السبت 26 أبريل 2025 الموافق 28 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

القسام تتوعد والاحتلال يعترف.. معركة غزة مكلفة وقاسية

القارئ نيوز

في اعتراف نادر يعكس حجم التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أن تل أبيب تدفع ثمناً باهظاً مقابل العمليات العسكرية المتواصلة في القطاع، رغم ما وصفه بـ«الإنجازات الكبيرة» على الأرض.

وقال كاتس، في تصريحات نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن الآلاف من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، من النظاميين والاحتياط، يقاتلون حالياً بشجاعة في غزة من أجل إطلاق سراح الرهائن وتدمير إرهابيي حماس، على حد وصفه.

 وأضاف: «الإنجازات عظيمة، لكن المخاطر كبيرة، والأثمان التي ندفعها باهظة».

وأوضح الوزير أن الجيش يعمل حالياً تحت غطاء ناري كثيف، جواً وبراً وبحراً، باستخدام أسلحة ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير البنية التحتية التي تشكل تهديداً للقوات البرية المتوغلة في القطاع.

تصاعد القتال واعترافات بالخسائر

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه جبهات القتال، وخاصة جنوب قطاع غزة، تصعيداً لافتاً، إذ تحدثت وسائل إعلام عبرية عن هجوم كبير نفذته كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، ضد مواقع وتجمعات للجنود الإسرائيليين في محيط خان يونس ورفح.

وأكدت المصادر العبرية أن مروحيات تابعة للجيش الإسرائيلي نقلت عدداً من الجنود المصابين من الميدان إلى المستشفيات، دون الإفصاح عن حصيلة الخسائر، وسط تكتم واضح من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات غير مسبوقة في المناطق التي اقتحمها، لا سيما في ظل الكمائن المحكمة التي تنفذها المقاومة، والعمليات المفاجئة التي توقع إصابات في صفوف الجنود، وتُربك الخطط العسكرية.

القسام.. مجاهدونا تبايعوا على الثبات

من جهتها، ردت كتائب القسام على التصريحات الإسرائيلية، بتأكيد استمرار المعركة، وجاهزية مقاتليها التامة في مختلف المحاور القتالية.

 وقال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم القسام، في تصريحات نُشرت عبر قناته على تلغرام: «المجاهدون في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة وقد تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة».

وأضاف: «لا زال مجاهدونا يخوضون معارك بطولية وينفذون كمائن محكمة ويتربصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة، في المكان والتوقيت والطريقة التي يختارونها».

وتابع أبو عبيدة قائلاً إن ما يحدث في الميدان من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوباً هو "مفخرة ومعجزة عسكرية تُعدّ حجة على كل شباب الأمة وقواها"، في إشارة إلى استبسال المقاومة رغم الإمكانات المحدودة والحصار الخانق.

استنزاف المشهد العسكري في قطاع غزة

وبحسب محللين عسكريين، فإن المشهد العسكري في قطاع غزة دخل مرحلة استنزاف طويلة الأمد، عنوانها الأبرز «كر وفر»، حيث تعتمد المقاومة الفلسطينية على أسلوب الكمائن، وزرع العبوات، والقنص، والهجمات الخاطفة، ما يوقع خسائر متكررة في صفوف القوات الإسرائيلية.

ويؤكد هؤلاء أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تعكس القلق من طول أمد المعركة، التي لم تُحقق أهدافها المعلنة حتى الآن، بل تكشف يومًا بعد آخر حجم المأزق العسكري الذي تواجهه تل أبيب في غزة.

كما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن معدلات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال في ارتفاع مستمر، رغم تشديد الرقابة على المعلومات، وهو ما دفع القيادة الإسرائيلية إلى اعتماد خطاب أكثر واقعية، كما ظهر في تصريحات كاتس.

 قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة

وبينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة، مخلفة المزيد من الشهداء والدمار، يُدرك الاحتلال أن الغطاء السياسي والدعم الدولي لا يمكن أن يُخفي الحقيقة على الأرض، أن معركة غزة ليست نزهة عسكرية، وأن تحقيق الأهداف بات أصعب من أي وقت مضى.

في المقابل، تتمسك المقاومة بخياراتها، وتؤكد أنها مستعدة للمواجهة مهما طال أمدها، مستندة إلى دعم شعبي واسع، وبيئة قتالية مُحكمة تعرف تفاصيلها جيداً.

وفي ظل هذه التطورات، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، وسط تحذيرات من دخول القطاع في مرحلة أكثر دموية، إذا ما استمرت العمليات البرية والتصعيد الجوي، في ظل غياب أي أفق للحل السياسي، أو وقف إطلاق النار حتى الآن.

تم نسخ الرابط