الأربعاء 23 أبريل 2025 الموافق 25 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

زلزال قوي يضرب إسطنبول بقوة «6.2 درجة».. هل تعود مخاوف الزلزال الكبير؟

القارئ نيوز

ضرب زلزال قوي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر مدينة إسطنبول التركية ظهر اليوم الأربعاء، وفقًا لما أعلنه المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض «GFZ»، ما أثار مخاوف السكان من تكرار سيناريو الزلازل المدمرة التي شهدتها تركيا سابقًا.

وبحسب البيانات الأولية، وقع الزلزال في تمام الساعة 12:49 ظهرًا بتوقيت إسطنبول 09:49 بتوقيت غرينتش، وشعر به سكان المدينة بكثافة في كلا الجزأين الأوروبي والآسيوي، مما دفع الآلاف إلى مغادرة المباني إلى الساحات المفتوحة والشوارع.

مركز الزلزال قرب سيليفري.. على بعد 80 كيلومترًا من إسطنبول

أوضح المركز الألماني GFZ أن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض، وكان مركزه في منطقة سيليفري الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترًا إلى الغرب من إسطنبول، وهي منطقة ساحلية مطلة على بحر مرمرة.

في حين ذكرت وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد» أن الزلزال سجل قوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، ووقع على عمق 6.92 كيلومترًا، مما يجعله أحد أقوى الزلازل التي تشهدها إسطنبول في السنوات الأخيرة.

حالة من الهلع في الشوارع.. وإخلاء مبانٍ سكنية وإدارية

وأظهرت مقاطع مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات الرعب التي عاشها السكان، حيث اندفع المواطنون إلى الخارج فور شعورهم بالهزة، فيما سُمع دوي الإنذارات في عدد من المباني الإدارية والمؤسسات التعليمية.

وقال أحد السكان المحليين لقناة «TRT» التركية:«كنت في مكتبي بالطابق الرابع، وشعرت بالأرض تهتز بعنف، خرجنا بسرعة دون أن نأخذ أي شيء معنا».

وفي حادثة فردية، ذكرت محطة «تي جي آر تي» الإذاعية أن شخصًا أصيب نتيجة قفزه من شرفة منزله في محاولة للفرار أثناء وقوع الزلزال، والذي صادف يوم عطلة رسمية، ما قلل نسبيًا من تواجد الموظفين في مكاتبهم.

آفاد تحذر من دخول المباني المتضررة

أصدرت هيئة الطوارئ والكوارث التركية «آفاد» بيانًا حثت فيه المواطنين على عدم العودة إلى المباني التي ظهرت عليها علامات التصدع أو التضرر، إلى حين التأكد من سلامتها الإنشائية عبر فرق الدفاع المدني والهندسة.

كما طالبت الهيئة السكان بعدم الاستماع إلى الشائعات المتداولة، والاعتماد فقط على المصادر الرسمية، مشيرة إلى أن الفرق الميدانية تقوم حاليًا بعمليات مسح شامل للمناطق المتضررة وتحليل تأثير الهزة الأرضية.

تركيا وزلازلها.. تاريخ طويل من الكوارث الطبيعية

تُعد تركيا من أكثر الدول عرضة للزلازل بسبب وقوعها على امتداد الصدع الأناضولي الشمالي النشط جيولوجيًا، وقد شهدت في السابق زلازل مدمرة، أبرزها زلزال 1999 في إزميت الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص.

ويرى خبراء الزلازل أن إسطنبول، المدينة التي يسكنها أكثر من 16 مليون نسمة، تقع ضمن نطاق الخطر الزلزالي، حيث تتوقع النماذج الجيولوجية احتمال وقوع "زلزال كبير" مستقبلي قد يتسبب بأضرار جسيمة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور فاتح أوزتورك، الخبير في علوم الزلازل بجامعة إسطنبول التقنية:
«ما حدث اليوم يُعد تذكيرًا مؤلمًا بحاجة المدينة لتعزيز بنيتها التحتية وتجهيزاتها الوقائية، فالتاريخ الجيولوجي للمنطقة لا يمكن تجاهله»

السلطات تؤكد: لا تقارير عن دمار واسع حتى الآن

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم ترد تقارير رسمية عن وقوع أضرار مادية كبيرة أو ضحايا بشرية، إلا أن عمليات المسح والتمشيط لا تزال جارية، وقد تستغرق عدة ساعات للوقوف على حجم الأثر الكامل للزلزال.

وأكدت بلدية إسطنبول أنها فعّلت خطة الطوارئ فور وقوع الزلزال، وتم نشر فرق الإنقاذ والدفاع المدني في المناطق المتأثرة، بالتنسيق مع آفاد والهلال الأحمر التركي.

الهشاشة الزلزالية للمدن الكبرى في تركيا

بينما لم يسفر الزلزال حتى الآن عن كارثة إنسانية أو مادية كبيرة، إلا أنه سلّط الضوء مجددًا على الهشاشة الزلزالية للمدن الكبرى في تركيا، وفي مقدمتها إسطنبول. ويؤكد المختصون أن الاستعداد لمثل هذه الكوارث لا يجب أن يكون رد فعل، بل خطة مستمرة قائمة على التوعية والتأهيل والتخطيط العمراني الذكي.

تم نسخ الرابط