إيران تؤكد.. انفجار ميناء «شهيد رجائي» نتيجة خلل أمني داخلي وإدارات فاشلة

أعلن علي خضريان، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن انفجار ميناء «شهيد رجائي» الذي وقع مؤخرًا في محافظة هرمزغان جنوب البلاد هو نتيجة لضعف الأمن الداخلي وسوء الإدارة، مؤكدًا أنه لا توجد حتى اللحظة أي أدلة تثبت تورط أي جهات أجنبية في الحادث.
يأتي ذلك في وقت حساس بالنسبة لإيران، حيث كان الحادث محط اهتمام دولي، وتعددت التكهنات حول أسباب الانفجار، الذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية.
خلل أمني داخلي وضعف الإدارات
في تصريحاته لوسائل الإعلام، أشار خضريان إلى أن التحقيقات الأولية التي أجريت حتى الآن تشير إلى أن الانفجار ناتج عن خلل أمني داخلي في الميناء، وكذلك إدارة فاشلة من قبل المسؤولين في الميناء والمناطق المحيطة به.
وقال خضريان: «بناءً على الأدلة المتاحة، فإن الحادث جاء بسبب خلل أمني داخلي وإدارات فاشلة، دون أي مؤشرات حتى اللحظة تشير إلى تدخل خارجي».
ورفض المسؤول الإيراني الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول التحقيقات الجارية، لكنه شدد على أن الانفجار كان حادثًا غير متوقع وكان له تأثيرات مدمرة على الميناء.
وأشار إلى أن الحادث يسلط الضوء على مشاكل أعمق في النظام الإداري الإيراني في المجالات الحيوية، مثل الأمن في الموانئ، وهو ما يتطلب إصلاحًا شاملاً.
تأثير الانفجار على الاقتصاد الإيراني
من المعروف أن ميناء «شهيد رجائي» يعد من أكبر الموانئ الإيرانية وأهمها اقتصاديًا، حيث يساهم بشكل كبير في حركة التجارة البحرية للبلاد.
وبالتالي، كان لهذا الحادث تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، حيث توقف العمل في الميناء لفترة، مما أوقف بعض العمليات التجارية الحيوية، وزاد من الضغوط الاقتصادية على النظام الإيراني الذي يعاني من العقوبات المفروضة عليه.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس اقتصاديًا بالنسبة لإيران، حيث لا يزال تأثير العقوبات الغربية على قطاعات مختلفة من الاقتصاد الإيراني محسوسًا.
وكان الانفجار ضربة أخرى للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من أزمة مستمرة بسبب ضغوط خارجية، خاصةً من الولايات المتحدة.
محاسبة المسؤولين عن الحادث
وشدد خضريان على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الحادث، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الذين تسببوا في هذه الكارثة.
وقال: «الانفجار يمثل مأساة إنسانية ناتجة عن إهمال هيكلي وإدارة سيئة تعاني منها موانئ البلاد». واعتبر أن الانفجار هو نتيجة للإهمال المستمر وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السريعة في مثل هذه المواقف.
وأضاف خضريان: «يجب أن تشكل هذه الحادثة نقطة تحول لإصلاح جذري في نظام إدارة الموانئ، وسيواصل البرلمان متابعته بحزم لكشف كل المقصرين، دون أي تساهل».
وأعلن خضريان أن البرلمان الإيراني سيواصل متابعة التحقيقات بكامل الجدية لضمان محاسبة كل من يقف وراء هذا الحادث. وأضاف: «لا يمكن أن تذهب دماء الإيرانيين والخسائر الوطنية سدى دون محاسبة المسؤولين».
دعوة لإصلاح شامل في نظام إدارة الموانئ
أكد خضريان على أن حادثة شهيد رجائي" يجب أن تكون بداية لإصلاح جذري في نظام إدارة الموانئ في إيران.
وأضاف أن هذه الحادثة تبرز الحاجة الماسة إلى تحسين القدرات الإدارية والأمنية للموانئ، وأن تكون هناك إجراءات استباقية للحيلولة دون حدوث مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وقال: «يجب أن يكون لدينا نظام إداري قوي قادر على التعامل مع الطوارئ بشكل فعال، وأن نعمل على تحديث وتطوير البنية التحتية للموانئ لتجنب أي حوادث مماثلة».
وأوضح أن هذه الحادثة قد تكون فرصة لتحسين النظام الأمني في الموانئ الإيرانية، حيث يجب تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والإدارية لضمان سلامة المنشآت الحيوية في البلاد.
وقال خضريان: «إن إصلاح هذا النظام يحتاج إلى جهد مشترك من جميع الجهات المعنية في الحكومة والبرلمان».
أهمية المساءلة والإصلاح في مواجهة الأزمات
في ختام تصريحاته، أكد خضريان على أن إيران بحاجة إلى إصلاحات حقيقية في جميع القطاعات، خاصة تلك التي تتعلق بالبنية التحتية الأمنية والإدارية.
وأوضح أن «المساءلة هي الأساس في مواجهة الأزمات»، مضيفًا: «إذا لم نكن مستعدين لمحاسبة المسؤولين عن الأخطاء، فإننا سنظل نواجه مشاكل مستمرة تؤثر على استقرار البلد».
وأشار إلى أن البرلمان الإيراني سيواصل متابعته لهذه القضية لضمان تنفيذ إصلاحات حقيقية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.