المكتبة الحديدية.. حكاية «مكتبة الكونجرس» بعد نشوب حرائق عديدة بها

يوافق اليوم 24 أبريل، ذكرى لأول خطوة في تأسيس مكتبة الكونجرس، حيث نجد أن في عام 1800، وافق الرئيس الأمريكي جون آدامز على تخصيص 5000 دولار لشراء كتب مكتبة الكونجرس، ويدرك الجميع أن مكتبة الكونجرس من أعظم المكتبات لاحتوائها على حوالي 17 مليون كتاب، وقد نشب بها عدة حرائق ولكن تم إعادة ترميمها مرة أخرى وبناء غرفة من الحديد لمقاومة الحرائق.

وفي عام 1801، تم وصول الكتب اللازمة للمكتبة، وجرى حفظها داخل مبنى الكابيتول الأمريكي المقر الأول للمكتبة، وفي العام التالي احتوت مكتبة الكونجرس على أول كتالوج للمكتبة، وضمت 964 مجلدًا وتسع خرائط.

بريطانيا تحرق مكتبة الكونجرس عقب غزو واشنطن

ووفقا للتاريخ أنه بعد 12 عامًا من تأسيس مكتبة الكونجرس، غزا الجيش البريطاني مدينة واشنطن وأحرق مبنى الكابيتول بما في ذلك مكتبة الكونجرس التي كانت تضم آنذاك 3000 مجلد، وعلى الفورعمل الرئيس الأمريكي السابق توماس جيفرسون، على استعادة مكتبة كونجرس من خلال ببيع مكتبته الشخصية، وهي الأكبر والأجمل في البلاد وذلك لإعادة  المكتبة مرة ثانية.

وفي العالم التالي، جرى شراء مجلدات جيفرسون البالغ عددها 6487 مجلدًا، وعين جورج واترستون أمينا للمكتبة، وبهذا فقد حل محل موظفي مجلس النواب في إدارة المكتبة.

حريق اخر تسبب في تدمير 55000 مجلد

وخلال عام 1851، تعرضت مكتبة الكونجرس إلى حريق كبير ثاني، أسفر عن حرق حوالي ثلثي مجلداتها البالغ عددها 55000 مجلد، بما في ذلك ثلثي مكتبة توماس جيفرسون، ولكن استجاب الكونجرس بسرعة وسخاء للكارثة وفي غضون بضع سنوات تم استبدال غالبية الكتب المفقودة.

غرفة مصممة خصيصا لمقاومة الحرائق

وافتتحت غرفة جديدة مصممة من الزهر لمقاومة الحرائق في عام 1853، ولذلك اعحب بها الكثير من الجمهور، كما عملت على جذب السياح لرؤيتها، ولكن في عام 1901 فككت وتم بيع الحديد الزهر لتجار الخردة، وفقًا لقصة Roll Call في عام 2017.

كثرة الكتب وراء بناء مبنى جديد بتكلفة 6 مليون دولار

ويدرك الجميع أن مكتبة الكونجرس لم يكن لها مبنى منفصل خاص بها إلا بعد مرور 100 عام تقريبًا على إنشائها، فمع مرور السنين، تراكمت الكتب، واختار الكونجرس تصميمًا قدمه جون إل سميثماير وبول جيه بيلز الذى استدعى بناء دار الأوبرا في باريس، وتكلف بناؤه حوالى 6.5 مليون دولار في ذلك الوقت، وافتتح أخيرًا في عام 1897.

بناء مبنى ثاني لمكتبة الكونجرس

وفي العشرينات من القرن الماضي، كانت المكتبة بحاجة إلى مكان أوسع، ولذلك وافق الرئيس هربرت هوفر على مشروع في عام 1930 لتخصيص تمويل لبناء ما كان يطلق عليه في الأصل اسم "الملحق"، وهو الآن مبنى جون آدامز.

الكونجرس يخصص أموالا لبناء مبنى ثالث للمكتبة

ويذكر أن في عام 1960، أصدر الكونجرس قرارا بتمويل مبنى ثالث لمكتبة الكونجرس، وافتتحت في عام 1980 وكان يسمى مبنى جيمس ماديسون التذكاري، تكريما للرئيس الرابع و"والد الدستور".

مكتبة الكونجرس.. تضم الملايين من الكتب

وبعد كل ذلك تم توسيع المجموعة بشكل كبير، وبحلول القرن العشرين، أصبحت مكتبة الكونجرس المكتبة الوطنية الفعلية للولايات المتحدة، وواحدة من أكبر المكتبات في العالم، وأصبحت مكتبة الكونجرس اليوم تتكون من ثلاثة مبانٍ ضخمة في واشنطن، وتحتوي على أكثر من 17 مليون كتاب، بالإضافة إلى ملايين الخرائط والمخطوطات والصور الفوتوغرافية والأفلام والتسجيلات الصوتية والمرئية والمطبوعات والرسومات.

وفد من الكونجرس الأمريكي يزور دمشق

وفى وقت سابق، زار وفد من الكونجرس الأمريكي العاصمة دمشق، للاطلاع على الواقع الميداني والإنساني، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تمهد لتغير نسبي في لهجة الخطاب الأمريكي تجاه سوريا.

«الكونجرس الأمريكي».. يضم الوفد الأمريكي اثنين

ومن أعضاء الكونجرس عن الحزب الجمهوري، هما «مارلين ستاتسمان» و«كوري ميلز»، واللذان أكدا أن زيارتهما تهدف إلى تقييم الأوضاع على الأرض، ومعاينة تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، في ظل معاناة الشعب السوري الممتدة منذ أكثر من عقد، وتعد الزيارة الأولى من نوعها التي يجريها أعضاء كونغرس أمريكيون إلى سوريا منذ سنوات، ما يعكس تحولًا  ولو جزئيًا - في الاهتمام الأمريكي بالشأن السوري بعد فترات طويلة من العزلة السياسية.