غزة تحت النار مجددا.. 41 شهيدا منذ فجر اليوم السبت

«غزة».. استشهد 41 مواطنًا فلسطينيًا، وأصيب العشرات، في سلسلة غارات جوية عنيفة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم السبت، في إطار العدوان المستمر على القطاع لليوم الـ 194 على التوالي.
وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال كثّفت من غاراتها على عدد من الأحياء السكنية في مناطق متفرقة من القطاع، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، فضلًا عن دمار هائل طال المباني السكنية والبنية التحتية.
حصيلة ثقيلة للعدوان أكثر من 51 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر
ووفقًا لأحدث الإحصاءات التي أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فقد ارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023 إلى 51,157 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى والمصابين 116,724 مصابًا، في حصيلة غير مسبوقة من حيث عدد الضحايا المدنيين.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن 1,783 شهيدًا و4,683 مصابًا سقطوا منذ 18 مارس الماضي فقط، في سياق تصعيد غير مسبوق في وتيرة القصف والهجمات الإسرائيلية، والتي طالت أيضًا مناطق آمنة ومرافق مدنية ومراكز إيواء.
القطاع يئن تحت الأنقاض والمستشفيات على شفا الانهيار
وأكدت المصادر الطبية في القطاع أن 92 شهيدًا و219 مصابًا تم نقلهم إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الأخيرة، في ظل أوضاع صحية كارثية ونقص حاد في المستلزمات الطبية والوقود والماء.
وأوضحت المصادر أن مئات من الضحايا ما زالوا تحت أنقاض المباني والمنازل التي استُهدفت في الغارات الأخيرة، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على الوصول إليهم بسبب استمرار القصف، وصعوبة التحرك، ونفاد الإمكانيات اللازمة لعمليات الإنقاذ.
ويعاني القطاع من شلل شبه كامل في الخدمات الطبية، بعد استهداف عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، وخروج معظمها عن الخدمة، في وقت يتكدس فيه الجرحى والمرضى داخل ما تبقى من المرافق الطبية.
كارثة إنسانية غير مسبوقة وغضب شعبي من الصمت الدولي
وفي ظل تفاقم الوضع الإنساني، عبّرت منظمات حقوقية وإنسانية عن قلقها البالغ من حجم الكارثة التي يعيشها سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، معظمهم من الأطفال والنساء، والذين أصبحوا عرضةً للموت أو التشريد في ظل الحصار والهجمات المستمرة.
وطالبت المؤسسات الدولية بضرورة التحرك العاجل لوقف العدوان، وتوفير ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية والفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة.
في المقابل، يواصل الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية، مبررًا ذلك بـ"استهداف خلايا مسلحة"، بينما تؤكد الوقائع والشهادات الميدانية أن الضحايا هم مدنيون عُزّل، وأن القصف طال مدارس ومستشفيات وأحياء مكتظة بالسكان.
صمود رغم الجراح والأنظار تتجه نحو المجتمع الدولي
رغم فداحة الخسائر، لا يزال الشارع الفلسطيني يعبر عن صموده وإصراره على البقاء، وسط مطالبات شعبية ورسمية بتحرك عاجل من قبل الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، ومحاسبة الاحتلال على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
ويظل السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة المجتمع الدولي على التدخل الجاد لوقف هذا العدوان، في ظل عجز سياسي وصمت دولي مريب يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد والمآسي في قطاع غزة المحاصر.
الاحتلال يواصل تدمير البنية التحتية والمدنيون بلا مأوى
في الوقت الذي تستمر فيه الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة، تتركز الغارات بشكل لافت على البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق والمياه والكهرباء، الأمر الذي فاقم معاناة السكان وقطع سبل الحياة الأساسية عن مئات الآلاف.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف الأخير طال محطات توليد الكهرباء ومضخات المياه، مما أدى إلى انقطاع المياه عن أحياء بأكملها، واضطرار الأهالي للاعتماد على المياه الملوثة أو المخزنة، في ظل تحذيرات صحية متزايدة من انتشار الأوبئة والأمراض.
كما أدى تدمير آلاف المنازل السكنية إلى تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين يعيشون في العراء أو في مدارس تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة، وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.