كارثة إنسانية في غزة..50 طفلًا يموتون بسبب الجوع و60 ألفًا على الحافة

في كارثة إنسانية تتكشف تفاصيلها يومًا بعد آخر، أكدت تقارير طبية وأمنية في قطاع غزة وفاة 52 شخصًا، بينهم 50 طفلًا، نتيجة الجوع ونقص التغذية الحاد، في وقت يعاني فيه أكثر من 60 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، ما يضع القطاع على شفا مجاعة حقيقية، تنذر بكارثة إنسانية تفوق كل ما سبق.

أطباء بلا حدود.. المرضى بلا غذاء

وفي ظل هذه الأوضاع، حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن الأوضاع الصحية في غزة تدهورت إلى مستوى خطير، مشيرة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بالحروق منذ استئناف القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في 18 مارس الماضي.

 وأوضحت في بيان رسمي أن المرضى لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، مما يعيق تعافيهم ويزيد من معاناتهم.

وأضافت المنظمة أن كوادرها أجرت أكثر من ألف عملية جراحية لمصابي الحروق منذ مايو 2024، مشيرة إلى أن 70% من هؤلاء المصابين هم من الأطفال، ما يسلط الضوء على الأثر المدمر للهجمات المستمرة على الفئات الأكثر ضعفًا.

2.2 مليون إنسان بلا أفق

من جهتها، أصدرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تحذيرًا شديد اللهجة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي يعيش تحت حصار شامل منذ أكثر من 18 شهرًا.

 وقالت المفوضية إن الحصار دمّر حياة 2.2 مليون إنسان، معتبرة أن ما يجري هو "تصفية بطيئة للمدنيين، وسط صمت المجتمع الدولي.

وأكدت المفوضية أن المنظمات الدولية تواجه صعوبات هائلة في إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، بينما تستمر المعابر مغلقة، وتتعرض القوافل للقصف أو التأخير، ما يجعل إيصال الغذاء والدواء شبه مستحيل.

الميدان يشتعل.. قصف متواصل وسقوط قتلى

وعلى الأرض، يتواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. فقد استهدف القصف حي الشجاعية شرق غزة، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، تم نقلها إلى مجمع الشفاء الطبي، بينما استشهد المواطن هاني الزق أبو عيادة جراء القصف نفسه.

كما شنت القوات الإسرائيلية قصفًا مدفعيًا مكثفًا شرقي بلدة عبسان الكبيرة، في خان يونس جنوب القطاع، مستخدمة القنابل الدخانية والرشاشات الثقيلة. 

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل 12 شخصًا على الأقل في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة منذ فجر الجمعة، بينما رفعت وسائل إعلام محلية الحصيلة إلى 14 قتيلًا حتى ساعات المساء.

الأطفال.. ضحايا بلا ذنب

في كل تقارير المنظمات الحقوقية، تأتي الطفولة في غزة على رأس قائمة الضحايا. فبين من ماتوا جوعًا، ومن أصيبوا في القصف، ومن يواجهون أمراضًا لا علاج لها بسبب الحصار، لا يجد الأطفال في غزة إلا الجوع والخوف والموت ببطء.

ويؤكد مسؤولو الصحة في غزة أن نقص الغذاء الحاد بدأ ينعكس على النمو العقلي والجسدي للأطفال، مع تسجيل حالات ضعف شديد في المناعة، وهزال عام، وأمراض جلدية بسبب نقص النظافة والغذاء والماء النقي.

نداءات استغاثة ومناشدات عاجلة

وسط هذه الكارثة، تصاعدت نداءات الاستغاثة من المنظمات العاملة في المجال الإنساني، والتي تطالب بفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وتأمين عمل الفرق الطبية التي أصبحت تعمل في ظروف خطيرة للغاية.

وأكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن استمرار القصف، ونقص المعدات، وغياب الأدوية، يهدد بانهيار كامل للقطاع الصحي في غزة، داعية إلى "تدخل دولي عاجل قبل أن يتحول الوضع إلى مجاعة جماعية حقيقية".

الضمير الإنساني في اختبار

بين الجوع، والقصف، والحصار، تبدو غزة اليوم أقرب إلى كارثة إنسانية شاملة، بينما يقف العالم مكتوف الأيدي أمام معاناة شعب يُقتل ببطء، يموت الأطفال جوعًا، ويُدفنون تحت الأنقاض، في ظل غياب الحد الأدنى من المسؤولية الإنسانية.

الرسالة من غزة اليوم واحدة: «أنقذونا قبل أن يفوت الأوان". فكل ساعة تمر تعني المزيد من الأرواح التي تُزهق، والمزيد من المعاناة التي تُضاف إلى سجل طويل من الألم».