
مع بِقدوم هلال رمضان، شهر الرحمة والمغفرة، تُطلُّ علينا الفرصةُ الذهبيةُ لِنُعيدَ إكتشافَ معنى "الأمة" بكلِّ ما تحمله الكلمةُ من وَقارٍ وتحدٍّ، ففي زمنٍ تُحاولُ قوىّ الاستكبار العالمي تفريق صفوفِنا، وتَصنيعَ الأزماتِ في أراضينا، يأتي رمضانُ لِيُذكِّرنا بأنَّ الوحدةَ ليست شعاراً، بل هي "فريضةٌ دينيةٌ وإستراتيجيةٌ وجودية"، وهذا الشهرُ المبارك، الذي تُشرقُ فيه القلوبُ بأنوارِ القربِ من الله، هو أيضاً الوقتُ الأمثلُ لِنُضيئ شموعَ التضامنِ العربي.
فكما تَتعانقُ الأصواتُ في صلاةِ التراويح، ويَتوحدُ الجياعُ حول مائدةِ الإفطار، يجب أن تَتوحدَ الإراداتُ السياسيةُ والشعبيةُ لِتُواجهَ بِقلبٍ واحدٍ محاولاتِ الهيمنةِ الخارجيةِ التي تَستهدفُ أمنَنا وثرواتِنا، أيها العرب، رمضانُ ليس شهرَ الصومِ فحسب، بل هو"مدرسةُ الثورةِ الهادئة" فَلْنَستغلَّ لقاءاتِ الإفطار الجماعي لِنَبنيَ جسورَ الحوارِ بين الحكوماتِ والشعوب، ولْنَحوِّلْ ليالي القيامِ إلى منصاتٍ للدعاءِ بِوَحدةِ المصير، ولْنَجعَلْ مِن زكاةِ أموالِنا استثمارا في مشاريعَ عربيةٍ تُحررُ إقتصادَنا مِن التبعية.
وللأنظمة العربية نقول: إنَّ التاريخَ سَيَحكمُ عليكم لا بِعددِ مشاريعِكم، بل بِمدىّ تحمُّلكم مسؤوليةَ الدفاعِ عن كرامةِ الأمة، وللشعوبِ نقولُ: إنَّ قوتَكم في وعيِكم، فإذا إصطففتم خلفَ قياداتكم التي ترفعُ شعارَ "العرب أولًا"، ستسقطُ كلُّ مؤامراتِ التقسيم، والصومُ يَمنحنا قوةَ الإرادة، لِنَصنعْ مِن رمضانَ" سلاحاً روحياً نُحطمُ به غطرسةَ مَن يَعتقدون أنَّ المنطقةَ مزرعةٌ لِمصالحهم، فكما أنَّ الصائمَ يَنتصرُ على جوعِه، سنَنتصرُ بالوحدة على جوعِهم لِثرواتِنا، ويا أمةَ القرآن، إنَّ رمضان لم ينزل لِنَختبئ في زوايا المساجد، بل لِنَخرجَ منها جيوشًا من نورٍ جيوشٌ تُعيدُ للعربِ هيبتَهم، وتُعلِّمُ العالمَ أنَّ الوحدة إرادةٌ، وأنَّ التحديَ مصير.
وفي بيان صحفي صادر عنه اليوم «الخميس» للصحف والمواقع الإخبارية هنأ ”نبيل أبوالياسين” الكاتب الحقوقي ورئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية، رؤساء الدول العربية والإسلامية ، وملوك وأمراء، ورؤساء الوزارء، والساده الوزراء، وكبار رجال الدول، وشعوب الأمه العربية والإسلامية، والجاليات المسلمه، وأشقاءنا في غزة، وجميع قاطِني المخيمات في جميع دول العالم ” بـ ” حلول شهر رمضان المبارك 2025، سائلاً المولىّ «عزوجل» أن يجعلهُ شهر يمن وبركة وأمن، وآمان، وإستقرار سياسي، وأمني، واقتصادي واجتماعي على الوطن العربي العزيز، وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفقنا فيه لطاعتة والقبول، وأن يجعل الأمتين «العربية ، الاسلامية » وأهلها في أمانه وضمانه إلى يوم القيامة، وأن يرفع البلاء، والغلاء عن البلاد والعباد، والخلق أجمعين.
وأضاف ” أبوالياسين ” أن هذا العام 2025 يبدو فيه "شهر رمضان المبارك” لايختلف كثيراً عن سابقهُ لأننا أصبحنا نعيش قصص حزينة ومألمة، ومتكررة في المنطقة العربية بأكملها بسبب الصراعات المستمرة على السلطة، وعجزنا المطلق في حل المشاكل فيما بيننا، وأصبح الأغلبية يَتَناحَروا على السلطة ويتناسون أن الشعوب صاحبة السلطة الحقيقه وهي من تعاني جراء هذة النزاعات والصراعات الغير مبررة، ويدمرون الأوطان من أجل مصالح شخصية ضيقة الأفق!!، والمسلمون إعتدادوا دائماً على أن يقدمون تضحيات إستثنائية، بدايتةً من تفشي ”فيروس كورونا” وصولاً للوضع المخزي والمزري في دولة السودان الشقيقة، والإبادة الجماعية التي شاهدها الجميع في قطاع غزة، فضلاً عن؛ عملية التجويع الممنهجه لهم، فهل تتكاتف الجهود العربية، ولاسيما؛ جمهورية مصر العربية ودولة قطر لحل النزاع في السودان كما نجحت جهودهم في الوصول إلى إتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟.
رسالة أبوالياسين لرئيس الإمارات
واستغل "أبوالياسين" هذه المناسبة المباركة "شهر رمضان المبارك" وبعث رسالة إلى صاحب السمو الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" رئيس دولة الإمارات، قائد الرؤى الإستثنائية وحكيم التضامن العربي، في زمنٍ تُحاولُ فيه رياحُ التحديات إقتلاعَ جذورِ أمنِنا، وتُريدُ الأجنداتُ الخارجيةُ تفكيكَ نسيجِ وحدتِنا، تبرزُ "مِصر" بحضارتها التي لا تُقهَر وبموقعها الذي لا يُعوَّض كحجرِ الزاويةِ في صرحِ الأمنِ العربي، لكنَّ الحجرَ وحده لا يصنعُ حصناً إنما يحتاجُ إلى يدَي الإخوةِ لترصيعهُ في مكانه، والسعوديةُ برؤيةِ ولي العهد "محمد بن سلمان" الجريئة والإماراتُ بحنكةِ سموكم قادرتان معاً على صياغةِ تاريخٍ جديدٍ للمنطقة، يكونُ فيه التعاونُ الثلاثي "الرياض، أبوظبي، القاهرة "مثلثَ القوة" الذي يُحبطُ مؤامراتِ التفتيت، ويصنعُ من التحدياتِ فرصًا للنهضة، فهل نتركُ مِصرَ تتحملُ وحدها أعباءَ مواجهةِ التحديات والضغوطات الخارجية والداخلية، أوأي أزماتِ قد تُهددُ الأمنَ القومي للمنطقة بأكملها؟ أم نكونُ كقادةٍ وشعوبٍ جيشاً واحداً خلفَ صمودِها؟.
متواصلاً: سمو الشيخ "محمد بن زايد"، لطالما أثبتت الإماراتُ بقيادتكم أنَّها رائدةُ التضامنِ العابرِ للحدود، واليومَ نرىّ في تحالفِ الإماراتِ والسعوديةِ مع مصرَ فرصةً ذهبيةً " لِـ" تحويلِ الأمنِ القومي العربي مِن شعاراتٍ إلى واقعٍ ملموس، وإعادةِ هيكلةِ الإقتصادِ العربي عبرَ مشاريعَ عملاقةٍ "كالربط الكهربائي، والإستثمار في الطاقة النظيفة"، ومواجهةِ محاولاتِ الإختراقِ الخارجي بجبهةٍ عربيةٍ مُوحَّدةٍ لا تُهزم، لذا؛ ندعوكم سمو الشيخ "محمد بن زايد" إلى قيادةِ تحالفٍ تاريخي، تكونُ السعوديةُ قلبهُ الإقتصادي، والإماراتُ ذراعهُ التنموي، ومِصرُ درعُهُ الأمني، فكما وقفَ" زايدُ الخيرُ" وعبد الناصرُ والملك فيصلُ في خندقٍ واحد، يجب أن نُكررَ اليومَ ذاتَ السيناري، لأنَّ أعداءَ الأمةِ لا يخافون من دولٍ مفككة، بل يرتعبون من شعوبٍ وقادةٍ يصطفون كالسور العظيم.
وختم "أبوالياسين" رسالتة قائلاً: إنه وعندما تُضاءُ شموعُ التعاونِ بين "الإمارات والسعودية ومصر"، فإنَّ ظلامَ التحدياتِ لن يستطيعَ إخمادَ نورِها، وفلتكنْ هذه الشموعُ مشاعلَ تُعيدُ للأمةِ العربيةِ مجدَها الذي لا ينطفئ"، وداعا "أبوالياسين" الشعوب العربية الواعية، في هذه المناسبة المباركة "شهر رمضان”، إلى ضرورة إستلهام معاني الوحدة، والمحبة، والسلام، والإصطفاف خلف القيادة العربية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الآمه العربية بأكملها، ونبذ أسباب الفرقة، والشقاق، لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن وإستقرار «الوطن العربي».