سيناريوهات مقترح جديد للهدنة في غزة.. حماس ترحب وإسرائيل تناور

تلقت إسرائيل اقتراحًا جديدًا لوقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين من الوسطاء، وقالت إنها قدمت عرضًا مضادًا، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقف إطلاق النار
وأوردت صحيفة "هاآرتس" أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن تل أبيب تلقت اقتراحًا لوقف إطلاق النار في غزة من الوسطاء، وقدمت عرضًا مضادًا، بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.
وكشفت الصحيفة أن تستمر المحادثات رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته توسيع عمليات جيش الاحتلال في غزة والسيطرة على أراضٍ في القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مشارك في المحادثات، أنّ حماس وافقت على إظهار مرونة وإطلاق سراح 5 محتجزين أحياء على دفعات تمتد لخمسين يومًا، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام الطويلة، إلا أن الشروط الدقيقة لا تزال غير واضحة.
مشاورات نتنياهو حول المقترح
ولفتت "هاآرتس" إلى أن صياغة هذا المقترح تمت بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية بعد سلسلة من المشاورات التي عُقِدت مع نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "واللا" العبري، إنه سيتم إطلاق سراح المحتجزين الخمسة مقابل تجديد وقف إطلاق النار في غزة حتى بعد عيد الفصح، والبدء في المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وتابع المسؤول الإسرائيلي أن المقترح الجديد يشبه إلى حد كبير المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قبل أسابيع خلال مفاوضات الدوحة، والذي رفضته حماس.
ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني على اتصال مع قادة حماس في الدوحة، أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التطورات تشير إلى تقدم حقيقي أم أنها مجرد محاولة "لتهدئة الوضع في غزة وسط الاحتجاجات المتزايدة" ضد حماس والحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال المصدر عن اعتقاده أن إسرائيل ستتعاون مع مقترح يتضمن إطلاق سراح محتجزين قرب عيد الفصح، طالما حافظ الجيش على حرية عملياته دون الالتزام بإنهاء الحرب. وقال لـ"هاآرتس": "هذه استراتيجية إسرائيلية مألوفة، التوصل إلى اتفاق، ثم انتهاكه وممارسة الضغط.. هذا بالضبط ما يحدث الآن.. فبدلًا من التركيز على المرحلة الثانية من الاتفاق، يعيدون التفاوض على المرحلة الأولى".
ولفتت الصحيفة إلى أن الجانب الإسرائيلي يواصل تأكيده علنًا على الخطة الأصلية التي طرحها "ويتكوف"، والتي تقضي بإطلاق سراح 11 محتجزًا على قيد الحياة في اليوم الأول من الاتفاق، على أن يطلق سراح الباقين في اليوم الأخير.
وأشارت إلى أن "ويتكوف" نفسه تراجع عن هذا الاقتراح، وطرح على طاولة الوسطاء مبادرة لإطلاق سراح 5 محتجزين فقط.
إطلاق سراح محتجز
وأعلنت حماس في البداية استعدادها لإطلاق سراح محتجز واحد فقط إلى جانب جثث أربعة محتجزين متوفين، ولكنها قد توافق الآن على إطلاق سراح 5 محتجزين أحياء. والعنصر المشترك بين كل هذه المقترحات هو أن المحتجز الحي الأخير الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر سوف يتم إطلاق سراحه بالتأكيد.
وحذر مسؤول إسرائيلي كبير في الأيام الأخيرة من أن إطلاق سراح "ألكسندر" من المتوقع أن يخفف الضغوط الأمريكية بشأن الصفقات المستقبلية، وسيؤدي إلى فقدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاهتمام بحل الأزمة.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "إطلاق سراح عيدان ألكسندر سيخفف الضغط الأمريكي على نتنياهو أيضًا، فيما يتعلق بالإفراج عن المحتجزين الآخرين أو إحراز تقدم نحو اتفاق ما بعد الحرب. ويجب أخذ هذا الأمر في الاعتبار أيضًا".
ويوفر التقويم مجددًا لإسرائيل وحماس سببًا للتوصل إلى اتفاق، إذ يصادف عيد الفطر يوم الأحد، وعيد الفصح يقترب، ولفتت "هاآرتس" إلى تقارير صحفية أفادت بأن الوسطاء يسعون إلى ضمان هدنة مؤقتة في غزة خلال عطلة عيد الفطر، كخطوة نحو اتفاق أوسع، وأفادت مصادر فلسطينية لـ"هاآرتس"، أن حماس تبدي تفاؤلًا واستعدادًا للتعاون مع المقترح، مؤكدة ذلك في كل تصريحاتها تقريبًا.
وخلصت الصحيفة إلى أنه "في غضون أيام، سيكون من الممكن تقييم ما إذا كانت المفاوضات ستؤتي ثمارها أم ستنهار مرة أخرى على حساب المحتجزين".
عائلات المحتجزين
وأعرب منتدى عائلات المحتجزين، عن تقديره لأي جهد يبذل لإطلاق سراح المحتجزين، لكنه طالب باتفاق يعيد جميع الأسرى إلى ديارهم دفعة واحدة.
وقال المنتدى في بيان نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "ستستمر إسرائيل في المماطلة لأسابيع، ما قد يؤدي إلى تحديد مصير عشرات المحتجزين بعضهم محكوم عليهم بالإعدام، والبعض الآخر سيختفي".
وأكد المنتدى إمكانية إعادة جميع المحتجزين الـ59 دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب نهائيًا.