصطحبه إلى قسم الشرطة، وحينما وصلا هناك قام عبد الحليم بنزع القبعة والنظارة، ليفاجئ الضابط بقسم الشرطة، والذي ثار موجها حديثه للصول قائلا: « أنت الله يخرب بيتك أنت جايب لي عبد الحليم حافظ في قسم الشرطة»، وطلب عمي العفو عن الصول وانتهاء الموقف قائلاً هو متواجد لحمايتها فلا داعي لذلك، وبعد ذلك قام بدعوته على الإفطار، واستمرت علاقتنا به حتى سنوات قليلة ماضية حتى توفاه الله».
